◄الفِعْلُ: “نَظَرَ”، يَأتِىَ لِلعَيْنِ وَلِلقَلْبِ، بِحَسَبِ السِّيَاقِ، وَإِنْ كَانَت أَكْثَرُ مَوَارِدِهِ لِلقَلْبِ، وَيَكُونُ “نَظَرَ إِلَى”، بِمَعْنَى وَجَّهَ عَيْنَهُ إِلَى. وَمِنْ مُشْتَقَّاتِ الفِعْلِ “نَظَرَ” نَجِدُ مَثَلاً:
.
نَّظَرَ/ أَنظُرْ/ وَٱنظُرْ/ يَنظُرُ/ يَنْظُرُونَ/ تَنظُرُونَ/ ٱلنَّـٰظِرِينَ/فَٱنظُرُوا۟/
.
وَالمُشْتَقَّاتُ غَيْرَ ذَلِكَ كَثِيِرَةٌ، وَيَأتِى النَّظَرُ فِى بَعْضِهَا لِلعَيْنِ، كَمَا يَأَتِى لِلقَلْبِ. وَالفِعْلُ “نَظَرَ” يَأتِى كَفِعْلٍ لِلعَيْنِ، كَمَا فِى نَظَرِ مُوَسَى عَلَيْهِ السَّلاَم لِلجَبَلِ:
“وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَـٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ قَالَ رَبِّ أَرِنِىٓ أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَىٰنِى وَلَـٰكِنِ ٱنظُرْ إِلَى ٱلْجَبَلِ فَإِنِ ٱسْتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوْفَ تَرَىٰنِى ۚ…﴿١٤٣﴾” الأَعْرَاف.
وَلاَ عِلاَقَةَ لَهُ بِنَظَرِ قَلْبِ مُوسَى هُنَا!!!
وَهُوَ وَاضِحٌ فِى الأَيَةِ وَتَرْكِيِبِهَا، بَعِيِدًا عَنْ لَغْوِ القُرْءَانِيِّيِن المُعَاصِرِيِنَ أَمْثَالِ “سَمِيِر إِبْرَاهِيم خَلِيِل حَسَن”، الَّذِى قَالَ بِجَهْلِهِ أَنَّ الفِعْلَ “نَظَر”، هُوَ مِنْ أَفْعَالِ القَلْبِ لاَ العَيْنِ.
.
● وَكَنَظَرِ المُنَافِقِيِنَ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ:
“وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌۭ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَىٰكُم مِّنْ أَحَدٍۢ ثُمَّ ٱنصَرَفُوا۟ ۚ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌۭ لَّا يَفْقَهُونَ ﴿١٢٧﴾” التَّوْبَة.
وَلاَ عِلاَقَةَ لَهُ بِنَظَرِ قُلُوبِ المُنَافِقِيِنَ هُنَا!!!
.
● وَكَنَظَرِهِم إِلَى النَّبِىِّ بِأَعْيُنِهِم:
“أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِى يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ ۖ…﴿١٩﴾” الأَحْزَاب.
وَمِثْلُهُ: “وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا۟ ۖ وَتَرَىٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾” الأَعْرَاف.
فَهُوَ نَظَرٌ بِعَيْنٍ بِلاَ إِبْصَارٍ، فَتَوَقَّف الأَمْرُ عِنْدَ العَيْنِ فَقَط.
.
● وَكَنَظَرِ الظَّالِمِيِنَ إِلَى جَهَنَّم بِأَعْيُنِهِم:
“وَتَرَىٰهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَـٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىٍّۢ ۗ…﴿٤٥﴾” الشُّورَى.
.