أَنۡشَأ مُشتهرى مَقَالَةً بتَاريخ 26 مَايُو 2020 بعنوان:
“اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً”.
اضغط للانتقال للمقال
يَقُولُ فِيهَا كَرَجُلٍ عَامِىٍّ لَا يَفۡقَهُ مِنَ ﭐلۡقُرۡءَانِ وَلَا حَتَّىٰ ﭐسۡمُهُ:
“لماذا لم تعد السماء تُمطر مطرًا مباركًا فيه شفاء للناس؟!
الإجابة: لأن القلوب التي تستغفر وتتوب ليل نهار دون أن يدخلها الإيمان، من أين يأتيها عطاء الله ونعمه التي لا تُحصى؟!”.
فَإِذَا سَمِعَ ﭐلۡمُؤۡمِنُ بِالۡقُرۡءَانِ هَذِهِ ﭐلۡجُمۡلَةَ: “مطرًا مباركًا”، عَلِمَ أَنَّهُ أَمَامَ رَجُلٍ سُكُوتَهُ كَانَ أَفۡضَلُ لَهُ؛ إِذۡ لَا وُجُودَ فِى كِتَــٰبِ ﭐللهِ لِشَىۡءٍ ﭐسۡمُهُ: “مَطَرٌ مُبَارَكٌ”، وَإِنَّمَا جَآءَ ذِكۡرُ ﭐلۡمَطَرِ كَالتَّــٰلِى:
جَآءَ ذِكۡرُ ﭐلۡمَطَرِ فِى كِتَــٰبِ ﭐللهِ خَمۡسَةَ عَشۡرَةَ مَرَّةً، فِى تِسۡعِ ءَايَــٰتٍ، كَالتَّــٰلِى:
مَطَر/ أَمۡطَرۡنَا/ فَأَمۡطِر/ أُمۡطِرَت/ مُمۡطِرُنَا
كُلُّ هَذِهِ ﭐلۡمَوَاضِعِ، يَأتِى فِيهَا ﭐلۡمَطَرُ كَأَذًى مُتَحَقِّقٍ، وَلۡنُطَالِعُهَا:
أَوَّلًا: مَطَرُ قَوۡمِ لُوطٍ (13 مِنۡ 15):
جَآءَ عَذَابُ قَوۡمِ لُوطٍ ثَلَاثَ عَشَرَةَ مَرَّةً، فِى سَبۡعَةِ ءَايَــٰتٍ، عَلَىٰ هَيۡئَةِ مَطَرٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ مَطَرًا بِحِجَارَةٍ مِنۡ سِجِّيلٍ مَنۡضُودٍ. وَﭐسۡتُخۡدِمَ ﭐلَّفۡظُ “مَطَر” لِكَوۡنِهِ يُسۡتَخۡدَمُ فِى ﭐلۡقُرۡءَانِ فِى وُقُوعِ ﭐلۡاَذَىٰ وَﭐلۡعَذَابِ كَمَا هُوَ هُنَا:
“وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًۭا ۖ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴿٨٤﴾” ﭐلۡأَعۡرَاف.
“فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَـٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةًۭ مِّن سِجِّيلٍۢ مَّنضُودٍۢ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِىَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٍۢ ﴿٨٣﴾” هُود.
“فَجَعَلْنَا عَـٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةًۭ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾” ﭐلۡحِجۡر.
“وَلَقَدْ أَتَوْا۟ عَلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِىٓ أُمْطِرَتْ مَطَرَ ٱلسَّوْءِ ۚ أَفَلَمْ يَكُونُوا۟ يَرَوْنَهَا ۚ بَلْ كَانُوا۟ لَا يَرْجُونَ نُشُورًۭا ﴿٤٠﴾” ﭐلۡفُرۡقَان.
“وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًۭا ۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ ﴿١٧٣﴾” ﭐلشُّعَرَآء.
“وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًۭا ۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ ﴿٥٨﴾” ﭐلنَّمۡل.
“فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًۭا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا۟ هَـٰذَا عَارِضٌۭ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِۦ ۖ رِيحٌۭ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌۭ ﴿٢٤﴾ تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍۭ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا۟ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَـٰكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴿٢٥﴾” ﭐلۡأَحۡقَاف.
وَجَآءَ مَرَّةً عَلَىٰ لِسَانِ كُفَّارِ قَوۡمِ ﭐلنَّبِىِّ:
“وَإِذْ قَالُوا۟ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةًۭ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍۢ ﴿٣٢﴾” ﭐلۡأَنۡفَال.
وَﭐلۡمَرَّةُ ﭐلۡاَخِيرَةُ جَآءَت إِذَا مَا وَقَعَ أَذًى مِنَ ﭐلۡمَطَرِ:
“….وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًۭى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰٓ أَن تَضَعُوٓا۟ أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا۟ حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابًۭا مُّهِينًۭا ﴿١٠٢﴾”.
إِذۡ ﭐلۡمَطَرُ هُنَا هُوَ مَا تَحَقَّقَ مِنۡهُ ﭐلۡاَذَىٰ، وَذَٰلِكَ بِعَكۡسِ ﭐلۡمَآءِ، وَﭐلۡغَيۡثِ.
فَالۡمُؤۡمِنُ عِنۡدَمَا يُرِيدُ أَنۡ يَكۡتُبَ مَقَالًا يُخَاطِبُ بِهِ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ، فَيَقُولُ لَهُم:
لِمَاذَا لَمۡ تَعُدۡ ﭐلسَمَّآءَ تُنۡزِلُ مَآءً مُبَارَكًا، كَمَا قَالَ ﭐللهُ سُبۡحَــٰنَهُ:
“وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۭ مُّبَـٰرَكًۭا فَأَنۢبَتْنَا بِهِۦ جَنَّـٰتٍۢ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ ﴿٩﴾” ق.
أَوۡ يَقُول: لِمَاذَا لَمۡ تَعُدۡ ﭐلسَمَّآءَ تُفۡتَحُ بِبَرَكَاتٍ هِىَ وَﭐلۡاَرۡضَ، كَمَا قَالَ ﭐللهُ سُبۡحَــٰنَهُ:
“وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّقَوْا۟ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍۢ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا۟ فَأَخَذْنَـٰهُم بِمَا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾” ﭐلۡأَعۡرَاف.
وَلَكِنَّ مُشۡتُهُرى ﭐلۡمُتَعَالِم لَمۡ يَقُل بِشَىۡءٍ مِنۡ ذَٰلِكَ، لِأَنَّهُ رَجُلٌ مَقۡطُوعٌ مِنَ ﭐلۡكِتَــٰبِ، وَمُنۡقَطِعٌ عَنۡه.
نَأتِى إِلَىٰ بَقِيَّةِ كَلَــٰمِهِ فَنَجِدُ:
“لماذا لم تعد السماء تُمطر مطرًا مباركًا فيه شفاء للناس؟!” اهـ.
فَيَتَعَجَّبُ ﭐلۡمُؤۡمِنُ!!!
مِنۡ أَيۡنَ لِهَذَا ﭐلۡمُتَعَالِمِ ﭐلۡقَوۡلُ بِالشِّفَآءِ لِلنَّاسِ؟!
إِنَّ كَلِمَةَ “ﭐلشِّفَآءِ” لَمۡ تَأتِ بِكِتَــٰبِ ﭐللهِ إِلَّا سِتَّة مَرَّاتٍ، وَلَا مَرَّةً وَاحِدَةً كَانَ لَهَا عِلَاقَةً بِالسَّمَآءِ، أَوۡ ﭐلۡمَآءِ.
فِين ﭐلۡوَاد بِتَاع ﭐلِإِعۡدَادِى؟!
تَعَال يَا بُنَىَّ، وَقُلۡ لِى:
هَلۡ قَالَ ﭐللهُ أَبَدًا أَنَّ مَآءَ ﭐلسَّمَآءِ فِيِهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ؟!
لأ يَا أُسۡتَاذ.
إِمَال مُشۡتُهُرِى جَاب ﭐلۡكَلَــٰم دَهۡ مِنِين يَابنى؟!
يِمۡكِن يَا أُسۡتَاذ كَانۡ بِيحۡلَم بِعَسَلِ نَحۡلٍ، فَالسُّلُوك ضَرَبِت مَعۡ بَعۡضِهَا!!
تِصَدَّق يَاد عَنۡدَك حَقَّ.
طَبۡ ﭐجِرِى قُل لُه يِبَطَّل يِتكَلِّم وَهُوَ جَعَان عَسَل.
كُلُّ هَذَا مِنۡ جُمۡلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَط مِنۡ مَقَالِ ثَانِىَ عِطۡفِهِ!!!
فَتَأَمَّل!!
ثُمَّ يَقُولُ مُشتُهرى:
“عند النظر للفعل غَفَرَ ومشتقاته يظهر لنا دلالته على معنى الستر والتغطية” اهـ.
وَﭐلۡحَقُّ أَنَّ كُلَّ كَلَــٰمِ هَذَا ﭐلۡمُتَعالِمِ تَجِدُهُ لَزِجًا مِثۡلُهُ، فَلَا تَجِدُ عِلۡمًا، وَلَا هُدًى، وَلَا ءَايَــٰتِ كِتَــٰبِ مُنۡيِرٍ. وَهُوَ هُنَا يُدۡلِى بَدۡلۡوِهِ فِى دَلَالَةِ ﭐلۡفِعۡلِ “غَفَرَ”، فَيَجۡعَلُهَا دَلَالَةَ سَتۡرٍ، وَتَغۡطِيَةٍ، دُونَمَا تَرۡتِيلٍ لِلأَيَــٰتِ، وَدُونَمَا تَدَبُّرٍ لِمَا رَتَّلَهُ، وَلِذَا جَآءَ كَلَــٰمُهُ خَالٍ مِنَ ﭐلۡحَقِّ.
بَيۡنَمَا ﭐلۡمُؤۡمِنُ بِكِتَــٰبِ رَبِّهِ، وَيَتَعَلَّمُ مِنۡهُ، سَيَجِدُ أَنَّ كَلِمَةَ “غَفَرَ”، هِىَ مِنَ ﭐلۡأَصۡلِ “غَ فۡ ر”، وَهُوَ فِعۡلُ مَحۡوٍ، مُتَفَرِّعٌ مِنَ ﭐلرَّحۡمَةِ، وَمُتَعَلَّقَهُ هُوَ ﭐلذَّنۡبُ، فَهُوَ مَحۡوٌ لِلذَّنۡبِ.
وَقَدۡ جَآءَ “ﭐلۡغَفۡرُ” فِى كِتَــٰبِ ﭐللهِ 234 مَرَّةً، فِى 202 ءَايَةٍ،
يَقُولُ ﭐللهُ تَعَــٰلَىٰ فِى قِصَّةِ مُوسَىٰ عَلَيۡهِ ﭐلسَّلَــٰم:
“وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍۢ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِۦ ۖ فَٱسْتَغَـٰثَهُ ٱلَّذِى مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِى مِنْ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ ۖ إِنَّهُۥ عَدُوٌّۭ مُّضِلٌّۭ مُّبِينٌۭ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًۭا لِّلْمُجْرِمِينَ ﴿١٧﴾ فَأَصْبَحَ فِى ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفًۭا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِى ٱسْتَنصَرَهُۥ بِٱلْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُۥ ۚ قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰٓ إِنَّكَ لَغَوِىٌّۭ مُّبِينٌۭ ﴿١٨﴾ فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِى هُوَ عَدُوٌّۭ لَّهُمَا قَالَ يَـٰمُوسَىٰٓ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًۢا بِٱلْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّآ أَن تَكُونَ جَبَّارًۭا فِى ٱلْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ ﴿١٩﴾” ﭐلۡقَصَص.
لَقَدۡ دَعَا مُوسَىٰ رَبَّهُ أَنۡ يَغۡفِرَ لَهُ، فَغَفَرَ ﭐللَّهُ لَهُ، وَفِى ﭐلۡيَوۡمِ ﭐلتَّــٰلِى مُبَاشَرَةً قَالَ ﭐلَّذِى هُوَ عَدُوٌّ لِمُوسَىٰ:
“أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًۢا بِٱلْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّآ أَن تَكُونَ جَبَّارًۭا فِى ٱلْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ”!!
فَاَيۡنَ ﭐلتَّغۡطِيَةُ وَﭐلسَّتۡرُ؟!!
وَلَكِنَّ ﭐلۡحَقِيقَة أَنَّ ﭐللهَ قَدۡ مَحَا ذَنۡب مُوسَىٰ، وَلَمۡ يَسۡتُرَ عَلَيۡهِ، أَوۡ يُغَطِّى فِعۡلَهُ.
وَهَكَذَا سَيَمۡتَدُ مَعۡنَىٰ ﭐلۡغَفۡرِ فِى كِتَــٰبِ ﭐللهِ، بَعِيدًا عَنِ ﭐلسَّتۡرِ وَﭐلتَّغۡطِيَةِ، وَسَيَظَلُّ يَعۡنِى ﭐلۡمَحۡوَ مِنۡ كِتَــٰبِ ﭐلۡمُسۡتَغۡفِرِ ﭐلۡمَقۡبُول ﭐسۡتِغۡفَارُهُ مَقۡرُونًا بِتَوۡبَةٍ نَصُوحٍ.
ثُمَّ يَتَعَالَمُ مُشۡتُهُرى وَيَقُولُ:
“فقولنا: الله غَفَّار: أي الذي يغفر ذنبًا بعد ذنب على الدوام، وهي أقوى دلالة من قولنا: الله غافر”!!
أَىۡ أَنَّنا لَوۡ قُلۡنَا: “ﭐللهُ غَافِرٌ”، فَهَذَا أَقَلُّ وَأَضۡعَفُ دَلَالَةً مِنۡ قَوۡلِنَا: “ﭐللهُ غَفَّارٌ” اهـ!!
لَمۡ يَدۡرِ وَهُوَ يَتَعَالَمُ أَنَّ لِكُلِ ﭐسۡمٍ مَكَانهُ وَتَوۡظِيفهُ، وَلَمۡ تَأتِ كَلِمَةُ “غَافِر” فِى كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ إِلَّا مَرَّةً وَاحَدِةً، لِتَضَعَ رُؤۡيَةً لِلمُؤۡمِنِ بِأَنَّ ﭐللهَ هُوَ غَافِرُ ﭐلۡذَّنۡبِ، وَقَابِلُ ﭐلتَّوۡبَ، شَدِيدُ ﭐلۡعِقَابِ، ذِى ﭐلطَّوۡلِ، فِى سُورَةٍ سَمَّاهَا سُبۡحَانَهُ بِسُورَةِ “غَافِر”، قَالَ فِى أَوَّلِهَا:
“حمٓ ﴿١﴾ تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ ﴿٢﴾ غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ ذِى ٱلطَّوْلِ ۖ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ ﴿٣﴾”.
وَلِاَنَّ ﭐلذَّنۡبَ جَآءَ مُفۡرَدًا كَجِنۡسٍ لَهُ مُفۡرَدَاتٌ، وَهِىَ ﭐلذُّنُوبُ، جَآءَ ﭐسۡمُ “غَافِرِ” مُنَاسِبًا مَعَهُ، غَيۡرُ مُنۡفَصِلٌ عَنِ ﭐلذَّنۡبِ، وَلَكِنَّ ﭐلۡمُتَعَالِمَ جَعَلَ مُفَاضَلَةً بَيۡنَ ﭐلدَّلَالَاتِ، لِعَدَمِ فَهۡمِهِ شَيۡــًٔــا مِنۡ كَلَــٰمِ ﭐللهِ، وَكَأَنَّ ﭐلۡأَقۡوَىٰ دَلَالَةً لَوۡ جَآءَت ﭐلۡاَيَةُ: “غَفَّارِ ﭐلذَنۡبِ”!!
ﭐنۡظُرُوا لِلتَّعَالُمِ!!
ثُمَّ يَقُولُ بَعۡدَهَا:
“فصيغة «غفّار» دالة على أن «المغفرة» ضمن نسيج فعاليات أسماء الله الحسنى” اهـ.
فَاَوۡجَدَ تَعۡرِيفًا جَهُولًا جَدِيدًا ﭐسۡمُهُ: “نسيج فعاليات أسماء الله الحسنى“!
وَيَقُولُ فِى مَقَالَةٍ بِتَارِيخِ 29 مَارس 2018 بِعُنۡوَانِ:
“التوبة: هي الندم على معصية الله، والعزم على عدم تكرار هذه المعصية مستقبلا” اهـ.
فَيُذَكِّرُنَا بِقَوۡلِ مَشَاىِٕخِ ﭐلجَوَامِعِ قَدِيمًا:
“وَنَدِمۡنَا عَلَىٰ مَا فَعَلۡنَا، وَعَزِمۡنَا عَلَىٰ أَلَّا نَعُودَ. . . الخ”.
وَﭐلۡحَقِيقَةُ أَنَّ ﭐلنَّدَمَ هُوَ حَالَةٌ قَلۡبِيَّةٌ شَأَنُهُ شَأَنَ ﭐلۡعَزۡمِ، وَهُمَا مِنۡ مَقَامَاتِ ﭐلۡاسۡتِغۡفَارِ؛ إِذۡ أَنَّ ﭐلِاسۡتِغۡفَارَ هُوَ حَالَةٌ قَلۡبِيَّةٌ، يَعقُبُهَا فِعۡلُ ﭐلتَّوۡبِ، وَبِالتَّــٰلِى فَإِنَّ ﭐلتَّوۡبَةَ هِىَ فِعۡلٌ، وَتَغۡيِيرُ سُلُوكٍ عِلِىٰ ﭐلۡاَرۡضِ وَفِى ﭐلۡوَاقِعِ، مَسۡبُوقَةٌ بِالِاسۡتِغۡفَارِ، ﭐلَّذِى يُمِثِّلُ قَاعِدَةً قَلۡبِيَّةً لِتَغۡيِيرِ ﭐلسُّلُوكِ.
فَمُشۡتُهُرى ﭐلۡمُتَعَالِم يَجۡهَلُ ﭐلۡمَغۡفِرَةَ، كَمَا يَجۡهَلُ ﭐلتَّوۡبَةَ!
ثُمَّ يَعُودُ فَيَقُولُ:
“هل علمتم لماذا لم تعد السماء تُمطر مطرًا مباركًا فيه شفاء للناس؟!” اهـ.
“هل علمتم أهمية علوم اللغة العربية في فهم واستنباط أحكام القرآن؟!” اهـ.
فَتَبَسَّمُوا ضَحِكًا مِنۡ عُلُومِ لُغَتِهِ ﭐلۡعَرَبِيَّةِ ﭐلَّتِى جَعَلَتۡهُ يَقُولُ بِمَطَرٍ مُبَارَكٍ فِيِهِ شِفَآءٍ لِلنَّاسِ!!