شَحْرُور/ الكِتَابُ والقُرآن/ أخْطَاءٌ فِى عِلْمِ اللهِ 2

 

قُلْتُ مِنْ قَبْل إنَّ الأُسْتَاذَ شَحْرُورَ قَدْ زَادَ عَن غَيْرِهِ فِى الجَرَاءَةِ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَتَمَادَى فِى الشَطَطِ، والتَقَوُّل عَلَىَ اللهِ بِغَيْر أدنى عِلْم، وَلَوْ بِمِثْقَالِ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ مِنْهُ، فَقَالَ (كَمِثَالٍ):

وإذا أردنا أن نعرف علم الله في الأشياء فهو علم رياضي بحت، أي في علم الله لا يوجد أصفر فاتح وأصفر غامق، وتفاحة كبيرة وتفاحة صغيرة، ولكنها في علمه كلها علاقات رياضية عددية بحتة“.

وعلم الله هو أعلى أنواع علوم التجريد، وأعلى أنواع علوم التجريد هو الرياضيات لذا قال (وأحصى كل شيء عدداً) (الجن 28) أي أن علم الله بالموجودات هو علم كمي بحت. فالإحصاء هو التعقل، والعدد هو حال الإحصاء“.

وإذا قلنا الآن إن الله منذ الأزل علم أن أبا بكر سيؤمن وأن أبا جهل سيكفر فهذا عين نقصان المعرفة وليس كمالها. أي أن علم الله يحمل صفة الاحتمال الواحد. ولو كفر أبو بكر وآمن أبو جهل لكانت هذه مفاجأة كبيرة لله تعالى، علما بأن باب الكفر والإيمان كان مفتوحا أمام الاثنين على حد سواء“.

لو كان يدخل في علم الله منذ الأزل ماذا سيفعل زيد في حياته الواعية وما هي الخيارات التي سيختارها زيد منذ أن يصبح قادرا على الاختيار إلى أن يموت. فالسؤال لماذا تركه إذا كان يعلم ذلك؟“.

هنا من أجل تبرير هذا الأمر ندخل في اللف والدوران فنقول إن الله علم منذ الأزل أن أبا لهب سيكون كافرا، وأن أبا بكر الصديق سيكون مؤمنا. ثم نقول إن أبا لهب اختار لنفسه الكفر وأبو بكر اختار لنفسه الإيمان. إن هذا الطرح لا يترك للخيار الإنساني الواعي معنى، وإنما يجعله ضربا من الكوميديا الإلهية مهما حاولنا تبرير ذلك“.

وَقُلْتُ أَنَّ شَحْرُورَ قَدْ سَوَّدَ عَشَرَةَ صَفْحَاتٍ حَاولَ فِيهِنَّ بِكُلِّ مَا يَملُكَ أنْ يُصَوِّرَ اللهَ تَعَالىَ بِأنَّهُ لاَ يَعْلَمُ أعْمَالَ العِبَادِ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ، وَأَنَّ عِلْمَهُ ريَاضِىٌّ يَقَفُ عِنْدَ العِلم بِالاِحْتِمَالاَتِ كُلِّهَا، دُونَ تَحْدِيدٍ لاحْتِمَالٍ مِنْهَا. وَأنَّهُ لاَ يَعْلَمُ بِمَا سَيَحْدُثُ مِنَ النَّاسِ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ إلاَّ إذَا أضْمَرُوهُ فِى أنْفُسِهِم؛ إذ يَقُولُ:

علم الله الكامل بأحداث مسبقة بكلياتها وجزئياتها أو بأحداث جارية بكلياتها وجزئياتها: وذلك أنه في لحظة أن نوى أبو بكر الإيمان قبل أن يفضي بهذه النية لأحد وهي مازالت سرا في نفسه علمها الله أولا وفي نفس اللحظة التي نوى فيها أبو بكر الإيمان“.

أىّ أَنَّ اللهَ تَعَالَى كَانَ جَاهِلاً (وَحَاشَاهُ) بِمَا سَيَصْدُرُ مِن أبِى بَكْرٍ حَتَّى عَزَم أبُو بَكْرٍ وَنَوى، فَعَلِمَ اللهُ نِيَّتَهُ وَقْتَهَا فَقَط.

وَنَقَلْتُ مِنْ قَبْل قَوْلُهُ وَهُوَ يَتَجَاوَزُ فِى حَقِّ اللهِ تَعَالَى قَائِلاً:

الإنسان خليفة الله في الأرض وأنه يوجد في الإنسان وليس في الكائنات الحية الأخرى شيء من ذات الله وهو الروح وبها أصبح خليفة الله في الأرض واكتسب المعارف وأصبح قادرا على المعرفة والتشريع. هذه النقطة إذا نسيناها فإن السلوك الإنساني سيتحول إلى مجموعة من الصور المتحركة يديرها الذي صممها “أفلام كرتون”. ولكن إذ قلنا إن هناك أمرا مشتركا بين الله والإنسان وهو الروح، أي إذا قلنا إن الصور المتحركة فيها شيء من ذات المصمم لتغير الأمر(1).

فَخَتَمَ بِهَذَا الهُرَاء الَّذِى يَقُولُ فِيهِ إنَّ الإنْسَانَ يُوجَدُ فِيهِ شَيىٌ مِن ذَاتِ اللهِ، وَأنَّ الإنْسَانَ فِيهِ روحٌ، وَهِىَ جُزءٌ مِن ذَاتِ اللهِ تَعَالَى، وَأَنَّهَا أمْرًا مُشْتَرَكًا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ الإنْسَان. فَجَعَلَ شَيئًا مُشْتَرَكًا بَيْنَ فِرعَون (مَثَلاً) وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَى (وَحَاشَاه). وَهُوَ كَلاَمٌ يَخْرُجُ كَسَابِقِه، وبِنَفْسِ جِينَاتِهِ وَمَلاَمِحِهِ: بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَلاَ هُدَىً، وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ، بَل وَبِجَهْلٍ مُنْقَطِعِ النَّظِيِرِ، وَافْتِرَاءٍ لا يَقَفُ أمَامَ النَقْدِ العِلْمِىّ وَلاَ لِلَحظَةٍ وَاحِدَةٍ، إذ يَقْبَعُ تَحتَ مَظَلَّةِ البَاطِل، والبَاطِلُ كَمَا نَعْرِفُ زَهُوقٌ لاَ نَفَسَ لَهُ.

وَلْنُنَاقِشَ أولاً مَا قَالَهُ هَؤُلاَءِ مِن أنَّ عِلْمَ اللهِ مَحْدُودٌ، سَوَاءٌ لإعَاقَةِ الزَّمَنِ لَهُ، أوْ لِكَوْنِهِ إِحْتِمَالِيًّا، وَذَلِكَ مِن خِلاَلِ خَمْسَةِ مَحَاوِرٍ:

حَيثُ سَأتَنَاوَلُ فِى المِحْوَرِ الأَوَّلِ بَيَان مَا يَتَعَلَّقُ بِخَلْقِ اللهِ لِلزَّمَنِ.

وَفِى المِحْوَرِ الثَانِى سَأتَنَاوَلُ بَيَان عِلْمِ اللهِ بِتَفَاصِيلِ أعْمَالِ العِبَادِ يَوْمَ القِيَامَةِ.

وَفِى المِحْوَرِ الثَالِثِ سَأتَنَاوَلُ العَدِيدِ مِن الأَيَاتِ النَاصَّةِ عَلَى عِلْمِ اللهِ بِأعْمَالِ العِبَادِ عُمُومًا.

وَفِى المِحْوَرِ الرَابِعِ سَأتَنَاوَلُ عِلْمَ اللهِ بِمَا لَنْ يَكُونَ.

وَفِى المِحْوَرِ الخَامِسِ سَأتَنَاوَلُ عِلْمُ بَعْضِ البَشَرِ بِأعْمَالِ غَيْرِهِم أوْ أنْفُسِهِم المُسْتَقْبَلِيَّةِ.

ثُمَّ لِنُنَاقِشَ بَعْدَ ذَلِكَ شُبُهَاتِ شُحْرُوُرُ، حَيْثُ سَتَكُونُ قَدْ هُدِمَتَ قَبْلَ الوصُولِ إلَيْهَا، ءَاخِذِينَ فِى اعْتِبَارِنَا أنَّ مَقُولَةَ أنَّ اللهَ تَعَالَي لاَ يَعْلَمُ أَعْمَالَ العِبادِ إلاَّ بَعْدَ حُدُوثِها نَشَأتْ فِي أَوَّلِ أَمْرِهَا مِمَّا خَطَّهُ اليَهُوُدُ بأَيْدِيهِم، وَفِيهِ أنَّ اللهَ تَعَالَي لاَ يَعْلَمُ شَيئًا مِمَّا سَيَعْمَلَهُ الإِنْسَانُ بَعْدَ خَلْقِهِ، وَبالتَالِي فَقَدْ تَأسَّفَ اللهُ ونَدِمَ بَعْدَ أنْ عَايَنَ أعْمَالَ الإِنْسَان، وَرَأىَ إفْسَادَهُ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ خَلْقَهُ لَهُ كَانَ أمْرًا غَيرُ مَحْسُوبٍ، فَتَرَتَّبَ عَلَيِّهِ مَا تَرَتَبَ مِن إفْسَادٍ (2). وَقَدْ سُمِّيَ جَهْلُ اللهِ ـ وَحَاشَاهُ ـ عِنْدَ هَؤُلاَءِ بـ: “البدَاء”، وَهُوَ نَشْأةُ رَأىٍ جَدِيدٍ لاِعْتِبَارَاتٍ مُحَدَّدَةٍ طَرَأتَ، أوّ بَدَتَ، وَهُوَ مَا يُقَالُ عِنْدَهُم بالنَصِّ: “الظُهُور بَعْدَ الخَفَاءِ”. وَهُوَ نَفْسُ مَا قَالَهُ أَهْلُ مَذْهَبِ الشِيعَةِ، حَتَّى أنَّهُم جَعَلُوهُ أحَد مَبَادِيءٍ خَمْسَةٍ اخْتَرَعُوهَا. وَعَقَدَ لَهُ إِمَامَهُم الكِلِينِى فِى كِتابهِ “الكَافِى” بَابَاً سَمَّاهُ: “بابُ البدَاء”، وَهُوَ مِمَّا لاَ يَليقُ باللهِ تَعَالي، عَلاّمُ الغُيوبِ، وَإنَّمَا يَليقُ بِهِم هُم وَبأئِمَتِهِم (3).

هَذَا بَعْضُ مَا قَالَهُ ـ قَدِيمًا ـ اليَهُودُ، فَسَنُّوا لِمَن يَأتِ بَعْدَهُم أنْ يَتَطَاولَ عَلَى اللهِ بمَا لَيْسَ بِحَقٍّ، وَأن يَسِمُوهُ (وَحَاشَاهُ) بِالجَهْلِ، وَتَبِعَهُم عَلَي ذَلِكَ الرَوَافِضُ، حَتَّى انتَهَى الأَمرُ إلى أيَامِنَا، وَشَاعَ فِيهَا مَا شَاع.

إنَّ الفَرقَ بَينَ كَلاَم الأُسْتَاذ شَحْرُور، وَبَينَ كَلاَم اليَهُودِ، وَأولِيَائِهِم مِن الرَافِضَةِ هَوَ أنّ شَحْرُور زَعَمَ أن طَرْحَهُ يَنْسِبُ كَمَالَ العِلْمِ لِلّهِ (ثَنى عِطْف)، بَينَمَا هُوَ فِى الحَقِيقَةِ يَقُولُ فِى النِهَايَةِ بِأنَّ اللهَ لاَ يَعْلَمُ أفْعَال كُلِّ وَاحِدٍ مِن خَلْقِهِ إلاَّ عَلىَ وَجْهِ الاحْتِمَال، وَيَجْهَلُ أفْعَال كُلِّ وَاحِدٍ مِن خَلْقِهِ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ، بَينَمَا كَانَ اليَهُودُ والرَافِضَةُ أكْثَرَ وُضُوحًا وَصَرَاحَةً؛ فَقَالُوا مَا قَالُوه مِن الجَهْل، والبدَاء كَمَا بَيَّنْتُ.

حَسَنًا فَأرنَا كَيفَ سَتَفْعَل مَع الأيَاتِ الكَثيرَةِ الَّتِى غَفَلْتَ عَن مبْنَاهَا، وَجَهَلْتَ مَعْنَاهَا، والَّتِى تُبَيِّنُ أنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْلَمُ كُلَّ مَا سَيَكُون قَبْلَ أن يَقَعَ، وَأَنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمَا.

.

أولاً: عِلمُ اللهِ وَتَخَطّى حَاجِزَ الزَّمَانِ وَالمَكَان:

.

إِذَا مَا تَأمَّلْنَا لِقَولِ اليَهُودِ، وَقَوْلِ الأسْتَاذ شَحْرُور، فَسَنَجِدُ أنَّ الجَامِعَ بَينَ مَذْهَبَيْهِمَا، وَالأَسَاسَ الَّذِى بَنَيَا عَلَيْهِ قَوْلَيْهِمَا هُوَ: أنَّهُ وَهُم، اعْتَبَرُوا أنَّ الزَّمَنَ قَيدٌ عَلَى عِلْمِ اللهِ بِمَا سَيَحْدُثُ، حَتَّى يَحْدُثَ فِعْلاً؛ فَقَاسُوا حَالَ اللهِ عَلَى حَالِهِم، وَألْزَمُوا اللهَ بِدَينُونَتِهِم، وَمَحْدُوُدِيَّتِهِم، وَلَم يَجْعَلُوُهُ سُبْحَانَهُ مَرْجِعًا لَهُم فِى أمْرٍ خَطِيِرٍ مِثْلَ هَذَا الأَمْرُ.

وَالحَقِيقَةُ أنَّ شَحْرُوُرَ، واليَهُودَ، مُخْطِئُونَ فِى ذَلِكَ أيُّمَا خَطَأٍ، حَيثُ جَهِلَ، وَجَهِلُوا (هُم وَأشْيَاعُهُم مِن الرَوَافِضِ)، الكَثيرَ مِّمَّا يَتَعَلَّقُ بالفُرُوقِ، بَيْنَ الخَالِقِ وَالمَخْلُوقِ، كَمَا تَجَاهَلَ، وَتَجَاهَلُوا، أنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ خَالِقُ الزَّمَن، وَأنَّهُ لاَ يَصِحُّ أنْ يُرَوِّجُوا، أنَّ مَخْلُوقًا مَا، أصْبَحَ قَيْدًا عَلَى الخَالِقِ، وَحَاشَاهُ، فَضْلاً عَمَّا جَهِلَهُ، وَجَهِلُوُهُ، مِّمَّا يَتَعَلَّقُ بالزَّمَنِ، مِن حَيثُ تَغَيّرهِ، مِن مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ، وَمِن مَخْلُوقٍ، إلَى مَخْلُوقٍ ءَاخَرَ، فَمَا بَالُنَا وَهُوَ، وَهُم، يُسَوُّونَ بَينَ الزَّمَنِ، وَيُرَوِّجُونَ لِلزَّمَنِ المُطْلَقِ؟

أيضًا فَقَدْ جَهِلَ شَحْرُورُ وَاليَهُودُ، أنَّ لُزُومَ الزَّمَنِ، هُوَ خَاصٌّ بِفِيزْيَاءِ الكَونِ المَخْلُوقِ، بِمَن فِيهِ مِن مَخْلُوقَاتٍ، لاَ بِالخَالِقِ، الَّذِى جَعَلَ هَذَا الزَّمَنَ لاَزِمًا لِمَخْلُوقَاتِهِ، ولَيْسَ لَهُ هُوَ سُبْحَانَهُ، حَيثُ جَاءَت النُصُوصُ عَلَى أنَّ اللهَ خَارجَ هَذِهِ المُعَادَلَةِ. كَمَا جَهِلَ شَحْرُورُ وَاليَهُودُ مَسْأَلَةَ تَفَاعُلَ اللهِ تَعَالَى مَعَ خَلْقِهِ فِى اللاَزَمَنِ، وَمَسْألَةَ إِمْسَاكِ اللهِ بِكَوْنِهِ، وَأنَّ المُمْسِكَ بالكَوْنِ لاَبُدَّ وَأنْ يَكُونَ خَارِجَهُ، وَبِالتَالِى خَارِجَ قَوَانِينَهُ.

كَمَا فَرَّقَ شَحْرُورُ، وأوْلِيَاءُ اليَهُوُدِ مِنَ الرَوَافِضِ، بَيْنَ الزَّمَان، وَالمَكَانِ، بِغَيْرِ أىّ حُجَّةٍ، وَلَوْ ضَاحِدَةٍ، فَجَعَلُوا الأَوَّلَ عَائِقًا، بَيْنَمَا حَرَّرُوا الثَانِى (مُرْغَمِينَ لِكَثرَةِ وَصَرَاحَةِ النُصُوُصِ عَلَى ذَلِكَ فِى القُرْءَانِ). وَأخِيرًا فَقَدْ تَجَاهَلَ شَحْرُورُ مَسْألَةَ كَلاَمِ اللهِ بِصِيَغِ المَاضِى، لِمَا لَمْ يَأتِ بَعْدُ؛ مَا يَدُلُّ عَلَى اسْتِوَاءِ الأَزْمِنَةِ بِالنِسْبَةِ لِلخَالِقِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَلْنُطَالِعُ بَعْضَ مَا قَدَّمْنَا بِهِ لِنَعْلَمَ حَجْمَ مُصِيبَتِهِم فِى أنْفُسِهِم. 

يتبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظُر: شحرور؛ الكِتاب والقُرآن (ص: 385، وَمَا بَعْدَهَا).

2ـ وَانْظُر لِهَذَا الكَلاَم الّذِي لاَ يُقْنِعُ فِي:سِفْر التَكْوين: إصْحَاح 6 ـ عَدَد (5 ـ 7) (ترجمة الفانديك)، وفيه:

“ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه أنما هو شرير كل يوم. فحزن الرب أنه عمل الانسان في الأرض وتأسف في قلبه. فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته: الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم”.

3ـ يَقُولُ الكِلِينى بِأُصول الكافى (ص 40 ـ ط : الهند): عن أبى عبد الله عليه السلام: “ما تنبأ نبى قط حتى يُقر لله بخمس: بالبداء والمشيئة والسجود، والعبودية، والطاعة”.

وعن الرضا عليه السلام: “ما بعث الله نبياً إلا بتحريم الخمر وأن يُقرّ لله بالبداء”. وانظر: الكافى للكلينى ـ كتاب التوحيد (1/148). ثم ساق من الروايات ما يوضح معنى البداء لله فكان من ذلك: عن أبى جعفر عليه السلام أنه قال: “يا ثابت إن الله تبارك وتعالى وقت هذا الأمر فى السبعين، فلما أن قُتل الحسن صلوات الله عليه اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة …”، وانظر: أصول الكافى للكلينى: (ص 232 ـ ط: الهند).