◄ عِنْدَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى:
“وَلَا تَنكِحُوامَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةً وَمَقْتًا وَسَآءَ سَبِيلًا ﴿٢٢﴾” النِّسَآءُ.
أُشْكِلَ عَلَى كُلِّ مَنْ كَتَبَ فِى تَفْسِيِرِ القُرْءَانِ وُرُودُ قَوْلِهِ تَعَالَى: “مِّنَ ٱلنِّسَآءِ” فِى سِيَاقِ الأَيَةِ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُم: وَهَل يَنْكَحُ الأَبَآءُ إِلاَّ النِّسَآءَ؟!!!
وَقِيِلَ هِىَ زَائِدَةٌ!!!
● وَلأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ شَيْئًا عَبَثِيًّا وَلاَ زَائِدًا فِى القُرْءَان؛ فَقَدْ جَآءَتْ كَلِمَةُ النِّسَآءِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: “مِّنَ ٱلنِّسَآءِ” لِتُضْفِى الغُرْبَةَ عَلَيْهِنَّ، فَتَخْرُجُ مِنْهُنَّ الأَمُّ.
وَلَوْ قََالَ اللهُ تَعَالَى: “وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم“، فَقَط دُونَ ذِكْرِ: “مِّنَ ٱلنِّسَآءِ“، لَكَانَ النَّهْىُ مُطْلَقًا، وَلَدَخَلَت الأُمُّ فِى مَنَاطِ الخِطَابِ، بِصِفَتِهَا مِمَّنْ نَكَحَ الأَبُّ، وَلاَنْطَبَقَ عَلَيْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: “إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ“، فَتُحَلُّ الأُمُّ لاِبْنِهَا بِالنَّصِّ، وَيَسْتَمِرُّ زَوَاجُهُمَا بَعْدَ نُزُولِ الأَيَاتِ، وَليَصْطَدِمَ بِمَا سَيَأتِى مِنَ التَّحْرِيِمِ المُطْلَقِ لِلأُمَّهَاتِ.
● وَلَكِن جَآءَت عِبَارَةُ “مِنَ النِّسَآءِ“، فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: “مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ“، لِصَرْفِ الحُكْمِ عَنِ الأُمِّ، وَلِتَخْصِيصِهِ بِزَوجَةِ الأَبِّ فَقَطْ، كَىِّ لاَ يُظَنُّ أنَّ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ سَلَفًا، فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ أنْ يَسْتَمِرَّ فِى نِكَاحِهِ، حَيْثُ سَيَأتِى الحُكْمُ بَتَحْريِمِ الأُمِّ عَلَى الإطْلاَقِ؛ سَلَفَ ذَلِكَ أمْ لَمْ يَسْلَف، فَاخْتَلَفَ بِذَلِكَ حُكْمُ الأُمِّ عَنْ حُكْمِ زَوْجَةِ الأَبِّ بِهَذِهِ الإضَافَةِ: “مِّنَ ٱلنِّسَآءِ“.