ﭐلتَّعَالُم مُشۡكِلَةٌ أَزَلِيَّةٌ، نَشَأت مَعَ وجُودِ بَنِى ءَادَمَ، وَهُوَ نَوۡعٌ مِنۡ ﭐلۡكَذِب، عَايَشۡتُهُ بِنَفۡسِى، عَلَىٰ مَدَارِ مَا يَقۡرُبُ مِنۡ نِصۡف قَرۡنٍ، وَلَكِنَّهُ فِى مِضۡمَارِ ﭐلدِّينِ، صَارَ مُتَغَوِّلًا، وَصَارَ كُلُّ مَنۡ هَبَّ وَدَبَّ يَسۡعَىٰ إِلَىٰ ﭐلتَّسَيُّدِ، وَتَبَوُّءِ مَا لَيۡسَ لَهُ، حَتَّىٰ أَنَّ مِنۡهُم مَنۡ كَانَ يَتَقَرَّبَ لِيَسۡرِقَ وَيَنۡسِب لِنَفۡسِهِ. وَهُنَا سَنَرَىٰ نَمُوذَجًا لِتَعالُم مُشتُهُرى.
فَقَد كَتَبَ مُشۡتُهُرى مَقَالًا بِتاريخ 10 أغسطس 2018 بِعُنوان:
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/1826760920739115
أَورَدَ مُشتُهرى فى هذا ﭐلمَقَال أوَّل أربع ءَايَــٰتٍ مِنۡ سُورَةِ ﭐلتَّغَابُن، ثُمَّ قال مُخۡتَتِمًا مَقَالَهُ:
“فكيف لا يعلم الله متى سيموت الإنسان حسب ما هو مكتوب فى اللوح المحفوظ؟!“!!!
فَهَلۡ قَالَ ﭐللهُ حَقًّا أَنَّ ﭐلإِنۡسَـٰنَ يَمُوتُ حَسَب مَا هُوَ مَكۡتُوبٌ فِى ﭐلَّوۡحِ ﭐلمَحۡفُوظِ؟!
وَﭐلحَقُّ أَنَّ كَلِمَتَىِّ: “ﭐلَّوۡح ﭐلمَحۡفُوظ”، مُجۡتَمِعَتَان، لَا يُمۡكِنُ أَنۡ يَقُولَهُمَا مُؤۡمِنٌ إِلَّا بِعِلۡمٍ مِنَ ﭐللهِ.
فَإِنۡ كَانَ ﭐللهُ تَعَـٰلَىٰ قَدۡ قَالَ بِأَنَّ هُنَاكَ لَوۡحًا مَحۡفُوظًا، يَسۡتَوۡدِعُهُ أَوۡقَـٰتَ مَوۡتِ ﭐلإِنۡسَـٰنِ، فَسَيَقُولُ ﭐلمُؤۡمِنُ ذَٰلِكَ بِكُلِّ ثِقَةٍ، وَإِنۡ لَمۡ يَقُلِ ﭐللهُ ذَٰلِكَ نَصًّا؛ فَسَيَتَوَقَّفُ ﭐلمُؤۡمِنُ عَنۡ قَوۡلِ ذَٰلِكَ.
وَلَوۡ سَأَلۡتَ مُشتُهرى (كَمَا سَألتَهُ): مِنۡ أَيۡنَ لَكَ بِأَنَّ ﭐلإِنۡسَـٰنَ يَمُوتُ حَسَبَ مَا هُوَ مَكۡتُوبٌ فِى ﭐلَّوۡحِ ﭐلمَحۡفُوظِ، فَسَيَعۡجَزُ عَنۡ أَنۡ يُجِيِبَكَ؟!
1 – عِلۡمًا بِأَنَّ ﭐللهَ تَعَـٰلَىٰ ذَكَرَ فِى كِتَـٰبِهِ: “لَوۡحًا مَحۡفُوظًا”، مَرَّةً وَاحِدَةً؛ فَقَالَ تَعَـٰلَىٰ فِى سُورَةِ ﭐلبُرُوجِ:
“بَلْ هُوَ قُرْءَانٌۭ مَّجِيدٌۭ ﴿٢١﴾ فِى لَوْحٍۢ مَّحْفُوظٍۭ ﴿٢٢﴾”.
وَوَاضِحٌ أَنَّ ﭐلمَرَّةَ ﭐلوَحِيِدَةَ ﭐلَّتِى ذَكَرَ ﭐللهُ فِيِهَا لَوۡحًا مَحۡفُوظًا، لَمۡ يَكُنۡ لَهَا أَىُّ ﭐرۡتِبَاطٍ بِوَقۡتِ مَوۡتِ ﭐلإِنۡسَـٰنِ، كَمَا تَوَهَّمَ صَـٰحِبُ ﭐلمَقَالَةِ.
2 – أنَّ اللهَ تَعَـٰلَىٰ قَدۡ أَتَىٰ فِى كِتَـٰبِهِ بِكَلِمَةِ “ح ف ظ” بِمُشۡتَقَّاتِهَا أَرۡبَعًا وَأَرۡبَعِيِنَ مَرَّةً، فِى ﭐثۡنَتَيۡنِ وَأَرۡبَعِيِنَ ءَايَة، كَالتَّــٰلِى (بِحَسَبِ وُرُودِهَا فِى ﭐلقُرۡءَانِ، وَبِحَذۡفِ ﭐلمُكَرَّرِ عَدَا كَلِمَة “مَحۡفُوظ):
حَافِظُوا/ حِفۡظُهُمَا/ حَافِظَاتٌ/ حَفِظَ/ حَفِيِظ/ ﭐسۡتُحۡفِظُوا/ ٱحۡفَظُوٓا۟/ حَفَظَةً/ يُحَافِظُونَ/ حَـٰفِظُونَ/ حَـٰفِظًۭا/ نَحۡفَظُ/ حَـٰفِظِينَ/ يَحۡفَظُونَهُۥ/ حَفِظۡنَـٰهَا/ مَّحۡفُوظًۭا/ يَحۡفَظُوا۟/ يَحۡفَظْنَ/ حِفۡظًۭا/ مَّحۡفُوظٍۭ/ حَافِظٌۭ.
وَمِمَّا سَبَقَ فَقَدۡ عَلِمۡنَا أَنَّ كَلِمَةَ “مَحۡفُوظ” قَدۡ جَآءَت بِكِتَـٰبِ ﭐللهِ مَرَّتَيۡنِ فَقَط، إِحۡدَاهُمَا ﭐلسَّالِفَة، وَﭐلثَّانِيَةُ فِى قَوۡلِهِ تَعَـٰلَىٰ:
“وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفًۭا مَّحْفُوظًۭا ۖ وَهُمْ عَنْ ءَايَـٰتِهَا مُعْرِضُونَ ﴿٣٢﴾”.
فَمِنۡ أَيۡنَ لِلقَآىِٕلِ بِالَّوۡحِ ﭐلمَحۡفُوظِ مَدَدُهُ مِنۡ كِتَـٰبِ ﭐللهِ؛ إِلَّا ﭐنۡقِطَاعًا عَنۡهُ وَبُعۡدًا مِنۡهُ؟!
هَذَا هُوَ ﭐلتَّعَالُم ﭐلَّذِى أَتَحَدَّثُ عَنۡهُ.
3 – أَنَّ ﭐللهَ سُبۡحَـٰنَهُ قَدۡ نَصَّ عَلَىٰ أَنَّ مَوۡتَ كُلِّ نَفۡسٍ هُوَ أَمۡرٌ مُقَدَّرٌ، لَا يَتَجَاوَزُ مَا قُدِّرَ لَهُ وَلَوۡ بِسَاعَةٍ، وَأَنَّ ﭐلأَعۡمَـٰرَ فِى كِتَـٰبٍ، وَأَنَّهُ هُوَ سُبۡحَـٰنَهُ مَنۡ قَدَّرَ، وَيَعۡلَمُ مَا قَدَّرَهُ، وَغَيۡرُ ذَٰلِكَ مِمَّا يُبَيِّنُ مَا أَرَادَ ﭐلقَآىٕلُ أَنۡ يَقُولَهُ بَعِيِدًا عَنِ ﭐلَّوۡحِ ﭐلمَحۡفُوظِ وَﭐلتَّقَوُّلِ عَلَىٰ ﭐللهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٍ، وَمِنۡ ذَٰلِكَ أَذۡكُرُ بَعۡضَ ﭐلأَيَـٰتِ:
“قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلْأَرْضُ مِنْهُمْ ۖ وَعِندَنَا كِتَـٰبٌ حَفِيظٌۢ ﴿٤﴾” ق.
“وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ كِتَـٰبًۭا مُّؤَجَّلًۭا ۗ …﴿١٤٥﴾” ءَال عِمۡرَان.
“…وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍۢ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌۭ ﴿١١﴾” فَاطِر.
“وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍۢ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّۭى ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَـْٔخِرُونَ سَاعَةًۭ ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٦١﴾” ﭐلنَحۡل.
“مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِىٓ أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍۢ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌۭ ﴿٢٢﴾” ﭐلحَدِيِد.
“ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَٱلَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ ٱلَّتِى قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلْأُخْرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَـٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٢﴾” ﭐلزُّمَر.
“وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۭ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةًۭ ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٣٤﴾” ﭐلأَعۡرَاف.
4 – وَأَخِيِرًا فَهُنَاكَ لَطِيِفَةٌ لِسَانِيَّةٌ مُستَحيل أَنْ يُلَاحِظَهَا مُشتُهرى الَّذى يَتَحَدَّثُ كَثِيِرًا عَنِ لُغَتِهِ ﭐلعَرَبِيَّةِ، وَمَرَاجِعِ لُغَتِهِ ﭐلعَرَبِيَّةِ، وَعِلۡمُ ﭐلسِّيَاقِ، . . الخ!!
وَهُوَ أَنَّ ﭐللهَ تَعَـٰلَىٰ لَمۡ يَقُلۡ أَبَدًا أَنَّ هُنَاكَ مَا هُوَ ﭐسۡمُهُ “اللوح المحفوظ”؛ وَلَكِنَّهُ نَصَّ سُبۡحَـٰنَهُ عَلَىٰ “لَوۡحٍ مَحۡفُوظٍ”، وَبَيۡنَهُمَا فَرۡقٌ كَبِيِرٌ:
فَلَوۡ جَآءَ ﭐلنَّصُ عَلَىٰ: “الَّوۡح ﭐلمَحۡفُوظ”، لَقَطَعَ ﭐلنَّصُّ ﭐلطَرِيِقَ عَلَىٰ وُجُودِ لَوۡحٍ مَحۡفُوظٍ غَيۡرِه، بِعَكۡسِ مَا إِذَا جَآءَ ﭐلنَّصُّ عَلَىٰ “لَوۡحٍ مَحۡفُوظٍ، مَا يَفۡتَحُ ﭐلبَابَ لِوُجُودِ غَيۡرِهِ، وَإِنۡ لَمۡ نُبَلَّغۡ بِهِ، فَقَوۡلُ ﭐلقَآىِٕلِ بِـ: “ﭐلَّوۡحِ ﭐلمَحۡفُوظِ” هُوَ ﭐفۡتِرَآءٌ بِعَدِمِ وُجُودِ لَوۡحٍ مَحۡفُوظٍ ءَاخَرٍ، وَهُوَ مَالَم يَقُلۡهُ ﭐللهُ سُبۡحَـٰنَهُ.
وَلَا يَزَالُ مُشتُهرى يُبهرُنا بجهله!!!