سَمِير إِبْرَاهِيم خَلِيل حَسَن/ فَسَادُ دِفَاعِهِ عَن الصَّحِيِفَةِ 1

 

بَعْدَ أَنْ كَتَبْتَ المَقَالَ السَّابِقَ بِخُصُوصِ أ. سَمِيِر إِبْرَاهِيِم خليل حَسَن، وَبِالتَّحْدِيِدِ فِى يوم 23 فبراير 2012 جآءنى تعليق من أَحَدِ الأَفَاضِل، وفيه:

الاخ ايهاب المحترم

قرأت جميع كتب الأستاذ الكبير سمير إبراهيم وكانت لي بعض التساؤلات والملاحظات كنت أود أن أناقشه فيها وبما انك على علم بأبحاث الرجل ومنهجيته في البحث فإنني آمل أن تبرز نقاط اختلافك مع الأستاذ سمير لاهمية ذلك بالنسبة لي فأنتما من أعمدة الفكر القرءاني المستنير وأتابع باستمرار نتاجكم الفكري الرائع  واستفيد كثيرا مما تكتبان مع أجمل تحية” اهـ.

وَقَدْ رَدَدتُ عَلَيْهِ فِى اليَوْمِ التَّالِى، وَأَعَادَ التَّعْلِيقَ مَرَّةً أُخْرَى، يوم 25 فبراير، وَرَدَدتُ عَلَيْهِ بِنَفْسِ اليَوْمِ، وَكانَ خُلاَصَةُ قَوْلِى لَهُ هُوَ:

1 ـ أنني لَم أطّلِع علي كُلّ كتابات الرجل، وإنَّما وَقَعَ في يدي كِتاب “حَديث” لَهُ، وَوَجدت فيه أخطآء لا يُستَهانُ بِها، حيث جآءت منهجيّة، وَهُوَ ما يعني أنَّ أَخْطَآءَهُ في المَنهج، وَلَيْسَ فِى البَحْثِ فَقَط، وَلِذَا عَنْوَنْتُ لَهُ بِذَلِكَ فِى المَوْقِعِ.

2 ـ أَنَّ السبب برأيي يعود إلي عَدَم تَحديد المرجعيّة بشكلٍ سَليم. حَيْثُ بَنَى كِتَابَهُ عَلَى رِوَايَةٍ لَم يُنزل اللهُ تعالي بِها مِن سُلطان في كِتابِهِ.

3 ـ أَنَّهُ قَامَ بتحديد معاني لِلمُسَمَّيات تَنسِفُ معناها الأصليّ، الواضِح، وَهُوَ مَا يُقْعِد مِن صِراطِ اللهِ “القرءان” بَقدرِ الاعتدآء علي هَذِهِ المُسَمّياتِ والألفاظِ.

وَضَرَبْتُ أَمْثَلِةً مِنْ كُلِّ مَا ذَكَرْتَهُ فِى التَّعْلِيِقَاتِ المَذْكُورَةِ.

.

فِى 28 مِن شَهْرِ يُونْيُو مِنَ العَامِ التَّالِى أرْسَلَ إِلَىَّ أ. سَمِيِر رِسَالَةً قَالَ فِيِهَا:

أخى ﭐلعزيز إيهاب

تحية طيبة

يسرّنى أىّ قول يبيّن لىۤ أخطآئى. وستجدنى أصوّب كلَّ خطإٍ أقع فيه. لكن عتبى عليك أن تقول أنِّى أعتمد على روايات مذهبيّة. فما كتبته عن “ﭐلصحيفة” ﭐلتى لا يعترف بها مذهب من مذاهب ﭐلمسلمين. قلت فيه أنَّ ما فيها يوافق ما شرعه ﭐللَّـه من ﭐلدِّين لنوح ومحمّد وإبراهيم وموسى وعيسى:

“شرَّعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ ما وَصَّىٰ به نُوحًا وٱلَّذىٰۤ أوحَينَآ إليكَ وما وَصَّينابهِ إبرَٰهِيمَ ومُوسَىٰ وعِيسَىٰۤ أن أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُواْفيهِ” 13 ٱلشُّورى.

وأنَّها ﭐلأمر ﭐلوحيد ﭐلذى يبيّن للنَّبىّ سنّة كشرع من ﭐلدِّين تقام به
حكومة لشعب تختلف طوآئفه وشرعاته. وقد كتبت دينا للبلد ﭐلأمين وﭐتخذت مما كتبه ﭐلنّبىّ فى ﭐلصحيفة أسوة حسنة. وهذا رابطه:

http://www.doroob.com/?p=20868

وستجد فيها قولى عن ﭐلمؤمن وعن ﭐلمسلم.

أمآ ﭐعتمادى على لسان ﭐلأميين (ﭐلعآمّة) فيسنده قول ﭐللَّـه:

“هو ﭐلَّذِى بَعَثَ فى ﭐلأمِّيِّنَ رسولًا مِّنهم يتلواْ عليهم ءَايَـٰـتهِ ويُزَكِّيهِم ويُعَلِّمُهُمُ ﭐلكِتَـٰـبَ وﭐلحِكمَةَ وإن كَانواْ مِن قَبلُ لَفِى ضَلالٍ مُّبينٍ” 2 ﭐلجمعة.

ولسان ﭐلأميين غير مكتسب. بل هو لسان مفطور وفاطره هو ﭐللَّـه. ولسان ﭐلقرءان مثله:

“وَمَاهُوَ بِقَولِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤمِنُونَ (41) وَلَا بِقَولِ كَاهِن ٍ قَلِيلًامَّا تَذَكَّرُونَ (42) ” ٱلحاقة.

“وَمَا عَلَّمنَـٰـهُ ٱلشِّعرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ إِنهُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءَان مُبِين” 69 يس.

سأنتظر ملاحظاتك عن أخطآئى. وسأكون لك شاكرا.

مع تحيتى وتقديرى

سمير إبراهيم خليل حسن“.

.

نَظَرْتُ فِى كَلاَمِ أ. سَمِيِر فَوَجَدْتُهُ مُتَجَيِّنًا بِنَفْسِ جِيِنَاتِ كَلاَمِهِ فِى كِتَابَتِهِ عُمُومًا؛ فَالرَّجُلُ يَجْعَلُ لَهُ مُرْتَكَزَاتٍ مِنَ الوَهْمِ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ مِنْهَا، فَيَأتِى كَلاَمُهُ كُلُّهُ عَلَى نَفْسِ الشَّاكِلَةِ، وَلِذَا فَلَمْ أَجِد فِى كَلِمَاتِهِ هُنَا، وَلاَ فَقْرَةً وَاحِدَةً صَحِيِحَةً (1)، وَسَأَقُومُ بِتَشْرِيِحِ مَاقَالَهُ لِيَكُونَ هُوَ الحَكَمُ، وَفِيِهِ سِتَّةُ مَوْضُوعَاتٍ، كَالتَّالِى (2):

1 ـ فَأَوَّلُ ذَلِكَ أَنَّهُ يَقُولُ بِأَنَّ الصَحِيِفَةَ “لا يعترف بها مذهب من مذاهب المسلمين“.

2 ـ وَثَانِىَ ذَلِكَ أَنَّهُ يَقُولُ إِنَّ مَا كَتَبَهُ عَنِ الصَّحِيِفَةِ يُوافِقُ مَا شَرَعَهُ اللهُ مِنَ الدِّيِنِ لِنُوحٍ، وَمُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيِمَ، وَمُوسَى، وَعِيِسَى!!!!!!

3 ـ وَثَالِثُ ذَلِكَ أَنَّهُ يَقُولُ إِنَّ الصَّحِيِفَةَ هِىَ: “ﭐلأمر ﭐلوحيد ﭐلذى يبيّن للنَّبىّ سنّة كشرع من ﭐلدِّين تقام به حكومة لشعب تختلف طوآئفه وشرعاته”!!!.

4 ـ وَرَابِعُ ذَلِكَ أَنَّهُ يَقُولُ: “وقد كتبت دينا للبلد ﭐلأمين وﭐتخذت مما كتبه ﭐلنّبىّ فى ﭐلصحيفة أسوة حسنة”!!!!!

5 ـ وَخَامِسُ ذَلِكَ أَنَّهُ يَقُولُ: “أمآ ﭐعتمادى على لسان ﭐلأميين (ﭐلعآمّة) فيسنده قول ﭐللَّـه: “هو ﭐلَّذِى بَعَثَ فى ﭐلأمِّيِّنَ رسولًا مِّنهم يتلواْ عليهم ءَايَـٰـتهِ ويُزَكِّيهِم ويُعَلِّمُهُمُ ﭐلكِتَـٰـبَ وﭐلحِكمَةَ وإن كَانواْ مِن قَبلُ لَفِى ضَلالٍ مُّبينٍ“!!!!!

6 ـ وَسَادِسُ ذَلِكَ أَنَّهُ يَقُولُ:”ولسان ﭐلأميين غير مكتسب. بل هو لسان مفطور وفاطره هو ﭐللَّـه. ولسان ﭐلقرءان مثله: “وَمَاهُوَ بِقَولِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤمِنُونَ (41) وَلَا بِقَولِ كَاهِن ٍ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (42)” ٱلحاقة.”وَمَا عَلَّمنَـٰـهُ ٱلشِّعرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءَان مُبِين” 69 يس“، وَهُوَ فِى كُلِّ مَا قَالَهُ مُجَانِبٌ لِلصَّوَابِ!!!!!

وَلِلحَدِيِثِ بَقِيَّةٌ .

هَامِش:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1  ـ فِى الأَوِنَةِ الأَخِيِرَةِ بَدَعَ سَمِيِرُ بِدْعَةً جَدِيِدَةً، تُضَمُّ إِلَى بِدَعِهِ، وَمَا أَكْثَرُهَا، فَهُوَ يَعْتَبِرُ أَنَّ كَلاَمَ النَّاسِ بِلِسَانِهِم المُصْطَلَحِ عَلَيْهِ، كَمَا هُوَ الحَالُ هُنَا فِى كَلِمَة: “صَحِيِحَة”، هُوَ لَغْوُ كَافِرِيِنَ فِى القُرْءَان!!! أَىْ وَاللهِ!!!

وَذَلِكَ كَمَا قَالَ: “ٱلصحيح كلمة ليست من لسان ٱلشام ولا من طوره ٱلعربىّ ٱلمبين. وقد وضعها فى موضع كلمة “صواب” محرّفا ٱلكلمة عن موضعها“.

وَقَدْ عَلَّقَ عَلَى كَلِمَةِ الصَّدِيِقِ أَبُو عَلِىّ العَريِض بِالفِيِسبُوك، قَائِلاً: “ما هو دليل كلمة “صحيح”؟ ومن أىِّ لسان هى؟ فى ٱلقرءان كلمة “صواب”. فهل كلمة “صحيح” من لغو ٱلكافرين فى ٱلقرءان؟“.

وَقَدْ كَانَ رَدِّى عَلَيْهِ كَالتَّالِى:

“كلمةصحيح من لسان الأعجميين، وكلنا أعجميين، ولم يقل أحد من الناس أن الصحيح مأخوذة من القرءان. الناس تتكلم بما اصطلحت عليه وتفهم بعضها بذلك، ولاغضاضة فيه، ولا يُسمى هذا بلغو الكافرين إلا إذا كانت الأمور قد اختلطت عليك بين نصّ القرءان واصطلاحات الناس. أناشخصيًّا أفهم من غيرى ماذا يقصد بصحيح، وأخاطبه بما اصطلحنا عليه. فما دخل الكافرين هنا؟!!

يبدو أنك تحتاج إلى فهم لغو الكافرين وضبط مناطها. قال تعالى: “وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَاٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴿٢٦﴾”.

لغوالكافرين يكون فى القرءان. ومداخلتك استفزازية تطلبت ألاَّ أبدأ كعادتى بالتحيّة”.

ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ.

https://www.facebook.com/hussein.elared/posts/368006856685926

وَالطَريِفُ أَنَّ كِتَابَاتَهُ فِيِهَا اسْتِخْدَامُهُ لِكَلِمَةِ: “صَحِيِح”، كَمَا فِى قَوْلِهِ مَثَلاً فِى كِتَابِ الحُكْمِ الرَّسُولِىِّ:

أما ٱلبرهان على صحة ٱلبلاغ وموافقته للحقّ فهو تكليفþ للإنسان ٱلعالم ٱلَّذى يعمل وفق ٱلأمر ٱلإلٰهى إلى قيام ٱلساعة“.

وَمُسَلَّمٌ أَنَّ مَنْ سَيَتُلوا لَهُ قَوْلَهُ: “صِحَّة”، سَتَسْتَوِى عِنْدَهُ مَعَ: “صَوَابِ”، كَوْنُ النَّاسُ يَعْجِمُونَ، وَتَتَرَادَفُ عِنْدَهُم الكَلِمَاتُ المَوْضُوعَةُ بِلاَ ضَابِطٍ وَلاَ رَابِطٍ، وَهُوَ مَا يَمْشِى مَعَ عِجْمَتِهِم، وَمَا لاَ غَضَاضَةَ فِيِهِ.

2 ـ وَإِجْمَالِيِ مَا خَطَّهُ هُنَا هُوَ: 93 كَلِمَةً، شَامِلَةً أَسْمَآء الإِشَارَةِ، وَبَعِيِدًا عَنْ ءَايَاتِ القُرْءَانِ.