.
◄ السِّمَةُ هِىَ مَا يُتَلَبَّسُ بِهِ، فَيُؤَثِّرُ فَى كُلِّ أَرْكَانِ المُتَلَبَّسِ بِهَا، وَهِىَ مَا نُسَمِّيِهِ الأَنَ بِـ: “theme ثيم”. وَهِىَ فِى الإِنْسَانِ إِنْعِكَاسُ مَا فِى القَلْبِ عَلَى صَاحِبِهِ قَوْلاً وَعَمَلاً، وَهِىَ فِى القُرْءَانِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
“..سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ۚ.. ﴿٢٩﴾” الفَتْح.
فَظَنَّ البَعْضُ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: “سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ۚ“، يَعْنِى وُجُودُ زَبِيِبَةٍ بِالوَجْهِ مِنْ ءَاثَرِ السُّجُودِ، وَهُوَ غَيْرُ صَحِيِحٍ أَنَّهُ المَقْصُودُ بِالأَيَةِ:
.
● فَكَلِمَةُ الوَجْهِ فَى القُرْءَانِ تَأَتِى يُقْصَدُ بِهَا الوَجْهُ عَلَى الحَقِيِقَةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
“فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ أَلْقَىٰهُ عَلَىٰ وَجْهِهِۦ فَٱرْتَدَّ بَصِيرًا ۖ .. ﴿٩٦﴾” يُوسُف.
وَتَأَتِى لاَ يُقْصَدُ بِهَا الوَجْهُ عَلَى الحَقِيِقَةِ، وَإِنَّمَا يُقْصَدُ بِهَا مَعَانٍى أُخْرَى، مِنْهَا القَصْدُ، وَالتَّوَجُّهُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
“۞ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى ٱللَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلْأُمُورِ ﴿٢٢﴾” لُقْمَان.
.
● وَوَاضِحٌ أَنَّهُ لَنْ يُسْلَمَ الوَجْهُ دُونَ سَائِرِ الجِسْمِ، وَإِنَّمَا المَقْصُودُ هُنَا هُوَ التَّوَجُّهُ، بِأَنْ يَكُونَ للَّهِ. فَالعَبْدُ الصَّالِحُ يَسْجُدُ للَّهِ وَيَخْضَعُ، وَتَنْتَظِمُ حَرَكَاتُهُ عَلَى كِتَابِهِ، بِإِسْلاَمِ تَوَجُّهِهِ للَّهِ، وَهُوَ مُحْسِنٌ، وَيَظْهَرُ ذَلِكَ فِيِمَنْ حَوْلَهُ، فَيَرَوْنَ الإِسْلاَمَ (سِيِمَاهُم)، فِى تَوَجُّهِهِ (وَجْهَهُ) مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (الطَّاعَةِ).
فَالإِسْلاَمُ لَهُ سِمَةٌ، تَنْعَكِسُ عَلَى تَصُرُّفَاتِ صَاحِبِهِ، وَعَلَى أَقْوَالِهِ، وَالكَافِرُ كَذَلِكَ لَهُ سِمَةٌ تُمَيِّزَهُ عَنِ المُسْلِمِ.
وَالوَجْهُ سِمِةٌ، وَالطُّولُ والقِصَرُ، وَلَوْنُ البَشْرَةِ، وَمَا فِى الوَجْهِ وَالجِسْمِ مِنْ نُدُوبٍ وَشَامَاتٍ، الخ هِىَ سِمَةٌ، وَالتَّوَجُّهُ أَيْضًا سِمَةٌ، كَالصِّدْقِ، وَالكَذِبِ، وَالغِلْظَةِ، وَالرِّقَّةِ، الخ، وَبِالتَّالِى فَإِنَّ السِّمَةَ هِىَ مَا بَيْنَ أَنْ تَكُونَ مَادِّيَّةً كَالوَجْهِ، فَيُعْرَفُ بِهِ صَاحِبَهُ، أَوْ أَنْ تَكُونَ مَعْنَوِيَّةً كَالسُّلُوكِ.
إِذَا فَهْمْنَا ذَلِكَ فَسَنَفْهَمُ ءَايَاتٌ أُخْرَى تَتَنَاوَلُ السِّمِةَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
“وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى ٱلْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّۢا بِسِيمَىٰهُمْ ۚ.. ﴿٤٦﴾“الأَعْرَاف.
.
الأستاذ الفاضل/ ايهاب
من هم الرجال الذين على الأعراف
وشكرا
أَخِى الفَاضِل أ. مُحَمَّد فَوْزِى
مَوْضُوعُ الأَعْرَافِ مِنْ مُقَدِّمَةِ كِتَابِى، وَسَأَضَعُهُ هُنَا بَعْدَ نَشْرِ الكِتَابِ، وَسَتَجِدُ فِيِهِ أَيْضًا تَخَيُّلًا مَرْسُومًا لِلأَعْرَافِ.
دُمْتَ بِخَيْرٍ.
الأستاذ/ إيهاب نضر الله وجهك ونفعنا بعلمك ووفقك لكل خير
يقول الله تعالى فى سورة البقرة -17- :(مثلهم كمثل الذى إستوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لايبصرون) صدق الله العظيم.
كيف ننزل هذا المثل على حال المنافقين الذين هم من عرفوا الحق وكفروه وتظاهروا بغير مايبطنون إرصادا لمن حارب الله ورسوله . . . بينما الذى يستوقد نارا فإنما يستوقدها بحثا عن الطريق الصحيح حتى لايضل . فكيف يذهب الله بنورمن يبحث عن الطريق ويتركهم فى ظلمات لايبصرون . أعرف أن البحث عن الحق ليس هو حال المنافقين . . فلا أدرى كيف ينطبق هذا المثل على حال المنافقين .
ودمتم بخير