العِدَّةُ مِنَ الـ: عَدَدِ، وَالـ: عَدِّ، وَمِنْهُ الاعْتِدَادُ، وَالمَعْدُودُ. وَهِىَ عَمَلِيَّةُ العَدِّ لأَمْرٍ مُحَدَّدٍ سَلَفًا، مَعْرُوفَةٌ عِدَّتُهُ كَيْفًا أوْ كَمًّا.
وَالعَدُّ هُوَ ارْتِقَآءٌ فِى الإِدْرَاكِ يَتَمَيَّزُ بِهِ الإِنْسَانُ مِنْ بَعْدِ نَفْخِ الرُّوحِ فِيِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
“هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءًۭ وَٱلْقَمَرَ نُورًۭا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ ٱلْأَيَـٰتِ لِقَوْمٍۢ يَعْلَمُونَ ﴿٥﴾” يونس (1):
عِدَّةٌ/ العِدَّةَ/ لِعِدَّتِهِنَّ/ عِدَّتَهُم/ تَعْتَدُّونَهَا/ تَعُدُّونَ/ نَعُدُّ/ وَعَدَّهُم/ عَدًّا/ عَدَدَ/ عَدَدًا/ العَادِّيِنَ/ مَعْدُودَةٍ/ مَعْدُود/ مَعْدُودَات/ عَدَّدَه
وَكُلُّ مَعْدُودٍ فَلَهُ عِدَّةٌ، وَكُلُّ ذِى عِدَّةٍ فَهُوَ مَعْدُودٌ.
1 ـ وَالعِدَّةُ فِى كِتَابِ اللهِ تَأَتِى عَلَى ذَلِكَ، كَأَنْ يَقُولَ اللهُ تَعَالَى: “إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًۭا ..﴿٣٦﴾” التَوْبَة. مَا يَعْنِى أنَّ الشُّهُورَ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى لَهَا عَدَدٌ مَعْرُوفٌ، أُدْرِجَ فِى كِتَابِهِ، سَلَفًا. وَكَذَلِكَ يَقُولُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ:
“وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٍۢ مَّعْدُودَةٍۢ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُۥٓ ۗ..﴿٨﴾” هُوُد.
فَالعَذَابُ هُنَا مُؤَجَّلٌ إلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ، وَمُرْتَبِطٌ بِأُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ فِى الأُمَمِ، وَيَجْهَلُهُ مَنْ يَسْتَعْجِلُونَ هَذَا العَذَابَ، مَا يَجْعَلُهُم مُكَذِّبِيِنَ وَمُسْتَخِفِّيِنَ بِهِ. وَهُوَ أَيْضًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ يَوْمِ القِيَامَةِ الأَتِى بِأَجَلٍ مَعْدُودٍ:
“..وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلٍۢ مَّعْدُودٍۢ ﴿١٠٤﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ ..﴿١٠٥﴾” هُوُد.
وَكَذَلِكَ يَقُولُ سُبْحَانَهُ فِى أيَّامِ الصِّيَامِ أنَّهَا مَعْدُودَاتٌ:
“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾ أَيَّامًۭا مَّعْدُودَٰتٍۢ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍۢ فَعِدَّةٌۭ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ ..﴿١٨٤﴾” البَقَرَة. وَعَلَى مَنْ مَنَعَتْهُ ظُرُوفُهُ مِنَ الصِّيَامِ فِى شَهْرِ رَمَضَان أنْ يَتَوَخَّى عِدَّةً مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ تَأتِى بَعْدَهُ. أىِّ أَنَّهَا أيَّامٌ تُمَاثِلُ الَّتِى لَمْ يَصُمْهَا، أوْ عِدَّةُ مَالَم يَصُمْهُ، لِيُكْمِلَ الأَيَّامَ المَعْدُودَاتِ.