المِحْوَرُ الثَّانِى: النُصُوصُ القَطْعِيَّةُ عَلَى عِلْمِ اللهِ بِمَا سَيَفْعَلُ العِبَادُ يَوْمَ القِيَامَةِ
.
إذَا مَا رَتَّلنَا الأَيَات الوَارِدَةَ فِى أحْدَاثِ يَوْمِ القِيَامَةِ فَسَنُلاَحِظُ أنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْلَمُ تَفَاصِيلَ يَوْم القِيَامَةِ، بِمَا فِى ذَلِكَ أَفْعَالَ العِبادِ يَومِهَا، بَيْنَمَا هُوَ يَوْمٌ لَمْ يَأتِ بَعْدُ (بِالنِسْبَةِ لَنَا) لاَ زَمَانًا وَلاَ مَكَانًا، ولنُطَالِعُ بَعْضَ ذَلِكَ:
.
8/1/2 ـ حُوارُ اللهِ مَعَ عِيسَى:
.
يَقُولُ تعالى فِى سُورَةِ المَائِدَةِ:
“وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)“.
فَهَل مَا نَقَلَهُ اللهُ تَعَالَى هُنَا مِن قَولِ النَّبيِّ عِيسَى فِي ذَلِكَ اليَوْمِ هُوَ حُوُارٌ مُفَبْرَكٌ، أم حَقّ؟
وَهَل هُوَ نَقْلٌ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ، أمْ نَقْلٌ عَلَى وَجْهِ الاحْتِمَالِ كَمَا يَزْعُم شَحرور وَأشبَاهِهِ؟!
المُؤمِنُ يَقُولُ إنَّ هَذَا المَنقُول هُوَ حَقٌّ، وَسَيَحْدُثُ كَمَا نُقِلَ، وَذَاكَ لأَنَهُ كَلاَم اللهِ، واللهُ لاَ يَقُولُ إلاَّ حَقًّا. أمَّا المُتَشَكِّكُ فِى قُدْرَةِ اللهِ عَلَى العِلْمِ بِمَا سَيَكُونُ مِن أعْمَالِ العِبَادِ قِبل وُقُوعِهَا، والقَائلُ بِاحْصَائِيَّةِ واحْتِمَالِيَّةِ العِلْمِ فَتَقَعُ هَذِهِ الأيَات عَلَى سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ أثْقَلُ مِن جَبَال الهيمَالاَيَا، وَلَوْ كَانَ بِيَدِهِ لَمَحَاهَا مِن الكِتَابِ انْتِصَارًا لِهَوَاه، وَلاَ يَسَعهُ إلاَّ التَسْلِيم بِهَا، وَإن حَاولَ الالْتِفَافِ عَلَيْهَا لاَحِقًا.
.
9/2/2 ـ تَحَاجُجُ أَهْلِ النَّار:
.
نَقَلَ اللهُ هَذِهِ المُحَاجَّةِ بِسُورَةِ غَافِر فَقَالَ تَعَالَى:
“وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)“.
نُلاَحِظُ أنَّ اللهَ تَعَالَى بَدَأَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: “وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ”، فَهَل يَقُولُ اللهُ حَقًّا، أم احْتِمَالاً؟!
فَإنْ كَانَ حَقًّا فَهُوَ نَقلٌ لِلمُحَاجَّةِ كَمَا سَتَحْدُثُ، قَبْلَ أن تَحْدُثَ، فَأينَ مَوْقِعَ الزَّمَنِ فِى المَوْضُوعِ، وَأيْنَ مَوقِع الاحِتِمَالاَتِ؟!
.
10/3/2 ـ حُوارُ أصْحَابِ الأَعْرَافِ:
.
يَقُولُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الأَعْرَافِ:
“وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)“.
فَهَل مَا نَقَلَهُ اللهُ تَعَالَى هُنَا مِن قَولِ أصحَابِ الأَعْرَافِ، وَوَصفِ صَرفِ أبْصَارِهِم تِلْقَاءَ أصْحَابِ النَّار فِي ذَاكَ اليَوْمِ، والحِوَارَات الدَائِرَةُ بَينَ أصْحَابِ النَارِ وَأَصْحَابِ الجَنَّةِ هُوَ نَقْلٌ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ، أمْ نَقْلٌ عَلَى وَجْهِ الاحْتِمَالِ كَمَا يَزْعُم شَحرور وَأشبَاهِهِ؟!
.
11/4/2 ـ حُوارُ أهْلِ الجَنَّةِ مَعَ أَهْلِ النَّارِ:
.
يَقُولُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الصَافَّاتِ:
“فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُون (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61)“.
فَهَل يَقُصُّ اللهُ تَعَالَى هُنَا احْتِمَالاً مِن الاحْتِمَالاَتِ، أم يَقُصُّ بِحَقٍّ مَا سَيَحْدُث يَومَ القِيَامَة؟!
وَهَل هُوَ قَصٌّ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ، أمْ قَصٌّ عَلَى وَجْهِ الاحْتِمَالِ كَمَا يَزْعُم شَحرور وَأَشْيَاعُهُ؟!
.
12/5/2 ـ حُوارُ الشَيْطَانِ مَعَ حِزْبِهِ:
.
يَقُولُ تَعَالَى فِى سُورَةِ إبْرَاهِيم:
“وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(22)“.
وَوَاضِحٌ أنَّ تَوْقِيتَ كَلاَم الشَيْطَانِ هُنَا هُوَ بَعْدَ الفَصْلِ بَينَ العِبَاد، وَفِيهِ مَا نَرَاهُ مِن تَفْصِيلٍ لِمَا سَيُقَال، وَلَيْسَ عَلَىَ سَبِيلِ الاحْتِمَالِ كَمَا يُشَاع!
.
13/6/2 ـ حُوارُ اللهِ مَعَ أهْل جَهَنَّم:
.
ثُمَّ انْظُر إلَى هَذَا الحُوار الَّذِى نَقَلَهُ اللهُ تَعَالَى بِسُورَةِ “المُؤْمِنُون”:
“وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ ءَايَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (114)“.
تَجِدُ أنَّ اللهَ تَعَالَى يَسْألُ أهْلَ النَّارِ مِمَّن خَفَّت مَوَازِينُهُم، وَهُم يُجِيبُونَهُ، وَيَسْأَلُونَهُ أن يُخْرِجَهُم مِن النَّارِ، فَيَنْهَرَهُم، . . وَهَكَذَا.
فَهَل هَذَا الحُوَارُ هُوَ عَلَى سَبِيلِ الاحْتِمَالِ، أم أنَّهُ أمرٌ وَاقِعٌ لاَ مُحَالَة؟!
.
وَالخُلاَصَةُ:
أنَّ كُلَّ أَحْدَاثِ يَوْمَ القِيَامَةِ الَّتِى سَتَقَعُ فِي المُسْتَقْبَل قَدْ أخْبَرَنَا اللهُ تَعَالَي بِالكَثِيرِ مِنْهَا، بِمَا فِى ذَلِكَ أفْعَالُ العِبَادِ يَومَئِذٍ. وَمِنهَا حِوَارَاتٌ جَرَت بَيْنَ اللهِ تَعَالَى وَبَيْنَ رُسُلٍ بِعَيْنِهِم (كَعِيسَى)، وَبَيْنَ الرُسُلِ عُمُومًا كَمَا فِى قَوْلِهِ تَعَالَى بِسُورَةِ المَائِدَةِ: “يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ(109)“، وَحِوَارَاتٌ جَرَت بَيْنَ أصْحَابِ النَّارِ وَبَيْنَ أصْحَابِ الجَنَّةِ، وَبَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أصْحَابِ النَّارِ، وَبَيْنَ الشَيْطَانِ وَبَيْنَ أصْحَابِ النَّارِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ الكَثِيرُ مِمَّا أورَدْنَاهُ هُنَا وَمِمَّا تَرَكْنَاهُ لِبَحْثِ القُرَّاءِ.
وَكَانَ المُفْتَرَض ـ طِبْقًا لِمَذْهَبَىِّ اليَهُودِ وَشَحْرُور فِى جَهْلِ اللهِ (وَحَاشَاهُ) بأعْمَالِ العِبَادِ المُسْتَقْبَليَّةِ عُمُومًا أوْ عَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ ـ ألاَّ يَعْلَم اللهُ مَا سَيَقُولهُ عِيسَى عِنْدَمَا يَسْأَلهُ اللهُ تَعَالَى، وَألاَّ يُوردُ مِثلَ هَذَا الحُوَار ـ الأُخْرَويّ ـ بكِتَابهِ مِنَ اَلأَسَاسِ، وَأَلاَّ يَعْلَمُ أَيْضًا أَفْعَالَ، وَأَقْوَالَ النَّاسِ، وَالمَلاَئِكَةِ، وَأَصْحَابِ النَّارِ، وَمَالِكِ، وَأَصْحَابِ الجَنَّةِ . . الخ. وَلَكِنَّ الحَادِثَ هُوَ عَكْسُ ذَلِكَ، مَا يَدُلُّ عَلَي خَطَأِ مَا ذَهَبَ إِلَيهِ أَصْحَابُ القَوْل الخَاطِئ، وَعَلَى أنَّ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ مِنْ أَنَّ عِلْمَ اللهِ تَعَالَى هُوَ عِلمٌ مُحِيطٌ، وَعَلَى وَجْهِ التَحْدِيدِ، لاَ عَلَى وَجْهِ الاحْتِمَالِ هُوَ الحَقُّ، لاَ كَمَا يَتَوَهَّمُ قَلِيلُوا العِلْمِ والتَقْوَى، مِمَّن يُجَادِلُونَ فِى اللهِ تَعَالَى بِغَيرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدَىً وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ.
الأخ الفاضل ايهاب،
أنت نسيت امرا مهما جدا هنا أخي ومعلمي، وهو ان الله تعالى في الدنيا يتحدث عن ” عباد” بينما في الآخرة يتحدث عن ” عبيد ” لا يملكون حتى حق التفوه بدون اذنه وليسوا أحرارا كما هم في الدنيا !
قضية العباد – الدنيا – والعبيد – الآخرة تفك وتعلل علم الله تعالى بكل احداث ما بعد البعث – مشكورا