.
◄ قُلْنَا أَنَّهُ بِرَغْمِ كُلِّ مَا نَقْلْنَاهُ فِى الأَرْبَعِ مَقَالاَتِ مِنْ بَيَانٍ مِنْ رَبِّ العَالَمِيِنَ لِحُدُودِهِ لِزِيِنَةِ المَرْأَةِ، بِمَا يَحْفَظُهَا، وَيُحْصِنُهَا بِشَرْعِهِ تَعَالَى بِاتِّبَاعِهَا لَهُ، فَقَدْ تَعَامَى الأَعْرَابِىُّ سَمِيِر إِبْرَاهِيِم خَلِيِل حَسَن عَنْ كُلِّ ذَلِكَ، وَقَالَ:
إِنَّ الأَيَاتِ شَرَعَت لِلمُؤْمِنَةِ أَنْ تَظْهَرَ أَمَامَ الإِثْنَا عَشَرَ صَنْفًا عَارِيَةً تَمَامًا، بَلْ وَأَمَامَ جَمِيِع المُؤْمِنِيِنَ، بِلاَ وَرَقَةِ كِلِيِنِكسٍ حَتَّى، وَكُلُّ المَطْلُوبِ مِنْهَا وَهِى جَالِسَةً مَعَهُم هُوَ أَلاَّ تُبَاعِدَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا لِتُظْهِرَ فَرْجَهَا!!!
.
● يَقُولُ سَمِيِر إِبْرَاهِيِم خَلِيِل حَسَن:
“أما ما شرعه ٱللَّـهُ للمؤمنين فيبيّنه قوله لهم:{قُل لِّلمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِن أَبصَـٰـرِهِم وَيَحفَظُواْ فُرُوجَهُم ذٰلِكَ أَزكَى لَهُم إنَّ ٱللَّـهَ خَبِير بِمَا يَصنَعُونَ}30 ٱلنور.
وقال مثله للمؤمنات وبيّن لهنّ ما يبدين من زينتهنّ:{وَقُل لِّلمُؤمِنَـٰـتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَـٰـرهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَو ءَابَآئِهِنَّ أَو ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبنَآئِهِنَّ أَو أَبنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوإِخوَٰنِهِنَّ أَو بَنِىۤ إِخوَٰنِهِنَّ أو بَنِىۤ أَخَوَٰتِهِنَّ أَونِسَآئِهِنَّ أَو مَا مَلَكَت أَيمَـٰـنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّـٰـبعِينَ غَيرِأُوْلِى ٱلإِربَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفـلِ ٱلَّذِينَ لَمـ يَظهَرُواْ عَلَىٰ عَورَٰتِ ٱلنِّسَآءِ وَلَا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّـهَ ٱلمُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ} 31 النور.
فتظهر أمام ٱلمذكورين فى ٱلقول عارية. ولا تباعد بين رجليها لتظهر ما خفى من زينتها. وهو فرجها ٱلذى عليهآ أن تحفظه حتّى من نظر ٱلمذكورين فى ٱلقول.
وفيما قاله ٱللَّـه للمؤمن وٱلمؤمنة. يبيّن جسمًا عاريًا لكلٍّ منهما. ووصيّة لهما بغضّ ٱلبصر لكلٍّ منهما. ويبيّن للمؤمنة ماذا تخفى من جسمها حتى لا تؤذَى بنظر شاخص ولسان جاهل“.
ثُمَّ يَمُدُّ عُدْوَانَهُ إِلَى أُمَّهَاتُنَا أَزْوَاجَ النَّبِىِّ، فَيَقُولُ:
““يَـٰۤأيها ٱلنَّبِىُّ قُل لأزوٰجِكَ وبَنَاتِكَ ونسآء ٱلمؤمنين يُدنِينَ عليهنَّ من جَلـٰبِيبِهِنَّ ذٰلك أدنَى أن يُعرفنَ فلا يُؤذَين وكان ٱللّـه غفورًا رَّحيمًا” 59 ٱلأحزاب.
وٱلجلباب ٱسم لكسوة تضعها على جزء من جسمها يحرجها ظهوره أمام شاخص ٱلنظر. وتزول تلك ٱلكسوة بزوال ٱلدافع لوضعها“.
.
● وَنَحْنُ هُنَا نُنَاقِشُ قَوْلَ الأَعْرَابِىِّ الَّذِى يَفْتَرِى عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَفِيِهِ:
“وفيما قاله ٱللَّـه للمؤمن وٱلمؤمنة يبيّن جسمًا عاريًا لكلٍّ منهما“.
فَأَيْنَ فِى الأَيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ؟!
بَل أَيْنَ فِى كَلاَمِ اللهِ كُلُّهُ مِثْلَ ذَلِكَ؟
هَلْ مِثْلُ ذَلِكَ الجَاهِل يُقَالُ عَنْهُ أَنَّهُ أَهْلٌ لِلكَلاَمِ عَنْ كِتَابِ اللهِ؟!
هَلْ مِثْلُ ذَلِكَ الجَاهِل يُقَالُ عَنْهُ أَنَّهُ دَرَسَ وَتَدَبَّرَ ءَايَات سُورَةِ النُّورِ؟!
أَلاَ يَدْرِى عَنْ العِفَّةِ، وَالأَخْلاَقِ شَيْئًا حَتَّى يَدْعُوا إِلَى العُرِىِّ؟!
● بَلْ إِنَّ القُرْءَانَ كُلَّهُ لَيْسَ فِيِهِ ذِكْرٌ لِلعُرِىِّ إَلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً (1)، وَعَلَى سَبِيِلِ النَّفْىِّ، وَهُوَ مَا جَآءَ بِسُورَةِ طَهَ:
“إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾“.
وَالَّذِى يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ العُرِىَّ غَيْرُ وَارِدٍ وَلاَ مِنْ أَيَامِ ءَادَم. وَلَكِنَّ سَمِيِر لاَ يَفْقَهُ مُنْذُ ءَايَامِ ءَادَم!!
.
● وَالقُرْءَانُ لَيْسَ فِيِهِ ذِكْرٌ لِلجِسْمِ إِلاَّ فِى مَوْضِعَيْنِ فَقَط، وَلَيْسَ فِيِهِمَا عُرِىّ الأَعْرَابِىِّ سَمِيِر، وَهُمَا كَالتَّالِى:
“وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًۭا ۚ قَالُوٓا۟ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةًۭ مِّنَ ٱلْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُۥ بَسْطَةًۭ فِى ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ ۖ وَٱللَّهُ يُؤْتِى مُلْكَهُۥ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌۭ ﴿٢٤٧﴾” البَقَرَة.
“۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا۟ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌۭ مُّسَنَّدَةٌۭ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾” المُنَافِقُون.
فَكَيْفَ لِهَذَا الكّذَّاب عَلَى اللهِ أَنْ يَقُولَ: “وفيما قاله ٱللَّـه للمؤمن وٱلمؤمنة يبيّن جسمًا عاريًا لكلٍّ منهما“.
.
بَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: “وَفِيِمَا قَالَهُ لِسَانَ سَمِيِر (النَّجِس بِفِكْرِهِ) لِلمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ، طَلَبٌ مِنْهُ أَنْ يَقُومَا بِتَعْرِيَةِ جِسْمَيْهِمَا أَمَامَ النَّاسِ“، فَرُبَّمَا أَنَّ ذَلِكَ يُرِيِحُ سَادِيَّتَهُ.
.
بَلْ إِنَّ اللهَ تَعَالَى ــ كَمَا طَالَعْنَا ــ عِنْدَمَا رَفَعَ الحَرَجَ عَلَى القَوَاعِدِ مِنَ النِّسَآءِ الَّتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا، وَسَمَحَ لَهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ، فَقَدْ قَيَّدَ ذَلِكَ بِعَدَمِ التَّبَرُّجِ بِزِيِنَةٍ، وَقَدَّمَ الاسْتِعْفَافَ عَلَى الفِعْلِ، فَقَالَ:
“وَٱلْقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّـٰتِى لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَـٰتٍ بِزِينَةٍۢ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٦٠﴾” النُّور.
وَلَكِنَّ سَمِيِر فِيِمَا يَبْدُو لاَ يَكْتَرِثَ لِلأَيَاتِ قَدْرَ اكْتِرَاثِهِ لِنَفْسٍ مَرِيِضَةٍ تَحْكُمُهُ.
وَقَدْ كَانَ لِهَذِهِ الأَيَةِ وَحْدَهَا أَنْ تَكْبَحَ جَمَاحَ نَفْسِهِ لَوْ كَانَ مِنَ المُتَّقِيِنَ، وَمِنَ الَّذِيِنَ أَسْلَمُوا، وَلَكِنَّهُ أَعْرَابِىٌّ أَجْدَرُ ألاَ يَعْلَمَ حُدُودَ اللهِ.
.
● وَيَقُولُ سَمِيِر:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=363015
.
فَلاَ أَدْرِى؛ هَلْ مِثْلُ ذَلِكَ هُوَ أَمْرٌ شَائِعٌ عِنْدَهُ، فَهُوَ يَتْرُكُ أَهْلَ بَيْتِهِ يُجَالِسُونَ النَّاسَ المُعْتَبَرِيِنَ مُؤْمِنِيِنَ عِنْدَهُ، عَرَايَا بِدُونِ خِرْقَةٍ تَسْتُرُ أَىَّ شَيْءٍ، عَلَى أَلاَّ يَفْتَحْنَ أَرْجُلَهُنَّ لِيُبْدِيِنَ فُرُوجَهُنَّ؟!!
لَوْ فَعَلَ ذَلِكَ لَكَانَ دَيُّوثًا!!
وَلَوْ لَمْ يَفْعَل ذَلِكَ ودَعَا غَيْرَهُ لَهُ فَقَط، فَهُوَ مِنَ الَّذِيِنَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيِعَ الفَاحِشَةَ فِى الَّذِيِنَ ءَامَنُوا!!
وَعَلَيْهِ مِنَ اللهِ مَا يَسْتَحِقُّ.
وَلِلحَدِيِثِ بَقِيَّةٌ نَعْرِفُ فِيِهَا كَيْفَ فَلْسَفَ سَمِيِرُ قَوْلُهُ ذَلِكَ، لِنَقُومَ بِتَفْكِيِكِهِ، مَعَ تَبْيِيِنِ جَهْلِهِ فِيِهِ .
هَامِش:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ بِخِلاَفِ العَرَآءِ مَرَّتَان.
.
تَحَرَّرَ فِى عِشَآءِ يَوْمِ الجُمْعَةِ 28/11/2014 سعة 7.05 ص
التَّعْلِيَقَاتُ مَفْتُوحَةٌ فِى المَقَالِ الأَخِيِر بَعْد اكْتِمَالِ المَوْضُوعِ
المَقَالُ التَّالِى: تَحْتُ الإِنْشَآء