◄ الِّبَاسُ مِنَ “لَ بْ س”، وَهُوَ مَا يُلْبَسُ، وَيُغَطَّى وَيُلْتَحَفُ بِهِ،فَيَصَيِرُ غِطَآءًا، كَاسِيًا، وَعُنْوَانًا لِمَا تَحْتَهُ، وَقَدْ يُتَزَيَّنُ بِهِ. وَهُوَ مِنْهُ مَا هُوَ مَادِّىٌّ كَالثِّيَابِ، وَالحِلْيَةِ. وَمِنْهُ مَا هُوَ مَعْنَوِىٌّ، كَالمَنْهَجِ لِلقَلْبِ، وَالصِّفَةُ لِلمَوْصُوفِ، كَالخَوْفِ لِلخَائِفِ، وَالجُوعِ لِلجَائِعِ، وَهَكَذَا.
لِبَاسٌ/ لَبُوسٍۢ/ لِبَاسًا/ لِبَاسَهُمَا/ لِبَاسُهُمْ/ لَبَسْنَا/ يَلْبَسُونَ/ تَلْبِسُونَ/ تَلْبَسُونَهَا/ تَلْبِسُوا/ تَلْبَسُونَهَا/ يَلْبِسَكُمْ/
.
● فَأَمَّا المَعْنَوِيِّ، الخَاصِّ بِالصِّفَةِ لِلمَوْصُوفِ؛ فَكَمَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
“وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١١٢﴾” النَّحْل.
فَالِّبَاسُ هُنَا كَانَ عِبَارَةً عَنْ الجُوعِ والخَوْفِ الَّذَانِ صَيَّرَتْهُمَا أَقْدَارُ اللهِ تَعَالَى عَلَى القُرَى الكَافِرَةِ بِأَنْعُمِ اللهِ عَلَيْهَا، فَكُسِيَت بِهِمَا، وَصَارَا لِبَاسًا لَهَا لاَ يُفَارِقُهَا، مَهْمَا أَخَذَت بِالأَسْبَابِ؛ جَزَآءً مِنَ اللهِ تَعَالَى عَلَّهُم يَرْجِعُونَ، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ.
كَذَلِكَ فَقَدْ يُحَاولُ مَنْ بِقَلْبِهِ زَيْغٌ أَنْ يُلْبِسَ الحَقَّ بِثَوْبِ البَاطِلِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
“يَـٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١﴾” ءَالَ عِمْرَان.
أَيْضًا فَإِنَّ المُؤْمِنِيِنَ الَّذِيِنَ يَصْفُوَا لَهُم إِيِمَانُهُم، لاَ يُلْبِسُوهُ بِظُلْمٍ:
“ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوٓا إِيمَـٰنَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾” الأَنْعَام(1).
وَيَصِفُ اللهُ الَّيْلَ بِالِّبَاسِ لِكَوْنِهِ يَنْزُلُ عَلَىَ النَّاسِ كَالغِطَآءِ يَلْبَسُهُم:
“وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ لِبَاسًا﴿١٠﴾ وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشًا ﴿١١﴾” النَّبَأ(2).
.
● وَأَمَّا المَادِّيِّ، الخَاصِّ بِالثِّيَابِ؛ فَكَمَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
“…وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍۢ وَإِسْتَبْرَقٍۢ مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلْأَرَآئِكِ ۚ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٣١﴾” الكَهْف (3).
فَالَّذِى يَلْبَسُ الثِّيَابَ، يَلْبَسُهَا:
1 ـ لِتُغَطِّيَهُ وَتَكْسُوهُ.
2 ـ وَتُوارِى سَوءَتَهُ.
3 ـ وَتُقِيَهُ (البَرْدَ وَالشَّمْسَ الخ).
4 ـ وَتُزَيِّنَهُ.
نَفْسُ الشَيْءِ يَتَرَتَّبُ عَلَى الِّبَاسِ المَعْنَوِىِّ لِلمُؤْمِنِيِنَ، وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى. فَهُوَ:
1 ـيُغَطِّيَهُ. 2 ـيُوارِى سَوءَتَهُ.
3 ـيُقِيَهُ. 4 ـيُزَيِّنَهُ.
وَهُوَ مَشْرُوحٌ بِلِبَاسِ التَّقْوَى.