.
القَسَمُ:
.
قَسَمٌ/ أَقْسَم/ يُقْسِمُ/ أَقْسَمُوا۟/ تَقَاسَمُوا/ أَقْسَمْتُم/ يُقْسِمَانِ/ قَاسَمَهُمَآ/
القَسَمُ يَكُونُ عَلَى الشَيْءِ الَّذِى يَرَاهُ المُقْسِمُ حَقًّا، وَوَاضِحًا لَهُ، وَبَعِيدًا عَنْ الاحْتِمَالِ (بِالنِّسْبَةِ لَهُ)، وَإِنْ كَانَ أَحْيَانًا مَا يَكُونُ فِى الوَاقِعِ غَيْرُ صَحِيحٍ عَنْ سُوءِ تَقْدِيِرٍ مِنْهُ.
وَلأَنَّ القَسَمَ هُوَ اليَمِيِنُ الصَّادِقُ فَنَجِدُهُ هَوَ الَّذِى يَقَعُ مِنْ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ (مَثَلاً):
“۞ فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٌۭ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾” الواقعة، وأيضا:
“فَلَآ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ ﴿١٦﴾ وَٱلَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ ﴿١٨﴾” الانْشِقَاقُ.
فَيَكُونُ صِدْقًا.
وَيَقَعُ القَسَمُ مِنَ البَشَرِ عَلَى مَحْمَلِ الصِّدْقِ فِى النِّيَّةِ، وَذَلِكَ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
“إِنَّا بَلَوْنَـٰهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا۟ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿١٧﴾ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿١٨﴾” القَلَم.
وَهُنَا نَجِدُ أَنَّ أَصْحَابَ الجَنَّةِ لَمْ يَمْنَعُهُم مِنْ تَنْفِيذِ مَا أَقْسَمُوا عَلَيْهِ إِلَّا سَبْقِ أَمْرِ اللهِ عَلَى الجَنَّةِ (الحَدِيقَةِ)، وَإِنْ كَانُوا صَادِقِيِنَ فِى تَوَجُّهِهِم.
وَيَقَعُ القَسَمُ مِنَ البَشَرِ عَلَى مَحْمَلِ الصِّدْقِ (وَهُمْ خَاطِئُونَ)، وَذَلِكَ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
“وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا۟ غَيْرَ سَاعَةٍۢ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا۟ يُؤْفَكُونَ ﴿٥٥﴾” الرُّوم.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ لِاخْتِلَاقِ الأَكَاذِيبِ، وَلَكِنَّ المُجْرِمُونَ يَعْتَقِدُونَ صِحَّةَ مَا أَقْسَمُوا عَلَيْهِ.
أَمَّا الحَلِفُ فَيَكُونُ كَذِبًا، وَيَقعُ مِنَ الكَذَّابِينَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ مُسْبَقًا كَذِب أَنْفُسَهُم، وَمِنَ الحَانِثِينَ سَاعَةَ حَلِفُهُم.
.