من المُهم أن ننتبه إلي أنّ لكل عِلمٍ مُفرداته الخاصّة به، وفهم هذه المُفردات هو الّذي يُكَوّنُ العلم وَالإِحَاطَةَ بمواضيع هذا العِلم.
وفي موضوع العلم الوارد بالقرءان وَدِرَاسَتِهِ، نَجِدُ أَنَّ الكَلِمَةَ هِيَ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ فِي الفَهْمِ، فَإِذَا مَا فُهِِمَت كل كلمة علي حدةٍ فسيتم بالتالي فهم الأية؛ فالموضوع محل الفهم.
ولكن هذا وَحْدَهُ لا يكفي، فلابد من الانتباه أيضًا إلي أنّ العلم بمعني الكلمة يعوقه التأطير الّذي نشأنا عليه لمعاني الألفاظ، ولذا ينبغي التأمل في كل كلمة، لمحاولة إذابة هذه الأطر، والتجرد من المعنى التراثي لها، وَإِعَادَتِهَا إِلَى أَوَّلِ أَمْرِهَا، ومن هنا تظهر خطورة القواميس علي فهم القرءان، لِلتَّعْمِيِم الَّذِى يَكْتَنِفُهَا، وَقِيَامِهَا عَلَى التَّرَادُفِ؛ وبالتالي فإن الكلمة مثلاً هي بناء يتكون من مجموعة من الحروف، والحروف هي مكونات الكلمة، وليس من الضروري أن تكون الحروف هي حروف الأبجدية التي نعرفها، وإنما لكل شيء حروفه، التي في النهاية تُكَوّن الكلمة.هذا ما سنتناول بعضه في أبحاثنا هنا.
.