شَحْرُور/ الكِتَابُ والقُرآن/ أخْطَاءٌ فِى عِلْمِ اللهِ/ 1

 

تَمْهِيد: عِنْدَمَا أهْدَانِى الأسْتَاذ شَحْرُور مَجْمُوعَةَ كُتُبِهِ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أنَّهَا رَثَّة عَلَى الحَالِ الَّذِى وَجُدتُهَا عَلَيْهِ، وَذَاكَ أنَّنِى لَمْ أكُن قَدْ اطّلَعْت عَلَيْهَا بَعْدُ. ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَهَا ـ أثْنَاء عَمَلِى مَعَهُ بِمُؤَسَّسَةِ الفكر ـ أن اضطّرَرتَ إلى مُرَاجَعَةِ مَوْضُوعِ الأُمّيَّةِ بِكِتَابِهِ “الكِتَاب والقرآن” لِلرَدِّ عَلَى مَا جَاءَ بِلَمْزِ وَهَمْزِ المُؤَسَّسَةِ، مِن أنَّ الأسْتَاذ شَحْرُور قَدْ كَتَبَ فِى المَوْضُوعِ مِن قَبْل، فَوَجَدْتُ الهُزَالَ وَالأَخْطَاءَ فِى بُحَيثِهِ فَضْلاً عَمَّا وَجَدْتُهُ مِن أخْطَاءٍ نَوْعِيَّةٍ، وَبَعْد أن سَلَّمت الإدَارَةَ نُسْخَةً مِن الأخْطَاءِ (قَبْل نَشْرِهَا بِشُهُور) لَمْ أجِدُ مُجِيبًا، وَلِذَا فَقَدْ أفْرَدتُ لَهَا هُنَا مَقَالَةٌ أولَى، ثُمَّ ثَانِيَةً. وَفِى الأَيَامِ القَلِيلَةِ المَاضِيَةِ أخْبَرَنِى صَدِيقٌ أثْنَاءَ نِقَاشٍ جَمَعَنَا أنَّ شَحْرُور يَقُولُ بِأشْيَاءٍ غَريِبَةٍ فِى مَوْضُوعِ عِلْمِ اللهِ، فَطَالَعتُ الكِتَابَ (ص: 385 وَمَابَعْدَهَا) فَوَجَدتُ عَجَبًا فِعْلاً. وَلِلبَيَانِ فَأقُولُ:

اتَفِقُ الفُرَقَاءُ مِن مُنْتَسِبِي الأَدْيَانِ عَلَي أنَّ اللهَ تَعَالَي عَلِيمٌ، وَلَكِن الاخْتِلاَفُ وَاقِعٌ بَيْنَهُم عَلَي حُدُودِ هَذَا العِلْمِ، فَمِن قَائِلٍ بأَنَّ العِلْمَ مُطْلَقٌ، وَبِالتَالِي فَلاَ مَجَالَ لِمُنَاقَشَةِ أَيّ شَيْءٍ ـ عِنْدَهُ ـ فِي هَذِهِ الجُزْئِيَّةِ. وَمِن قَائِلٍ بِأَنَّ العِلْمَ غَيْرُ مُطْلَقٍ، وَيَسْتَشْهِدُ عَلَي ذَلِكَ ببَعْضِ الأَيَاتِ الَّتِي يَرَاهَا تَخْدِمُ وَتَدْعَمُ وِجْهَةِ نَظَرِهِ.

وَلَوْ أَخَذْنَا ـ كَمِثَالٍ ـ هَذِهِ الأَيَةِ الَّتِي يَقُولُ اللهُ فِيهَا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ” 94/ المائدة.

فَهَلْ تَعْنِي هَذِهِ الأَيَةِ أَنَّ اللهَ تَعَالَي يَجْهَلُ مَنْ يَخَافَهُ بِالغَيْبِ إلي أنْ يَبْتَلِيهِ بِشَيْءٍ مِنَ الصَيْدِ، فيَعْلَمُ؟!

وَعِنْدَمَا يَقُولُ تَعَالَي: “الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” 66/ الأنفال.

فُهَلْ يَعْنِي ذَلِكَ أنَّ اللهَ تَعَالَي لَمْ يَكُنْ يَعْلَم أنَّ المُؤْمِنِينَ فِيهِم ضَعْفًا حَتَّى حَدَثَت المُوَاجَهَاتُ فَعَلِم؟!

إذَا فَالسُؤالُ الأَنَ لَيْسَ هُوَ: هَلْ اللهُ يَعْلَمُ؟، وَإنَّمَا السُؤَالُ هُوَ: هَلْ يُمْكِنُ أنْ يَجْهَلَ اللهُ أيَّ شَيْءٍ وَلَوْ كَانَ بَسِيطًا، وَحَتَّىَ لَوْ كَانَ هَذَا الجَهْلُ بإِرَادَتِهِ؟!

وَلَوْ كَانَ اللهُ تَعَالَي يَعْلَمُ أَعْمَالَ العِبَادِ قَبْلَ وُقُوعِهَا فَهَلْ يُذْهِبُ ذَلِكَ بحُرِيَّةِ الاخْتِيَار عِنْدَ العِبادِ؟! . . أَوْ: هَلْ يَلْزَمُ لِكَيّ يَكُونَ العِبَادُ أَحْرَارً فِي اخْتِيَارَاتِهِم أَنْ يَجْهَلَ اللهُ تَعَالَي هَذِهِ الاخْتِيَارَاتِ عَلَي وَجْهِ التَحْدِيدِ؟!

الحَقِيقَةُ أنَّ بَعْضَ المُعَاصِرين ذَهَبُوا (تَقْلِيدًا لِليَهُودِ وَ بَعْضِ القُدَامَى) إلى القَولِ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَعْلَمُ بِأعْمَالِ العِبَادِ إلاَّ بَعْدَ أن تَقَعَ مِنْهُم، وَقَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ (وَحَاشَاهُ) مِثْلَهُ مِثْلَنَا؛ لاَ يَعْلَمُ بِمَا سَيَقَعُ مِنَ النَّاس فِيْمَا هُوَ ءَاتٍ، زَاعِمِينَ أنَّ ذَلِكَ هُوَ تَمَامُ العَدْلِ، وَضَاربِيِنَ بِعَشَرَاتِ الأَيَاتِ الدَالَّةِ، والنَّاصَّةِ عَلَى عِلْمِ اللهِ بِكُلِّ شَيْءٍ (بِمَا فِى ذَلِكَ أعْمَالُ العِبَادِ قَبْل وُقُوعِهَا) عُرْضَ الحَائِطِ.

ثُمَّ إنَّ هَؤُلاَءِ اخْتَلَفُوا بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَمِنْهُم مَن قَالَ بِأَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلى العِلْمِ، وَلَكِنَّهُ لَم يُرِدْ ذَلِكَ، كَالأستاذ الرُبَّان عَبْد العَزيز الشِرْبِينِى ([1]). وَإذَا مَا سَألْتَهُ كَيْفَ عَرِفْتَ أنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى العِلْمِ، وَلَكِنَّهُ لَم يُرِدْ ذَلِكَ، سَكَتَ. وَمِنْهُم مَن قَالَ بأَنَّ اللهَ يَعْلَمُ كُلَّ شَيءٍ سَيَكُونُ، وَلَكِن بلاَ تَحْدِيدٍ، أىّ عَلَى سَبِيلِ الإحَاطَةِ بالاحْتِمَالاَتِ، كَالأستاذ مُحَمَّد شَحْرُور. وَإذَا مَا سَألْتَهُ كَيْفَ عَرِفْتَ أنَّ اللهَ يَعْلَمُ بلاَ تَحْدِيدٍ، وَعَلَى سَبِيلِ الإحَاطَةِ بالاحْتِمَالاَتِ، سَاقَ لَكَ كِمِّيَةً مِنَ الشُبُهَاتِ لاً تُسْمِنُ وَلاَ تُغْنِى مِن جُوُعٍ، وَيَالَيْتَهُ هُوَ الأَخر سَكَتَ.

بَل إنَّ الأُسْتَاذَ شَحْرُورَ قَدْ زَادَ عَن غَيْرِهِ فِى الجَرَاءِةِ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَتَمَادَى فِى الشَطَطِ، والتَقَوُّل عَلَىَ اللهِ بِغَيْر أدنى عِلْم، وَلَوْ بِمِثْقَالِ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ مِنْهُ، فَنَرَاهُ يَقُولُ (كَمِثَالٍ):

وإذا أردنا أن نعرف علم الله في الأشياء فهو علم رياضي بحت، أي في علم الله لا يوجد أصفر فاتح وأصفر غامق، وتفاحة كبيرة وتفاحة صغيرة، ولكنها في علمه كلها علاقات رياضية عددية بحتة“.

لَم يَقُل شَحْرُوُر هَذَا الكَلاَم بِعِلْمٍ، وَلَمْ يُنَبَّؤُاْ بِمَا لاَ يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ، وَلَيْسَ لَدَيْهِ كِتَابٌ مَنَزَّلٌ خَاصٌّ لَم يَصِلْنَا، بَل أبْسَطُ مَا يُمْكِنُ أنْ يُوصَفُ بِهِ هَذَا الكَلاَمُ هُوَ أنَّهُ كَلاَمٌ فَاسِدٌ، لَيْسَ لَهُ أىّ وَجَاهَةٍ. انْظُر إلَى قَوْلِهِ وَهُوَ يَدْفَعُ بَمجْمُوعَةٍ مِن الشُبُهَاتِ، كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهَا تُظْهِرُ أكْثَرُ مِن أُخْتِهَا كَمَّ السَطْحِيَّةِ الَّتِى تَتَمَيَّزُ بِهَا دُفُوعَاتِهِ، فَضْلاً عَن طَريِقَةِ بَحْثِهِ:

وعلم الله هو أعلى أنواع علوم التجريد، وأعلى أنواع علوم التجريد هو الرياضيات لذا قال (وأحصى كل شيء عدداً) (الجن 28) أي أن علم الله بالموجودات هو علم كمي بحت. فالإحصاء هو التعقل، والعدد هو حال الإحصاء“.

وإذا قلنا الآن إن الله منذ الأزل علم أن أبا بكر سيؤمن وأن أبا جهل سيكفر فهذا عين نقصان المعرفة وليس كمالها. أي أن علم الله يحمل صفة الاحتمال الواحد. ولو كفر أبو بكر وآمن أبو جهل لكانت هذه مفاجأة كبيرة لله تعالى، علما بأن باب الكفر والإيمان كان مفتوحا أمام الاثنين على حد سواء“.

وَيَقُولُ شَحْرُور:

لو كان يدخل في علم الله منذ الأزل ماذا سيفعل زيد في حياته الواعية وما هي الخيارات التي سيختارها زيد منذ أن يصبح قادرا على الاختيار إلى أن يموت. فالسؤال لماذا تركه إذا كان يعلم ذلك؟“.

أن من يستقم فإنه لا يفاجئ الله باستقامته، ومن ينحرف لا يفاجئ الله بانحرافه. وفي هذا يصبح الخيار الإنساني الواعي خيارا حرا يستلزم الثواب والعقاب، وتصبح خيارات الإنسان غير مكتوبة عليه سلفا“.

وَيَقُولُ شَحْرُور:

هنا من أجل تبرير هذا الأمر ندخل في اللف والدوران فنقول إن الله علم منذ الأزل أن أبا لهب سيكون كافرا، وأن أبا بكر الصديق سيكون مؤمنا. ثم نقول إن أبا لهب اختار لنفسه الكفر وأبو بكر اختار لنفسه الإيمان. إن هذا الطرح لا يترك للخيار الإنساني الواعي معنى، وإنما يجعله ضربا من الكوميديا الإلهية مهما حاولنا تبرير ذلك“.

حَسَنًا فَأرنَا كَيفَ سَتَفْعَل مَع الأيَاتِ الكَثيرَةِ الَّتِى غَفَلْتَ عَن مبْنَاهَا، وَجَهَلْتَ مَعْنَاهَا، والَّتِى تُبَيِّنُ أنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْلَمُ كُلَّ مَا سَيَكُون قَبْلَ أن يَقَعَ، وَأَنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمَا.

لَقَدْ سَوَّدَ شَحْرُورُ عَشَرَةَ صَفْحَاتٍ حَاولَ فِيهِنَّ بِكُلِّ مَا يَملُكَ أنْ يُصَوِّرَ اللهَ تَعَالىَ بِأنَّهُ لاَ يَعْلَمُ أعْمَالَ العِبَادِ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ، وَأَنَّ عِلْمَهُ ريَاضِىٌّ يَقَفُ عِنْدَ العِلم بِالاِحْتِمَالاَتِ كُلِّهَا، دُونَ تَحْدِيدٍ لاحْتِمَالٍ مِنْهَا. وَأنَّهُ لاَ يَعْلَمُ بِمَا سَيَحْدُثُ مِنَ النَّاسِ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ إلاَّ إذَا أضْمَرُوهُ فِى أنْفُسِهِم؛ إذ يَقُولُ:

علم الله الكامل بأحداث مسبقة بكلياتها وجزئياتها أو بأحداث جارية بكلياتها وجزئياتها: وذلك أنه في لحظة أن نوى أبو بكر الإيمان قبل أن يفضي بهذه النية لأحد وهي مازالت سرا في نفسه علمها الله أولا وفي نفس اللحظة التي نوى فيها أبو بكر الإيمان”.

وَلَوْ صِغْنَا هَذِهِ الجُمْلَةَ بَعِيدًا عَن ثَنْي العِطْفِ، فَسَنَجِدُ أنَّ الشَحْرُورَ يَقُولُ إنَّ اللهَ تَعَالَى كَانَ جَاهِلاً (وَحَاشَاهُ) بِمَا سَيَصْدُرُ مِن أبِى بَكْرٍ حَتَّى عَزَم أبُو بَكْرٍ وَنَوى، فَعَلِمَ اللهُ نِيَّتَهُ وَقْتَهَا فَقَط.

وَأَخِيرًا يَقُول شَحْرُور مُتَجَاوِزًا فِى حَقِّ اللهِ تَعَالَى:

الإنسان خليفة الله في الأرض وأنه يوجد في الإنسان وليس في الكائنات الحية الأخرى شيء من ذات الله وهو الروح وبها أصبح خليفة الله في الأرض واكتسب المعارف وأصبح قادرا على المعرفة والتشريع. هذه النقطة إذا نسيناها فإن السلوك الإنساني سيتحول إلى مجموعة من الصور المتحركة يديرها الذي صممها “أفلام كرتون”. ولكن إذ قلنا إن هناك أمرا مشتركا بين الله والإنسان وهو الروح، أي إذا قلنا إن الصور المتحركة فيها شيء من ذات المصمم لتغير الأمر” ([2]).

فَخَتَمَ بِهَذَا الهُرَاء الَّذِى يَقُولُ فِيهِ إنَّ الإنْسَانَ يُوجَدُ فِيهِ شَيىٌ مِن ذَاتِ اللهِ، وَأنَّ الإنْسَانَ فِيهِ روحٌ، وَهَذِهِ الرُوحُ المَوجُودَةُ فِى الإنْسَانِ هِىَ جُزءٌ مِن ذَاتِ اللهِ تَعَالَى، وَأَنَّهَا أمْرًا مُشْتَرَكًا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ الإنْسَان. فَجَعَلَ شَيئًا مُشْتَرَكًا بَيْنَ فِرعَون (مَثَلاً) وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَى (وَحَاشَاه). وَهُوَ كَلاَمٌ يَخْرُجُ كَسَابِقِه، وبِنَفْسِ جِينَاتِهِ وَمَلاَمِحِهِ:

فَهُوَ كَلاَمٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَلاَ هُدَىً، وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ، بَل وَلاَ أتَجَاوزُ إذَا مَا قُلْتُ إنَّهُ كَلاَمٌ بِجَهْلٍ، وَافْتِرَاءٍ، وَلا يَقَفُ أمَامَ النَقْدِ العِلْمِىّ وَلاَ لِلَحظَةٍ وَاحِدَةٍ، إذ يَقْبَعُ تَحتَ مَظَلَّةِ البَاطِل، والبَاطِلُ كَمَا نَعْرِفُ زَهُوقٌ لاَ نَفَسَ لَهُ.

وَأعُودُ إلى مَسْألةِ عِلْمِ اللهِ تَعَالَى فَأقُولُ إنَّ الفَرقَ بَينَ كَلاَم الأُسْتَاذ شَحْرُور، وَبَينَ كَلاَم اليَهُودِ، وَأولِيَائِهِم مِن الرَافِضَةِ هَوَ أنّ شَحْرُور زَعَمَ أن طَرْحَهُ يَنْسِبُ كَمَالَ العِلْمِ لِلّهِ (ثَنى عِطْف)، بَينَمَا هُوَ فِى الحَقِيقَةِ يَقُولُ فِى النِهَايَةِ بِأنَّ اللهَ لاَ يَعْلَمُ أفْعَال كُلِّ وَاحِدٍ مِن خَلْقِهِ إلاَّ عَلىَ وَجْهِ الاحْتِمَال، وَيَجْهَل عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ، بَينَمَا كَانَ اليَهُودُ والرَافِضَةُ أكْثَرَ وُضُوحًا وَصَرَاحَةً؛ فَقَالُوا مَا قَالُوه مِن الجَهْل، والبدَاء.

وَلْنُنَاقِشَ أولاً مَا قَالَهُ هَؤُلاَءِ مِن أنَّ عِلْمَ اللهِ مَحْدُودٌ، سَوَاءٌ لإعَاقَةِ الزَّمَنِ لَهُ، أوْ لِكَوْنِهِ إِحْتِمَالِيًّا، وَذَلِكَ مِن خِلاَلِ خَمْسَةِ مَحَاوِرٍ، ثُمَّ لِنُنَاقِشَ بَعْدَ ذَلِكَ شُبُهَاتِ شُحْرُوُرُ، حَيْثُ سَتَكُونُ قَدْ هُدِمَتَ قَبْلَ الوصُولِ إلَيْهَا.

 

[1]ـ انظُر: الشربينى؛ آيات رحمانية وحكمة شيطانية (ص: 320 ـ 336).

[2]ـ انظُر: شحرور؛ الكِتاب والقُرآن (ص: 385، وَمَا بَعْدَهَا).