لماذا القرءان دونَ غيره؟

لَمْ يَقَعْ الاختيارُ علي القرءانِ لِمُجَرَّدِ أَنَّني خَرَجْتُ فَوَجَدْتُ أَبي يَحْفَظُهُ عَن ظَهْرِ قَلْبٍ، وَإِنَّمَا حَدَثَ هَذا الاخْتِيار بَعْدَ أَنْ خَبرتَ الكُتُبَ المُعْتَبَرةَ عِنْدَ المَذاهبِ المُنْتَشِرَةِ يُمْنَةً وَيُسْرَةً، وقارنت، فَعَرِفْتَ مابهِ وما بِهِم. لَقَدْ أثْلَجَ صَدري في كتابِ اللهِ “القرءان” عِدِّةِ أشياءٍ، وجدتُهُ قَدْ تَفَرَّدَ بِها وَحْدَهُ دونَ غَيرِه مِنَ المَرْجِعِيَّاتِ، ومِن ذَلِك: 1 ـ الإحْكامُ والتَمَاسُكُ.  2 ـ الصِدقُ. 3 ـ الشفَّافيّةُ. 4 ـ الْعِلمُ. 5 ـ التكاملُ. 6 ـ التهذيبُ. 7 ـ العَدْلُ. 8 ـ التوازنُ. 9 ـ البُرْهانُ. 10 ـ إمكانيةُ الدِراسَةِ. 11 ـ الأمرُ بالمَعْروفِ. 12 ـ النَهيُ عَنِ المُنْكَرِ. 13 ـ تَعْليمُ الحِكْمَةِ. 14 ـ النَصُّ فيهِ علي حِفْظِهِ . . الخ، وَهُوَ مَلْموسٌ واقعًا، فلا يوجَدُ كتابٌ علي وَجْهِ الأرضِ مَحْفُوظٌ ومُعْلَن سواهُ. والقرءان مِن بدايتهِ إلي نهايتهِ ليسَ فيهِ لَفْظًا واحدًا يُخْجَلُ مِنْهُ، وإنَّما يُعَلِّمُ دارسَهُ كَيْفَ يَكونُ الأدب، والتَهْذِيب، وفي الكتابِ الدَعْوَة إلي كُلِّ ما يُنادي بهِ العُقلاءُ، والأحرارُ، وأولوا النُهى، وزيادة؛ فهو يدعوا إلي السلامِ، والحُرِّيةِ، والعَدلِ، والصَبرِ، والتَخَلُّقِ باللينِ، والرَحْمَةِ، وفيهِ النهي عَنِ الكُفْرِ، والشِرْكِ، والسَرِقَةِ، والقَتْلِ، والزِنا، والخَوضِ في أعراضِ الناسِ، أو تناولهم بالغَيبِ، بِخلافِ ما سَبَقَ ذِكْرَهُ مِن موافَقَتِهِ للعَقْلِ.

كُلّ ذَلِكَ سنُفَصِّلهُ هُنا إن كان في العُمرِ بَقِيَّةٍ