.
البُرْهَانُ هُوَ دَلِيِلُ صِدْقٍ عَلَى ادِّعَآءٍ مَا، فَإِذَا مَا امْتَنَعَ؛ امْتَنَعَ صِدْقُ الادِّعَآءِ. وَبِالتَّالِى فَإِنَّهُ لاَ ادِّعَآءٌ صَادِقٌ بِدُونِ بُرْهَانِ صِدْقٍ عَلَيْهِ.
بُرْهَـٰنٌۭ / بُرْهَـٰنَكُمْ / بُرْهَـٰنَانِ
.
⛔ فَاليَهُودُ وَالنَّصَارَى ـ كَمِثَالٍ ـ زَعَمُوا وَادَّعَوْا أَنَّهُم هُمْ فَقَطْ مَنْ سَيَدْخُلُ الجَنَّةَ؛ فَكَذَّبَهُمُ اللهُ تَعَالَى، وَطَلَبَ مِنْهُم إِثْبَاتَ صِدْقِ دَعْوَاهُم؛ فَقَالَ:
“…تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا۟ بُرْهَـٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿١١١﴾” البَقَرَةُ.
وَبِالطَبْعِ لَمْ يَأتُو بِهَذَا البُرْهَانِ المَفْقُودِ لانْعِدَامِهِ. وَلأَنَّهُ لاَبُدَّ وَأَنْ يَكُونَ مِنَ اللهِ تَعَالَى الَّذِى يَسْألُهُم إِيَّاهُ!
⛔ كَذَلِكَ فَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ تَعَالَى رُسُلَهُ بِرِسَالاَتِهِ مَصْحُوبِيِنَ وَمُعَزَّزِيِنَ بِالبُرْهَانِ عَلَى صِدْقِ رِسَالاَتِهِم. وَكَانَ البُرْهَانُ أَيَامَئِذٍ عِبَارَةٌ عَنِ أَيَاتٍ حَسِّيَّةٍ مُصَاحِبَةٍ لِلرُّسُلِ؛ كَعَصَا مُوسَى، وَإِحْيَآءُ المَوْتَى لِعِيِسَى، وَهَكَذَا:
“ٱسْلُكْ يَدَكَ فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوٓءٍۢ وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَـٰنَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَإِي۟هِۦٓ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ قَوْمًۭا فَـٰسِقِينَ ﴿٣٢﴾“القصص.
⛔ وَقَدْ عَلِمْنَا ـ قَبْلاً ـ أنَّ الأَيَاتِ الحَسِّيَّةَ الَّتِى يُؤْتِيِهَا اللهُ تَعَالَى لِرُسُلِهِ ـ كَبُرْهَانٍ مُصَدِّقٍ لِمَا مَعَهُم ـ قَدْ امْتَنَعَت فِى الرِّسَالَةِ الخَاتِمَةِ، وَتَمَّ اسْتِبْدَالُهَا بِأَيَاتِ القُرْءَانِ، لِيُمَثِّلَ الجَمِيِعُ بُرْهَانًا مِنَ اللهِ عَلَى صِدْقِ الرِّسَالاَتِ ، وَهُوَ مَا نَصَّ اللهُ عَلَيْهِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى:
“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَـٰنٌۭ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُورًۭا مُّبِينًۭا ﴿١٧٤﴾“النِّسَآء .