“قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾“ النُّور.
.
◄ السُّورَةُ هُنَا هِىَ سُورَةُ النُّورِ، وَالنُّورُ هُوَ مَا تَظْهَرُ بِهِ الأَشْيَاءُ، وَتَهْتَدِى بِهِ. وَأَيَاتُ السُّورَةِ تَضَعُ عِلاَقَاتِ المُؤْمِنِيِنَ فِى النُّورِ، قَاطِعَةٌ الطَّريِقَ عَلَى أَىِّ عِلاَقَاتٍ ظَلاَمِيَّةٍ، فَلاَ رَمْىٌ بِالزِّنَا عَلَى عَوَاهِنِهِ، وَلاَ إِلْقَآءٌ لإِفْكٍ بِالأَلْسِنَةِ بِغَيْرِ عَلْمٍ، وَلاَ رَمْىٌ لِلمُحْصَنَاتِ الغَافِلاَتِ غَيْبًا، وَلاَ دُخُولٌ لِلبُيُوتِ مِنْ ظُهُورِهَا، . وَهُنَا فِى الأَيَةِ فَلاَ نَظَرَاتٌ خِلْسِيَّةٌ، مِنْ طَرْفٍ خَفِىٍّ (غَضُّ البَصَرِ)، وَلاَ عِلاَقَاتٌ جِنْسِيَّةٌ فِى الخَفَآءِ (حِفْظُ الفُرُوجِ).
.
● وَلأَنَّ البَصَرَ هُوَ أوَّلُ مَا يَحْمِلُ الإعْجَابَ بِيْنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى لَهُ حَدًّا، فَأمَرَ كُلًّا مِنَ المُؤْمِنِيِنَ والمُؤْمِنَاتِ بِالغَضِّ مِنْهُ فَقَالَ تَعَالَى:
“قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ…﴿٣٠﴾“ النُّور.
“وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ…﴿٣١﴾” النُّور.
وَالغَضُّ مِنْ، لاَ يَعْنِى الغَضَّ بِالكُلِّيَّةِ، وَإنَّمَا هُوَ صَرْفٌ لِلبَصَرِ عَمَّا لاَ فَائِدَةَ مِنْ وَرَائِهِ؛ إذْ إِنَّ إطَالَةَ البَصَرِ بَيْنَ الطَرَفَيْنِ دُونَمَا حَاجَةٍ هُوَ إعْلاَنٌ عَنِ الرَّغْبَةِ، وَلِذَا فَقَدْ حَدَّ اللهُ تَعَالَى البَصَرَ بِمَا يَلْزَمُهُ لِقَضَاءِ الحَوَائِجِ، وَأنْهَى الأَيَةَ بِالتَّذْكِيِرِ بِأنَّهُ خَبِيِرٌ بِمَا يَصْنَعُ النَّاسُ.
“…إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾“ النُّور.
.
حفظ الفروج: الفرج لها معاني منها فرج بمعنى الانفراج كأن ينفرج المسجون من السجن… ومن معاني الفرج تفرج :ان يتفرج شخص على شخص اخر اي ينظر الى الاخر… فعلى المؤمنين ان يحافظوا على ان لا يكونوا موضع تفرج الذكر على الانثى او في موضع تفرج الانثى على الذكر لما فيها مفسدة للطرفين… وهذا ما نلاحظه خلال حياتنا حيث اصبحت الانثى موضع تفرج الذكر عليها في المسلسلات وفي اماكن العمل لما تلبس الانثى من ثياب ضيقة فتكون موضع تفرج الجنس الاخر عليها وما تسببب هذه الحالة من فساد بين الرجل والمراءة ويكون دوافع للرجل باللجوء الى نساء اخريات
أستاذ أسعد
المشاهدة ليست فُرجة
هذا كلامٌ أعجمى مرتبط بشيوع هذه العجمة فى مساحة جغرافية أو قومية بعينها، ولا علاقة لهذا الكلام بكلام القرءان.
تَعۡرِيِفُ ٱلفَرۡجِ: ٱلفَرۡجُ مِنَ الـ: “فَ رۡ ج”، وَأَصۡلُ ﭐلفَرۡجِ مِنَ ﭐلشَّقِّ، وَهُوَ مِنۡ مُضَـٰدَّاتِ ﭐلحِفۡظِ، كَأَنۡ يَقُولُ ﭐللهُ تَعَــٰلَىٰ:
“وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفًۭا مَّحۡفُوظًۭا “.
فَحِفۡظُهَا جَعَلَهَا كَالقِطۡعَةِ ﭐلوَٰحِدَةِ، لَيۡسَ فِيِهَا تَشَقُّقٍ، وَلَا فُرُوجٍ، وَلِذَا قَالَ تَعَــٰلَىٰ:
“ٱلَّذِى خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَٰتٍۢ طِبَاقًۭا ۖ مَّا تَرَىٰ فِى خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍۢ ۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٍۢ “.
“أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓا۟ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَـٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍۢ “.
ثُمَّ إِذَا مَا قَامَت ﭐلسَّاعَةُ، وَقَعَ عَلَيۡهَا فِعۡلُ ﭐلفَرۡجِ، فَذَهَبَ حِفۡظُهَا:
“وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتۡ “.
إِذَا مَا جَمَعۡنَا بَيۡنَ ﭐلأَيَةِ: “وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتۡ “، وَبَيۡنَ ﭐلأَيَةِ: “إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ”، بَدَأَ ﭐلمَعۡنَى فِى ﭐلظُّهُورِ.
فَرَحۡمُ ﭐلأُنۡثَى (بِصِفَتِهِ السَّابِقُ عَلَى خَلۡقِ الذَّكَرِ) هُوَ عُضۡوِ المَرۡأَةِ التَّنَـٰسُلِىِّ، حَفَظَهُ اللهُ -خِلۡقَةً- بَيۡنَ ﭐلفَخۡذَيۡنِ، دَاخِلَ شَقٍّ (فَرۡجٍ)، وَلَا يَبۡدُوَا إِلَّا إِذَا فَرَجَتۡهُ صَـٰحِبَتُهُ، وَعَلَىَ ﭐلمَرۡأَةِ أَنۡ تَحۡفَظَهُ سُلُوكًا كَمَا حُفِظَ خِلۡقَةً. وَمِنۡ هُنَا جَآءَت ﭐلتَّسۡمِيَةُ، كَقَوۡلِهِ تَعَـٰلَىٰ عَنۡ مَرۡيَمَ عَلَيۡهَا ﭐلسَّلَـٰم:
“وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِىٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَـٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَـٰنِتِينَ ﴿١٢﴾”.
ثُمَّ ﭐنۡسَحَبَت ﭐلتَّسۡمِيَةُ عَلَى عُضۡوِ ﭐلرَّجُلِ، فَصَارَ فَرۡجًا هُوَ أَيۡضًا.
حَدُّ حِفۡظِ الفَرۡجِ: ﭐلفَرۡجُ لَيۡسَ بِزِيِنَةٍ عَلَىٰ ﭐلإِطۡلاَقِ، وَإِنَّمَا هُوَ أَصۡلٌ، بَل وَسَوۡءَةٌ. وَهُوَ عُضۡوٌ مُتَكَافِئٌ بَيۡنَ ﭐلذَّكَرِ وَﭐلأُنۡثَى، وَلِذَا نَجِدُ أَنَّ ﭐللهَ تَعَـٰلَىٰ قَدۡ أَمَرَ كُلًّا مِنَ ﭐلذَّكَرِ وَﭐلأُنۡثَى بِحِفۡظِ هَـٰذَا ﭐلأَصۡلِ السَّوۡءَةِ؛ فَقَالَ:
“قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُوا۟ فُرُوجَهُمۡ “.
“وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَـٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ “.
وَلِذَا فَإِنَّ حِفۡظَ ﭐلفَرۡجِ يَكُونُ: بِمَنۡعِهِ عَنِ ﭐلجَمِيِعِ، سُوَى الزَّوۡجِ، أَوۡ مَا دَعَت إِلَيۡهِ ﭐلضَّرُورَةِ، بِقَدۡرِهَا.