Skip to content
الذِّكْرُ:
.
عِنْدَمَا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى كِتَابَهُ لِلنَّاسِ أنْزَلَهُ بِالحَقِّ:
“ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ“.
وَنَسَجَهُ مِنَ العِلْمِ:
“مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ ۙ“.
وَجَمَّلَهُ بِالحِكْمَةِ:
“ذَالِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰٓ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ۗ“.
وَكَانَ مِنْ إحْكَامِ التَّنْزِيِلِ أنْ جَعَلَ اللهُ لَهُ تَمْهِيِدًا يُمَهِّدُ لِمَا بَعْدَهُ مِنْ مَوَاضِيِعِ كِتَابِهِ، صِرْنَا نُحَاكِيِهِ سُبْحَانَهُ فِى كِتَابَتِنَا، كَمَا هُوَ هُنَا الأَنَ فِى هَذِهِ السُّطُورِ.
هَذَا التَّمْهِيِدُ سَطَرَهُ اللهُ تَعَالَى فِى كِتَابٍ سَمَّاهُ سُبْحَانَهُ بِاسْمِ “الذِّكْر“، تَفَرَّقَت أيَاتُهُ عَلَى مَدَى سُوَرِ كِتَابِهِ القُرْءَانِ، لِيَذْكُرَ فِيِهِ بَعْضَ مَا سَبَقَ تَنْزيِلِ الكِتَابِ مِنْ حَقَائِقٍ، وَمَا بَعْدَهُ.
وَالهَدَفُ مِنْ ذِكْرِ هَذِهِ الحَقَائِقِ لِلإِنْسَانِ هُوَ إِفْهَامُهُ مِيِتَافِيِزِيَآءَ الخَلْقِ، وَمَاوَرَآءَ الوُجُودِ، وَفِيِزْيَآءَ المَخْلُوقِ، وَحَقِيِقَةَ الأَشْيَآءِ، وَعِلاَقَةَ كُلِّ ذَلِكَ بِالخَالِقِ سُبْحَانَهُ، لِيَعْلَمَ الإِنْسَانُ فِى النِّهَايَةِ مَوقِعَهُ مِنَ الأَحْدَاثِ، وَأَنَّهُ قَادِمٌ فِى مَأمُورِيَّةِ عَمَلٍ، مُؤَقَّتَةٍ، فَيَشْحَذَ لَهَا هِمَّتَهُ.