.كَتَبَ الأُسْتَاذ شَحْرُور بَحثًا تَنَاوَلَ فِيِهِ الفَرْقَ بَيْنَ الأَبِّوَيْنَ وَالوَالِدَيْنِ، فَقَلَبَ الحَقِيِقَةَ رَأْسًا عَلَى عَقِب، وَقَالَ بِعَكْسِ نُصُوصِ القُرْءَانِ، وَلَمْ يُصِب فِى جُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهُ، فَضْلاً عَنْ فَقْرَةٍ، أوْ مَوْضُوع، فَقَالَ فِى 252 فَقْرَةٍ، عَلَى مَدَى 644 سَطْرٍ، مُسْتَخْدِمًا 7967 كَلِمَةٍ، و 35491 حَرْفٍ مَا خُلاَصَتُهُ:
“الأبوان هما اللذان يقدمان الرعاية والانفاق والتنشئة للوليد بعد الولادة،فإن كان وليدهم فهما والده أيضاً. وهنا يتضح معنى الأب الذي يقوم بالتربيةوالانفاق والقصد على تنشئة الوليد، فإن كان والده، فهو أبوه أيضاً. أما إنكان ليس بوالده فهو أبوه فقط. وكذلك الأم التي تقوم على التربية والرعاية،فإن كانت والدته، فهي أمه ووالدته، أما إن كانت ليست بوالدته فهي أمه فقط“.
“وهكذا نرى الفرق جلياً واضحاً بين الوالد والأب، والوالدة والأم، والوالدين والأبوين، فمن الناحية البيولوجية لا بد للوليد من والد ووالدة، ومن ناحية التربية والحماية والرعاية والتنشئة لا بد له من أب وأم” (1).
فَانْتَهَى إِلَى أَنَّ الوَالِدَ هُوَ ذُو الصِّلَةِ البَيْلُوجِيَّةِ فَقَط، وَأَنَّ الأَبَّ هُوَ مَنْ يَقُومُ بِالتَّرْبِيَةِ وَالرِّعَايَةِ، مُتَعَامِيًا عَنْ أَرْتَالِ الأَيَاتِ الكَثِيِرَةِ فِى البَابِ، وَلِعَلَّ أَشْهَرُهَا هُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى:
“۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓا۟ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًۭا كَرِيمًۭا ﴿٢٣﴾ وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًۭا ﴿٢٤﴾” الإِسْرَآء.
فَقَالَ تَعَالَى عَنْ الوَالِدَيْنِ: “كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًۭا“.
وَلِلحَدِيِثِ بَقِيَّةٌ
هَامِش:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انْظُر: شحرور: الإيمان والإسلام ـ منظومة القِيَم.
.