.ٱلرِّبَوٰا۟: قَبَّحَهُ اللهُ لِلتِّجَارَةِ أَوْ لِلمُحْتَاجِيِنَ 1
ٱلرِّبَوٰا۟/ يَرْبُوا۟/ يُرْبِى
الرِّبا مِنَ الرَّبْوِ، وَهُوَ الزِّيَادَةُ، وَالنَّمَآءُ، وَاصْطِلاَحًا فَهُوَ أنْ يُعْطِىَ طَرَفٌ طَرَفًا ءَاخَرَ قَدْرًا مِنَ المَالِ عَلَى سَبِيِلِ القَرْضِ، إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، عَلَى أَنْ يَرْبُوَا عِنْدَهُ وَيَزِيِدَ، بِنِسْبَةٍ مُحَدَّدَةٍ سَلَفًا، طِبْقًا لِشُرُوطِ الاقْتِرَاضِ بَيْنَهُمَا. فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ عَلَى رَأسِ المَالِ هِىَ الرِّبَا (اصْطِلاَحًا) فِى كِتَابِ اللهِ.
هَذَا الرِّبَا حَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى، وَفَصَّلَ فِى بَيَانِهِ، فَتَنَاوَلَ فِى الأَيَاتِ 275 مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ، و39 مِنْ سُوُرَةِ الرُّوُمِ مَا نُسَمِّيِهِ فِى أَيَامِنَا بِالقَرْضِ التُّجَارِىِّ، وَتَنَاوَلَ فِى الأَيَةِ 276، و280 مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ مَا نُسَمِّيِهِ فِى أَيَامِنَا بِقَرْضِ الاحْتِيَاجَاتِ الشَّخْصِيَّةِ، وَحَذَّرَ سُبْحَانَهُ المُؤْمِنِيِنَ مِنْ كُلٍّ مِنْهُمَا، مُذَكِّرًا إِيَّاهُم بِاليَوْمِ الأَخِرِ، وَتَوَعَّدَ فَاعِلِيِه بِأَشَدِّ العَذَابِ، وَالخَسَارِ، وَالخُلُودِ فِى دَارِ البَوَارِ، مُبَيِّنًا تَفَشِّيِهِ فِى اليَهُودِ وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ،..الخ. كَمَا وَعَدَ مَنْ يَنْتَهِى عَنْهُ وَيُزَكِّى مَالَهُ ابْتِغَآءَ وَجْهِ اللهِ بِالفَلاَحِ، والرِّبَا عِنْدَهُ تَعَالَى والنَّجَاحِ.
وَبِرَغْمِ كُلِّ ذَلِكَ الوُضُوحِ، وَالوَعِيِدِ، فَقَدْ أَفْتَى البَعْضُ كَشَحْرُورٍ وَغَيْرِهِ بِأَنَّ الرِّبَا مِنْهُ مَا هُوَ حَلاَلٌ، كَالقُرُوضِ التُّجَارِيَّةِ، وَمِنْهُ مَا هُوَ حَرَامٌ كَإِقْرَاضِ الفُقَرَآءِ. وَسَرَى كَلاَمُهُ سَرَيَانَ السُّمِّ فِى عُرُوقِ مَنْ تَشَحْرَرُوا، وَمَنْ تَعَصْرَنُوا، وَتَرَكَ الكُلُّ نُصُوصَ الكِتَابِ نَهْبًا لِقِصَرِ النَّظَرِ، وَسِقَمِ الفِكْرِ
. وَالحَقُّ أَنَّ الرِّبَا هُوَ الرِّبَا، اقْتَرَضَهُ فَقِيِرٌ أَوْ مُسْتَطِيِعٌ، وأَقْرَضَهُ شَخْصٌ أَوْ هَيْئَةٌ، لِلاحْتِيَاجَاتِ الضَّرُورِيَّةِ أَوْ لِلبُيُوعِ، فَالعِبْرَةُ بِالنُّصُوُصِ.
هَذَا وَقَدْ جَآءَت كَلِمَةُ الرِّبَا (اصْطِلاَحًا) فِى كِتَابِ اللهِ بِمُشْتَقَّاتِهَا إِحْدَى عَشَرَةَ مَرَّةً (1):
● ثَلاَثَةٌ مِنْهُم بِالأَيَةِ 275 مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ:
“ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَوٰا۟ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِى يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مِنَ ٱلْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَوٰا۟ ۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟ ۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوْعِظَةٌۭ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ ﴿٢٧٥﴾“.
● وَمَرَّتَان بِالأَيَةِ 276 مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ:
“يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰا۟ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾“.
● وَمَرَّةٌ بِالأَيَةِ 278 مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ:
“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَذَرُوا۟ مَا بَقِىَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾“.
● وَمَرَّةٌ بِالأَيَةِ 130 مِنْ سُورَةِ ءَال عِمْرَان:
“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوا۟ ٱلرِّبَوٰٓا۟ أَضْعَـٰفًۭا مُّضَـٰعَفَةًۭ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿١٣٠﴾“.
● وَمَرَّةٌ بِالأَيَةِ 161 مِنْ سُورَةِ النِّسَآء:
“وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَوٰا۟ وَقَدْ نُهُوا۟ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَـٰطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَـٰفِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًۭا ﴿١٦١﴾“.
● وَثَلاَثَةٌ مَرَّاتٍ بِالأَيَةِ 39 مِنْ سُورَةِ الرُّوم:
“وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن رِّبًۭا لِّيَرْبُوَا۟ فِىٓ أَمْوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرْبُوا۟ عِندَ ٱللَّهِ ۖ وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن زَكَوٰةٍۢ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ ﴿٣٩﴾“.
وَمِنْ هَذِهِ الأَيَاتِ نَسْتَخْلِصُ الأَتِى:
تَعْرِيِفُ الرِّبَا:
الرِّبَا هُوَ كُلُّ مَالٍ يُقْرَضُ بِزِيَادَةٍ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ اسْتِخْدَامِ المُقْتَرِضِ لَهُ، اسْتِهْلاَكِىٌّ كَانَ أَوْ تُجَارِىٌّ، لِغَنِىٍّ كَانَ أَوْ لِفَقِيِرٍ،وَقَدْ شَمَلَت الأَيَاتُ النَّوْعَيْنِ مِنَ المُقْتَرضِيِنَ، وَالحَالَتَيْنِ مِنْ الاقْتِرَاضِ.
1 ـ القُرُوضُ الرَّبَوِيَّةُ التُّجَارِيَّةُ:
وَسُمِّيَت هَذِهِ القُرُوضُ بِهَذِهِ التَّسْمِيَةِ لِدُخُولِهَا فِى العَمَلِيَّاتِ التُّجَارِيَّةِ، وَقَدْ نَصَّ اللهُ تَعَالَى عَلَى هَذَا النَوْعِ مِنَ القُرُوضِ الرِّبَوِيَّةِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى:
“وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن رِّبًۭا لِّيَرْبُوَا۟ فِىٓ أَمْوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرْبُوا۟ عِندَ ٱللَّهِ ۖ…﴿٣٩﴾” الرُّوم.
1 ـ فَقَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ: “فِىٓ أَمْوَٰلِ ٱلنَّاسِ“، يُبَيِّنُ أَنَّ المَالَ المُقْتَرَضَ قَدْ صَبَّ فِى أَمْوَالِ مَنْ مَعَهُم أَمْوَالٌ أَصْلاً (أَمْوَٰلِ ٱلنَّاسِ)، يَقُومُونَ بِتَشْغِيِلِهَا وَإِنْمَائِهَا، حَيْثُ التَقَت الإِرَادَتَان؛ إِرَادَةُ أَصْحَابِ الأَمْوَالِ فِى تَوسِيِعِ أَعْمَالِهِم، وَإِرَادَةُ المُرَابِىِّ أَنْ يَدَفْعَ أَمْوَالَهُ لِتَدْخُلَ مَعَ أَمْوَالِ هَؤُلآءِ النَّاسِ فَتَزِيِدُ مِنْ غَيْرِ مُخَاطَرَةٍ وَلاَ شَرَاكَةٍ، فَقَالَ تَعَالَى لَهُم: لاَ يَرْبُوا عِنْدِى رِبَاكُم.
2 ـ وَعِنْدَمَا أَرَادَ المُرَابُونَ فَلْسَفَةَ رِبَاهِم قَالُوا: “إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَوٰا۟ ۗ“، مُحَاوَلَةً مِنْهُم لإِلبَاسِ بَاطِلِهِم وَفِسْقِهِم لِبَاسَ التَّقْوَىَ، وَالوَرَعِ، بِحُجَّةِ أَنَّ أَمْوَالَهُم تُسْتَأجَرُ لِتَوْسِعَةِ المَشْرُوعَاتِ التُّجَارِيَّةِ كَالبُيُوعِ، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُم:
“…وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟ ۚ“.
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ فِى ءَايَةِ الرُّومِ السَّابِقَةِ مَا قُلْنَاهُ مِنْ الرِّبَا بِدَفْعِ القَرْضِ فِى أَمْوَالِ النَّاسِ.
هَذَا الفِعْلُ هُوَ فِى حَقِيِقَةِ الأَمْرِ لاَ يُخَالِفُ بِمَفْهُومِنَا الحَالِىِّ “غَسِيِلُ الأَمْوَالِ، وَتَبْيِضِيِهَا”، لِتَصْوِيِرِ هَذَا الرِّبَا القَبِيِحِ بِأَنَّهُ مُجَرَّدُ نَوْعٍ مِنَ البُيُوعِ. فَقَطَعَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِم الطَّرِيِقَ وَقَالَ:
“ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَوٰا۟ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِى يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مِنَ ٱلْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَوٰا۟ ۗ“.
ثُمَّ خَتَمَ اللهُ كَلاَمَهُ فِى الأَيَةِ مُهَدِّدًا وَمُتَوَعِّدًا فَقَالَ:
“…وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟ ۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوْعِظَةٌۭ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ“.
فَجَآءَ المُغَفَّلُ شَحْرُور وَأَرَادَ أَنْ يَكُونَ لَهُ نَصِيِبٌ مِنْ إِقْعَادِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيِمِ، وَقَالَ مَا قَالَهُ مِنْ أَنَّ الرِّبَا التُّجَارِىَّ لاَ بَأسَ بِهِ شَرِيِطَةُ أَلاَّ تَتَعَدَّى فَائِدَتُهُ الضِّعْفَ، تَفْسِيِرًا مَمْجُوجًا لَهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوا۟ ٱلرِّبَوٰٓا۟ أَضْعَـٰفًۭا مُّضَـٰعَفَةًۭ ۖ…“، فَقَالَ:
“أي أن الله وضع سقفا للفائدة من أجل الناس الذين لا يستحقون الصدقات وليسوا بحاجة إليها، وهؤلاء يشكلون شريحة كبيرة في المجتمع وهم الصناعيون والحرفيون والمزارعون والتجار… وهكذا دواليك. هذه الفائدة هي ضعف مبلغ الدين ولا يمكن أن تزيد عن ذلك” (2)!!!
ضارِبًا بِنُصُوصِ الأَيَاتِ عُرْضَ الحَائِطِ، وَدُونَ أَدْنَى تَدَبُّرٍ لَهَا، وَلاَ تَرْتِيِلٍ لِدِرَاسَتِهَا، وَإِنَّمَا هُوَ الخَوْضُ فِى ءِايَاتٍ بَيْنَ يَدَىِّ عَذَابٍ شَدِيِدٍ، بِاسْتِهْتَارٍ يَفُوقُ الوَصْفَ .
هَامِش: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أَيْضًا فَهُنَاكَ كَلِمَاتٌ أَصْلُهَا مِنَ الرَّبَا، كَالرَّبْوَةِ، فَهِىَ مَكَانٍ رَابٍ مِنَ الأَرْضِ، ٱرْتَفَعَ عَنْ بَقِيَّةِ مَاحَوْلَهُ. وَكَذَلِكَ الحَالُ فِى الزَّبَدِ الرَّابِى، فَهُوَ زَبَدٌ نَمَا حَتَّى صَارَ لاَ تُخْطِئُهُ العَيْنُ. وَفِى الرِّبَايَةِ، فَالَّذِى يُرَبِّى وَلِيِدًا يَنَمِّيِهِ مِنْ مَعَارِفِه وَعِلْمِهِ حَتَّى يَعْتَمِدُ عَلَى نَفْسِهِ. وَكَذَلِكَ فِى الأَرْضِ المَيْتَةِ إِذَا مَا أَصَابَهَا المَآءُ اهْتَزَّت وَرَبَت، وَحَدَثَ النُّمُوُّ فِيِمَا اخْتَزَنَتْهُ مِنْ بُذُورٍ. وَأَخِيِرًا فَالأَخْذَةُ الرَّابِيَةُ هِىَ أَخْذَةُ مُمَيَّزَةٌ تَكَاثَر فِيِهَا العَذَابُ الشَّدِيِدُ، فَجَآءَ عَلَى أنْوَاعٍ، وَقُوَّةٍ.
2 ـ انْظُر: الكِتاب والقُرآن لشحرور (ص: 469).
بحث رائع ومهم فى ظل الظروف الإقتصادية المتدنية التى تعيشها البلاد
فبالرجوع إلى كتاب الله وحدوده تنظبط حياتنا بإذن الله
لكن هناك تحفظ على ذكر أشخاص بعينهم فى مثل هذا البحث الرائع سواء شحرور أو غيره
عَزِيِزِى أ. محمود
الرَّوْعَةُ تَعُودُ إِلِى رَوْعَةِ الأَيَاتِ وَإِحْكَامِهَا. أَمَّا أَنَا فَلاَ رَأَى لِى عَلَى الإِطْلاَقِ، سَوَآءٌ فِى هَذَا المَوْضُوعِ أَوْ غَيْرِهِ.فَقَط الأَيَاتُ وَكَفَى. أَمَّا تَحَفُّظَك عَلَى ذِكْرِ شَحْرُورٍ أَوْ غَيْرِهِ فَمَبْنِىٌّ عَلَى جَهْلٍ مِنْكَ بِمَوْقِعِ كِتَابَتِهِ فِى نُفُوسِ جِيِلٍ تَشَرَّبَ بِمَسْلَكِهِ الهَمَجِىِّ فِى كِتَابِ اللهِ، حَتَّى صَارَ مَرْجِعًا لِلكُسَالَى، المُنْقَطِعِيِنَ عَنْ البَحْثِ فِى كِتَابِ اللهِ بِأَنْفُسِهِم، وَأَقْصَى مَا يَفْعَلُونَهُ هُوَ نِسْبَةُ الأَفْكَارِ إِلِيهِم عِنْدَ مُنَاقَشَةِ غَيْرِهِم، كَمَا لَوْ كَانَ كَلاَمُهُ غَنِيِمَةٌ يُسْرَقُ بَعْضُهَا.
وَأَنَا بِدَوْرِى سَأَسْألُكَ: هَلْ تَجِدُ أَنَّ الكَلاَمَ فِى كِتَابِ اللهِ بِالرَّأىِّ وَبِدُونِ دِرَاسَةٍ مُنْضَبِطَةٍ هُوَ بِالشَيءِ الهَيِّنِ؟ وَلَنْ يَسَعَكَ إِلاَّ الإِجَابَةَ بِالنَّفِىِّ، وَمِنْ ثَمَّ فَسَيَكُونُ السُّؤَالُ الثَّانِى هُوَ: إِذَا مَا رَأَيْتَ أَنَّ هَذَا الشَحْرُورَ قَدْ مَلأَ الدُّنْيَا صَخَبًا بِمِثْلِ هَذَا الخَوْضِ فِى الأَيَاتِ، وَجَعَلَهُ كِتَابًا أَصْدَرَ مِنْهُ عَشَرَات الأَلاَفِ مِنَ النُّسَخِ، مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَويِلَةٍ، حَتَّى دَخَلَت الكَثِيِرَ مِنَ البُيُوتِ، وَصَارَ هُنَاكَ مَنْ يَحْفَظَ كَلاَمَهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، إِلَى أَنْ صَارَ الرَّجُلُ فِتْنَةً لِمُعَاصِرِيِهِ، فَهَلْ تَرَى غَضَاَضَةً فِى التَّصَدِى لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ؟!
عَنْ نَفِسِى فَاَنَا يَتَكَشَّفُ لِى يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ مَدَى جَهْلِ شَحْرُورِ بِالأَيَاتِ، وَغَفْلَتِهِ عَنْ الحَقِّ، فَعِنْدَمَا نَذْكُرَهُ بِالاِسْمِ لِنُحَذِّرَ المَفْتُونِيِنَ بِهِ، وَلِنَجْعَلَهُ نَمُوذَجًا لِلانْحِرَافِ عَنْ كِتَابِ اللهِ، وَالخَوْضِ فِيِهِ، وَالصَّدِّ عَنْهُ فَلاَ دَاعٍى بَعْدَ ذَلِكَ لِلتَّفَلْسُفِ وَمَا سَمَّيْتَهُ أَنْتَ بِالتَّحَفُّظِ لِذِكْرِ اسْمِهِ، وَيَالَيْتَكَ بَدَلاً مِنَ التَّحَفُّظِ أَنْ تُرَاجِعَ بَلاَيَاهُ بِالمِئَاتِ، وَتُتْعِبُ نَفْسَكَ قَلِيِلاً فِى مَعْرِفَةِ كَمِّ المَفْتُونِيِنَ بِهِ، وَالَّذِيِنَ سَيَأخُذُ بِيَدِهِم مَعَهُ إِلَى غَضَبِ اللهِ وَمَقْتِهِ، بَعْدَ أَنْ جَرَّأَهُم عَلَى العَبَثِ بِالأَيَاتِ، وَأَفْسَدَ فُرْصَتَهُم فِى تَعَلُّمِ البَحْثِ الصَّحِيِحِ فِى كِتَابِ اللهِ.
مُتَحَفِّظٌ أَنَا عَلَى مُدَاخَلَتِكَ هَذِهِ المَرَّةِ، فَهِىَ لَمْ تُضِف شَيْئًا بِعَكْسِ سَابِقَاتِهَا، فَضْلاً عَنْ خُرُوجِهَا عَنْ لُبِّ المَقَالِ بِهَذَا التَّحَفُّظِ غَيْرُ المُسْتَسَاغِ بِجَانِبِ جَرِيِمَةِ المَذْكُورِ وَالَّتِى تَتَكَرَّرُ فِى كُلِّ أَبْحَاثِهِ. وَأَنْتَظِرُ مِنْكَ مُدَاخَلاَتٍ تَتَّسِمُ بِالعِلْمِيَّةِ، وَالعَمَلِيَّةِ، لاَسِيَّمَا أَنَّهَا مَعْرُوضَةٌ كَالمَقَالِ نَفْسَهُ، وَأَنْتَ وَأَمْثَالُكَ الأَمَلُ فَى المُسْتَقْبَلِ.
تَمَّ تَغْيِيرُ العُنْوَانِ لأَجْلِ عُيُونِكَ 😀
دُمْتَ بِخَيْرٍ.
هناك الكثير من أمثلة التابعين والمتبوعين وإذا إنشغلنا بالتحذير منهم ودحض مذاهبهم وأفكارهم فإن هذا مضيعة للوقت
فالأفضل أن نستثمر وقتنا فى دراسة الكتاب ومن خلال الدراسة البحث سيتبين لمن لديه مثقال ذرة من عقل الحق من الباطل
هذا ما قصدته أن يكون وقتنا وبحثنا لكتاب الله خالص لوجهه عسى الله أن يهدينا إلى الحق ويثبتنا ولا يزغ قلوبنا
لندع هذا جانباً ونركز فيما هو أهم
يقول الله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” 29 النساء
عندما يتراضى طرفان على بيع وشراء بالقسط مع زيادة فهل يدخل هذا فى الربا؟
يا أَخِى مَحْمُود هَذَا الردُّ أَسْوَاُ مِنْ سَابِقِهِ، واسْتِمَرَارٌ مِنْكَ فِى تَقَمُّصِ دَوْرِ العَارِفِ النَّاصِحِ بَيْنَمَا أَنْتَ فَاقِدٌ لِلرُؤَيَةِ الصَّحِيِحَةِ هُنَا تَمَامًا.
انْظُر لأَقْوَالِكَ هُنَا:
“هناك تحفظ على ذكر أشخاص بعينهم“!!!
“هذا مضيعة للوقت“!!!
“فالأفضل أن نستثمر وقتنا فى دراسة الكتاب“!!!
“ما قصدته أن يكون وقتنا وبحثنا لكتاب الله خالص لوجهه“!!!
هَل هَذَا أَدَبٌ يَلِيِقُ بِكَ، وَأَنْتَ كَإِبِنِى، وَأَحَدُ تَلاَمِذَتِى الَّذِيِنَ جَعَلَنِى اللهُ تَعَالَى سَبَبًا لِتَبْصِرَتِهِم بِالحَقِّ؟!
1 ـ إِنْ كَانَ قَوْلُكَ بِتَضْيِعِى لِلوَقْتِ صَحِيِحٌ فَسَيَكُونُ بِالانْشِغَالِ بِالرَّدِّ عَلَى هَكَذَا مُدَاخَلاَتٍ: فَأَنْتَ لاَ زِلْتَ غَضًّا، تَحْتَاجُ إِلَى وَقْتٍ تُنْضِجُ فِيِهِ رُؤْيَتِكَ لِلأُمُورِ وَسَاعَتُهَا لَنْ تَقُولَ مَا تَقُولَهُ هُنَا. وَلَوْ فَصَّلْتُ لَكَ فِىِ بَيَانِ أَهَمِّيَّةِ الرَّدِّ عَلَى أَصْحَابِ الشُّبُهَاتِ لَصَارَ كِتَابًا تَتَعَلَّمُ مِنْهُ الحَقَّ فِى هَذِهِ المَسَّأَلَةِ. لَكْنْ يَكْفِيِكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَوْرَدَ شُبُهَاتِ المُضِلِّيِنَ وَرَدَّ عَلَيْهَا فِى كِتَابِهِ الكَرِيِم:
“سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِى كَانُوا۟ عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ“.
“سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوا۟ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَىْءٍۢ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا۟ بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍۢ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ“.
“وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌۭ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَـٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا ٱلْءَايَـٰتِ لِقَوْمٍۢ يُوقِنُونَ“.
“وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَوْ كَانَ خَيْرًۭا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا۟ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌۭ قَدِيمٌۭ“.
“وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامًۭا مَّعْدُودَةًۭ ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْدًۭا فَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُۥٓ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ”.
“وَقَالُوا۟ قُلُوبُنَا غُلْفٌۢ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًۭا مَّا يُؤْمِنُونَ”.
“وَقَالُوا۟ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَـٰرَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا۟ بُرْهَـٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ”.
“وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدًۭا ۗ سُبْحَـٰنَهُۥ ۖ بَل لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ كُلٌّۭ لَّهُۥ قَـٰنِتُونَ”.
“وَقَالُوا۟ كُونُوا۟ هُودًا أَوْ نَصَـٰرَىٰ تَهْتَدُوا۟ ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِمَ حَنِيفًۭا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ”.
“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَقَالُوا۟ لِإِخْوَٰنِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ أَوْ كَانُوا۟ غُزًّۭى لَّوْ كَانُوا۟ عِندَنَا مَا مَاتُوا۟ وَمَا قُتِلُوا۟ لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةًۭ فِى قُلُوبِهِمْ ۗ وَٱللَّهُ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌۭ ﴿١٥٦﴾ وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌۭ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌۭ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿١٥٧﴾”.
“وَقَالُوا۟ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌۭ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًۭا لَّقُضِىَ ٱلْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ”.
“وَقَالُوٓا۟ إِنْ هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ”.
“وَقَالُوا۟ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌۭ مِّن رَّبِّهِۦ ۚ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةًۭ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”.
“وَقَالُوا۟ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِۦ مِنْ ءَايَةٍۢ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿١٣٢﴾ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ ءَايَـٰتٍۢ مُّفَصَّلَـٰتٍۢ فَٱسْتَكْبَرُوا۟ وَكَانُوا۟ قَوْمًۭا مُّجْرِمِينَ ﴿١٣٣﴾ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ قَالُوا۟ يَـٰمُوسَى ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ﴿١٣٤﴾ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ هُم بَـٰلِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ﴿١٣٥﴾ فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَـٰتِنَا وَكَانُوا۟ عَنْهَا غَـٰفِلِينَ ﴿١٣٦﴾”.
“وَقَالُوا۟ لَا تَنفِرُوا۟ فِى ٱلْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّۭا ۚ لَّوْ كَانُوا۟ يَفْقَهُونَ”.
“وَقَالُوا۟ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌۭ ﴿٦﴾ لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ ﴿٧﴾ مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلْحَقِّ وَمَا كَانُوٓا۟ إِذًۭا مُّنظَرِينَ ﴿٨﴾”.
“وَقَالُوٓا۟ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمًۭا وَرُفَـٰتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًۭا جَدِيدًۭا ﴿٤٩﴾ ۞ قُلْ كُونُوا۟ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴿٥٠﴾ أَوْ خَلْقًۭا مِّمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ ۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا ۖ قُلِ ٱلَّذِى فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبًۭا ﴿٥١﴾”.
“وَقَالُوا۟ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلْأَرْضِ يَنۢبُوعًا ﴿٩٠﴾ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌۭ مِّن نَّخِيلٍۢ وَعِنَبٍۢ فَتُفَجِّرَ ٱلْأَنْهَـٰرَ خِلَـٰلَهَا تَفْجِيرًا ﴿٩١﴾ أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِىَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ قَبِيلًا ﴿٩٢﴾ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌۭ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَـٰبًۭا نَّقْرَؤُهُۥ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّى هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًۭا رَّسُولًۭا ﴿٩٣﴾ وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوٓا۟ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرًۭا رَّسُولًۭا ﴿٩٤﴾ قُل لَّوْ كَانَ فِى ٱلْأَرْضِ مَلَـٰٓئِكَةٌۭ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكًۭا رَّسُولًۭا ﴿٩٥﴾ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرًۢا بَصِيرًۭا ﴿٩٦﴾”.
“وَقَالُوٓا۟ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمًۭا وَرُفَـٰتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًۭا جَدِيدًا ﴿٩٨﴾ ۞ أَوَلَمْ يَرَوْا۟ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًۭا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورًۭا ﴿٩٩﴾”.
“وَقَالُوا۟ لَوْلَا يَأْتِينَا بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّهِۦٓ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِى ٱلصُّحُفِ ٱلْأُولَىٰ ﴿١٣٣﴾”.
“وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَدًۭا ۗسُبْحَـٰنَهُۥ ۚ بَلْ عِبَادٌۭ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُۥ بِٱلْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِۦ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِۦ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾ ۞ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّىٓ إِلَـٰهٌۭ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿٢٩﴾”.
“قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌۭ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْعَـٰبِدِينَ”.
“وَقَالُوٓا۟ أَسَـٰطِيرُ ٱلْأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةًۭ وَأَصِيلًۭا ﴿٥﴾ قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا ﴿٦﴾ وَقَالُوا۟ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِى فِى ٱلْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌۭ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا ﴿٧﴾ أَوْ يُلْقَىٰٓ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُۥ جَنَّةٌۭ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًۭا مَّسْحُورًا ﴿٨﴾ ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا۟ لَكَ ٱلْأَمْثَـٰلَ فَضَلُّوا۟ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًۭا ﴿٩﴾ تَبَارَكَ ٱلَّذِىٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًۭا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّـٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًۢا ﴿١٠﴾ بَلْ كَذَّبُوا۟ بِٱلسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴿١١﴾”.
“فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا۟ لَوْلَآ أُوتِىَ مِثْلَ مَآ أُوتِىَ مُوسَىٰٓ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا۟ بِمَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا۟ سِحْرَانِ تَظَـٰهَرَا وَقَالُوٓا۟ إِنَّا بِكُلٍّۢ كَـٰفِرُونَ ﴿٤٨﴾ قُلْ فَأْتُوا۟ بِكِتَـٰبٍۢ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿٤٩﴾ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا۟ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيْرِ هُدًۭى مِّنَ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿٥٠﴾”.
وَلَنْ أَسْتَطْرِدَ فِى البَيَانِ مِنَ القُرْءَانِ بِأَنَّ اللهَ تَعَألَى يُورِدُ شُبُهَاتَ الضَّالِّيِنَ والمَغْضُوبِ عَلَيْهِم ثُمَّ يُفَنِّدُهَا لَهُم. وَلِعَلَّكَ تُرَاجِعَ نَفْسَكَ فِيِمَا قُلْتَهُ وَتَعْتَذِرَ عَنْهُ، وَلاَ تَأخُذَكَ العِزَّةَ بِالنَّفْسِ، فَتُورِثُكَ جَدَلاً أَنْتَ أَحْوَجُ مَا تَكُونَ لِلبُعْدِ عَنْهُ.
وَأَنَا بِمَا قَضَيْتُهُ فِى عُمُرِى مَعَ أَصْحَابِ الشُّبُهَاتِ وَالرَّدِّ عَلَيْهِم لَمْ أُضِعْ وَقْتًا، بَلْ أَقَمْتَ عَلَيْهِم حُجَّةً، نَفَعَت الكَثِيِرِيِنَ مِمَّن سَقَطُوا فِى حِبَالِهِم فَى الأَوْبَةِ إِلَى اللهِ.
2 ـ أَمَّا قَوْلُكَ بِأَنَّهُ مِنَ الأَفْضَلِ أَنْ نَسْتَثْمِرَ وَقْتَنَا فِى دِرَاسَةِ الكِتَابِ،فَأَنْتَ اسْتَخْدَمْتَ صِيِغَةَ الجَمْعِ: “فالأفضل أن نستثمر وقتنا فى دراسة الكتاب“، وَهِىَ فِى حَقِيِقَتِهَا: “فالأفضل أن تَستثمر وقتكَ فى دراسة الكتاب“.
فَلَسْتُ أَدْرِى مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ!!!
فَهَذَا المَقَالُ الَّذِى تُعَلِّقُ عَلَيْهِ هُنَا: أَلَيْسَ دِرَاسَةً لِكِتَابِ اللهِ؟!
ألَمْ تَقُل تَعْلِيِقًا عَلَيْهِ: “بحث رائع ومهم فى ظل الظروف الإقتصادية المتدنية التى تعيشها البلاد“.
أَلِهَذِهِ الدَّرَجَةِ تُنَاقِضُ نَفْسَكَ؟!
أَلاَ تَرَىَ مَعِى أَنَّكَ الأَوْلَى بِهَذِهِ المَقُولَةِ، وَأَنَّنِى أَنَا الَّذِى يُفْتَرَضُ بِى أَنْ أَقُولَ لَكَ: إِنَّ الأَفْضَلَ لَكَ هُوَ أَنْ تَسْتَثْمِرَ وَقْتَكَ فِى دِرَاسَةِ الكِتَابِ حَتَّى نَرَى لَكَ يَوْمًا مَا إِنْتَاجًا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ؟!!!
3 ـ أَمَّا قَوْلُكَ: “ما قصدته أن يكون وقتنا وبحثنا لكتاب الله خالص لوجهه عسى الله أن يهدينا إلى الحق“، فَأَنْتَ قَدْ اسْتَخْدَمْتُ فِيِهِ أَيْضًا صِيِغَةَ الجَمْعِ، وَحَقِيِقَتُهُ هِىَ أَنَّكَ تَقُولُ: “ما قصدته أن يكون وقتك وبحثك لكتاب الله خالص لوجهه عسى الله أن يهديك إلى الحق“، وَهُوَ كَلاَمٌ لاَ يَسْتَحِقّ الرَّدَ عَلَيْهِ لِمَا فِيِهِ مِنْ طَعْنٍ أَسْتَغْرِبَهُ مِنْكَ!!
وَلِعَلَّكَ تَقُولُ مَا لاَ تَقْصُدُ، أَوْ لاَ تُحِسِنَ التَّعْبِيِرَ.
وَلَولاَ مَعْرِفَتِى بِكَ لَمَا اهْتَمَمتُ بِالرَّدِّ وَلَنْ أُعِيِرَ مِثِلَ هَذِهِ التَعْلِيِقَاتِ اهْتِمَامًا فِيِمَا بَعْدُ.
أَوْ قَدْ تَكُونَ سَبَبًا لإِغْلاَقِ التَّعْلِيِقَاتِ مُسْتَقْبَلاً.
دُمْتَ بِخَيْرٍ
أعتذر عن أى إساءة بدرت منى (عن غير قصد ولكنه سوء تعبير عما أقصد) وأرجو أن تقبل إعتذارى
اعْتذَارَك مَقْبُول يَا محمود. وَثِقَتِى بِكَ هِىَ الَّتِى جَعَلَتْنِى أَقْسُو قَلِيِلاً
التَّصَدِّى لِلمُبْتَدِعِيِنَ والمُتَقَوِّلِيِنَ وَالجُرَءَآء عَلَى اللهِ جُزْءٌ أَصِيِلٌ مِنَ الإِسْلاَمِ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ الفُرْقَانِ:
“وَقَالُوٓا۟ أَسَـٰطِيرُ ٱلْأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةًۭ وَأَصِيلًۭا ﴿٥﴾ قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا ﴿٦﴾”، إِلَى أَنْ قَالَ: “فَلَا تُطِعِ ٱلْكَـٰفِرِينَ وَجَـٰهِدْهُم بِهِۦ جِهَادًۭا كَبِيرًۭا ﴿٥٢﴾”.
فَالجِهَادُ بِالقُرْءَانِ فِى وَجْهِ أَصْحَابِ الشُبُهَاتِ هُوَ بَابٌ عَظِيِمٌ، تَمُدُّ بِهِ يَدِ المُسَاعَدَةِ لِمَنْ فِيِهِ الخَيْرِ، وَتَنْفَعُ بِهِ المُؤْمِنِيِنَ.
شَحرُور لَيْسَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ خُصُومَةٌ، وَلاَ عَدَاوَةٌ، بَل الرَّجُل اسْتَقْبَلَنِى بِلُطْفٍ، وَلَمْ أَرَ مِنْهُ عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِىِّ سُوءًا. وَلَكِنَّهُ بِالفَحْصِ تَبَيَّنَ لِى عُمْقَ زَيْغِهِ وَضَلاَلِهِ، وَسَعَةِ وَانْتِشَارِ كِتَابَتِهِ، وَتَأثِيِرِهَا عَلَى عُقُولِ الكَثِيِريِنَ مِمَّن اتَّبَعُوهُ، وَفُتِنُوا بِهِ، وَهُوَ حَىٌّ يُرْزَقُ، فَالتَّشْهِيِرُ بَأَخْطَائِهِ بِاسْمِهِ يَنْفَعُ، وَعَدَمِ رَدِّهِ عَجْزٌ مِنْهُ وَاعْتِرَافٌ بِخَيْبِتِهِ، وَلَوْ كَانَ شُجَاعًا لَأعْلَنَ تَرَاجُعَهُ، وَلَكِنَّهُ كَمَا تَرَى!!
وَأَنْتَ تَعْرِفُنِى شَخْصِيًّا، فَهَلْ وَجَدْتَنِى يَوْمًا مُتَفَرِّغًا إِلاَّ لِكِتَابِ اللهِ؟!
بِأَىِّ حَالٍ أَنَا سَعِيِدٌ بِمَدَاخَلاَتِكَ فَلاَ تَحْرِمْنَا مِنْهَا، وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتَ بِخَيْرٍ