◄ لَقَدْ كَانَ لَنَا عِبْرَةٌ فِى قِصَّةِ إبْرَاهِيمَ لَمَّا اسْتَشْعَرَ وُجُودَ اللهِ فَبَدَأ البَحْثَ عَنْهُ (عِلْمِيًا)، فَظَلَّ يَفْتَرِضُ، ثُمَّ يَتَبَيَّنَ لَهُ خَطَأ النَظَرِيَّةِ، فَيُعِيدُ الافْتِرَاضَِ، فَيَعُودُ خَطَأ النَظَرِيَّةِ لِلعَوْدَةِ، وَهَكَذَا:
“فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّى ۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَآ أُحِبُّ ٱلْءَافِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَءَا ٱلْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّى ۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبِّى لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّآلِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّى هَـٰذَآ أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يَـٰقَوْمِ إِنِّى بَرِىٓءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾” الأَنْعَام.
حَتَّى انْتَهَى إلَى الحَقِّ، سُلُوكًا (بِالحَنْفِ) وًتًوًجُّهًا (لِلمُوجِدِ)؛ فَقَالَ:
“إِنِّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾” الأَنْعَام.
وَأثْنَاءَ ذَلِكَ وَجَدْنَاهُ يُقِرُّ بِكَوْنِهِ قَاصِرٌ عَن بُلُوغِ الحَقِّ بِمُفْرَدِهِ، إلاَّ أنْ يُعِينَهُ اللهُ بِمَدَدِهِ:
“. . قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبِّى لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّآلِّينَ ﴿٧٧﴾” الأَنْعَام.
.
● أيضًا إذَا مَا قَفَزْنَا إلَى خَاتَمَ النَّبِيِّينَ فَسَنَجِدُ أنَّ اللهَ تَعَالَى يُبَيِّنُ أنَّهُ لَوْلاَ هُدَاهُ لَهُ لَمَا اهْتَدَى:
“وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾” الضحى (1).
“نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِۦ لَمِنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ ﴿٣﴾” يُوسُف.
وَلِذَلِكَ تَجِدُ المُؤمِنِينَ يُقِرُّونَ للهِ تَعَالَى (وَهُم فِى الجَنَّةِ) بَأنَّهُ كَانَ الهَادِىَ لَهُم، وَأنَّهُ لَوْلاَ هُدَاهُ لَهُم بِالرِسَالاَتِ لَمَا اهْتَدَوا:
“.. وَقَالُوا ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَىٰنَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَآ أَنْ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ ۖ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ ۖ وَنُودُوٓا أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾” الأَعْرَاف.
.
● وَهَذَا الهُدَى لاَ يَكُونُ إلاَّ مِنَ اللهِ تَعَالَى وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ:
“قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ ۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّىٓ إِلَّآ أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٥﴾” يونس.
وَلِذَا فسَيكُونُ اللهُ تَعَالَى هُوَ مَرْجِعُنَا فِى كُلِّ مَا يُكْتَبُ هُنَا عَلَى هَذَا المَوْقِع، وَسَتَكُونُ ءَايَاتُ كِتَابِهِ هِىَ النِبْرَاسَ الَّذِى يُنِيرُ لَنَا الطَرِيقَ، . . وَنِعْمَ النُور.
“هُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِۦٓ ءَايَـٰتٍ بَيِّنَـٰتٍۢ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۚ. .﴿٩﴾” الحديد.
.
● وَالأَنَ نَعِيشُ بعض السطورِ للتعرِّفِ علي اللهِ تعالي، الّذي بدأ يُعَرِّفُنا علي نَفْسِهِ بأنَّهُ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ، وَلنَنْتَهِ مِنْ هَذا الفَصْل وَقَدْ تَكَوَّنَت فِي قُلُوبِنا فِكْرَةٌ جَيِّدَةٌ عَن المَلاَمِحِ المُفْتَرضَةِ لِلرِّسَالةِ الَّتِي أَرْسَلَهَا اللهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ، وَالَّتِي سَتَكُونُ مَرْجِعًا لَنَا فِي فَهْم مُرَادِ اللهِ تَعَالَيَ مِن خَلْقِنَا هُنَا.
هَامِش:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ وَقَدْ بَيَّنْتُ قَبْلاً أنَّ الضَلاَلَةَ نَوْعَانٌ، أحَدُهُمَا مَذْمُومَةٌ، والثَانِيَةُ مَحْمُودَةٌ، وَأَنَّ ضَلاَلَةَ الرَّسُولِ قَبْلَ أنْ يُبْعَثَ كَانَت مِنَ النَوْعِ الأَخِير؛ فَرَاجِعْهَا هُنَاكَ (تَفَضُلاً).
السلام عليكم أستاذي وانا اعتبرك ابي اطال الله في عمرك ولو عاد الزمن بنا لقطعنا اليكم وتعرفنا عليكم لقد اغاضني وقتلني ان يقدم اناس ويغمر اخرون ……………المعذرة على التعبير …….اين لي ان اجد كتبك احييك واحترمك شيخ مع السلامة