سَمِير إِبْرَاهِيم خَلِيل حَسَن/ فَسَادُ دِفَاعِهِ عَن الصَّحِيِفَةِ 3

2 ـ القَوْلُ الثَّانِى: وَهُوَ الَّذِى يَقُولُ فِيِهِ سَمِير بِأَنَّ مَا فِى الصَّحِيِفَةِ يُوافِقُ مَا شَرَعَهُ اللهُ مِنَ الدِّيِنِ لِنُوحٍ، وَمُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيِمَ، وَمُوسَى، وَعِيِسَى:

أنَّ ما فيها (الصَّحِيِفَة) يوافق ما شرعه ﭐللَّـه من ﭐلدِّين لنوح ومحمّد وإبراهيم وموسى وعيسى“.

.

4/1/2 ـ وَنَفْهَمُ مِنْ كَلاَمِهِ ــ عَقْلاً ــ أَنَّهُ يُوَلِّىَّ وَجْهَهُ فِيِهِ إِلَى كَوْنِ مَا شَرَعَهُ اللهُ مِنَ الدِّيِنِ لِنُوحٍ، وَمُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيِمَ، وَمُوسَى، وَعِيِسَى هُوَ وَاحِدٌ تَمَاثُلاً، وَبِالتَّالِى يَؤُولُ الأَمْرُ إِلَى القُرْءَانِ بِصِفَتِهِ المَحْفُوظُ، وَالمَأمُورُ بِهِ، وَالَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالَّذِى يَسْتَطِيِعُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ، وَيُبَرْهِنُ مِنْهُ عَلَى كَلاَمِهِ، وَإِلاَّ فَأَنَّى لَهُ الحَوْطُ بِمَا كَانَ لَدَى القُدَمَآءِ وَشَرَعَهُ اللهُ لِنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيِمَ، وَمُوسَى، الخ؟!

وَمِنْ هُنَا يُكْسِبُ “زَعْمَهُ التَّوَافُق” ــ طَرْحًا ــ بَيْنَ الصَّحِيِفَةِ وَمَا شَرَعَهُ اللهُ مِنَ الدِّيِنِ لِنُوحٍ، وَمُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيِمَ، وَمُوسَى، وَعِيِسَى صِدْقًا.

وَلَكِنَّنَا نَجِدُهُ يَقُولُ:

ما وصّى به نوحا.

وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ.

ومآ وصَّينا بهِ إبرٰهيمَ.

ومآ وصَّينا بهِ موُسَىٰ.

ومآ وصَّينا بهِ عيسىٰۤ.

خمسة رسل، وخمس شرعات من ٱلدِّين لخمس أمم مختلفة.

هذا ما شرَعَه ٱللَّه لنا جميعًا. وهو شرع بدأ مع نوح وكمل مع محمد

فٱلشرع من ٱلدين وللناس شرعات(1).

.

5/2/2 ـ فَبِتَسْلِيِمِ أَنَّ الشِّرْعَاتَ مُخْتَلِفَةٌ فَكَيْفَ يَحْكُمُ بِتَوافُقِ مَا فِى الصَّحِيِفَةِ مَع مَا كَانَ بِالأَزْمِنَةِ الغَابِرَةِ مِنْ أَيَّامِ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيِم، الخ؟!!!

.

6/3/2 ـ ثُمَّ أَنَّى لَهُ القَوْل بِأَنَّ الشَرْعَ بَدَأَ مَعَ نُوحٍ، وَأَخَذَ فِى الاكْتِمَالِ مِنْ رَسُولٍ لِلأخَرِ؟!

ألَيْسَ قَوْلُهُ ذَلِكَ عُدُولًا عَنِ النَّصِّ إِلَى الوَهْمِ؟!

إِنَّهُ نَفْسُ كَلاَمِ شَحْرُور بِلاَ نَصٍّ يُؤَيِّدُهُ!!!

.

7/4/2 ـ وَهُوَ بَعْدُ؛ كَلاَمٌ غَيْرُ صَادِقٍ، إِذْ المُوافَقَةُ تَقْتَضِى الاسْتِقَامَةَ عَلَى الصِرَاطِ أَوَّلاً، وَهُوَ غَيْرُ حَادِثٍ فِى مَوْضُوعِ الصَّحِيِفَةِ. بَلْ وَتَخَطَّى ذَلِكَ لِلرَّجْمِ بِالغَيْبِ كَمَا طَالَعْنَا.

.

8/5/2 ـ ثُمَّ إِنَّ الصَّحِيِفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، هِىَ غَايَةٌ فِى الرَّكَاكَةِ وَالانْحِدَارِ، وَالعَصَبِيَّةِ، وَالعُنْصُرِيَّةِ(2)، فَأَنَّى لَهَا التَوَافُقَ المَزْعُومَ!

.

9/6/2 ـ وَقَدْ تَصَدَّى الكَثِيِرُونَ لِهَذِهِ الصَحِيِفَةِ بِالنَّقْدِ، حَتَّى صَارَت مِنَ الفَضِيِحَةِ بِمَكَانٍ (3). وَسَيَأتِى تَشْرِيِحٌ لَهَا فِى مَوْضُوعٍ مُنْفَصِلٍ، نَضَعُ رَابِطَهُ هُنَا فِيِمَا بَعْدُ.

وَمَا يَهُمُّ المُسْلِمُ هُوَ انْضِبَاطُ العَمَلِ عَلَى مَنْهَجِيَّةِ الكِتَابِ مِنْ عَدَمِهِ، وَهُوَ مَا بَيَّنَا فَسَادَهُ قَبْلاً بِالنِّسْبَةِ لِلصَّحِيِفَةِ مَصْدَرِيًّا، وَمَوْضُوعِيًّا.

.

10/7/2 ـ بَقِىَ أَنْ أُشِيِرَ إِلَى أَنَّ سَمِيِر ظَهَرَ مِنْ كَلاَمِهِ هُنَا أَنَّهُ لاَ يَفْقَهَ مَعْنَى الشِّرْعَةِ، الَّتِى رَاَحَ يَتَكَلَّمُ عَنْهَا كَمَا لَوْ كَانَ مُدْرِكًا لِمَا يَقُولُهُ فِيِهَا، وَهُوَ بَيِّنٌ مِنْ كَلاَمِهِ عَنِ مُوَافَقَةِ الصَّحِيِفَةِ الوَهْمِيَّةِ لِشِرْعَةِ مَنْ قَبْلَنَا. وَلِذَلِكَ فَيُسْتَحْسَنُ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى مَعْنَى الشِّرْعَةِ، وَكَيْفَ أَنَّهَا عِنْدَنَا وَفِى عَصْرِنَا تَتَجَاوزُ الشِّرْعَةَ إِلَى الشَّرِيِعَةِ:

فَالشِّرْعَةُ ـ بِسِكُونِ الرَّآءِ ـ مِنَ “شَ رْ ع”، وَهِىَ الظَّاهِرُ مِنَ الدِّيِنِ، وَالمُؤَدِّى لِلإِسْلاَمِ فِيِمَنْ قَبْلَنَا. وَلِذَا جَآءَ مَبْنَى الكَلِمَةِ مُبَسَّطًا وَمَضْمُومًا هَكَذَا: “شِرْعَة”، وَقَدْ ذُكِرَت مَرَّةً وَاحِدَةً، فِى قَوْلِهِ تَعَالَى:

…لِكُلٍّۢ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ..﴿٤٨﴾المَائِدَة.

وَجَآءَت هَكَذَا فِى حَقِّ المُسْلِمِيِنَ فِى هَذَا السِّيَاقِ، لأَنَّهُم جُمِعُوا مَعَ مَنْ سَبَقَ، فَيُفْهَمُ أَنَّهُ لَيْسَ مَقَامَ تَفْرِيِقٍ وَتَفْصِيِلٍ.

وَلَكِن عِنْدَمَا جَآءَ ذِكْرُ مَا شَرَعَهُ اللهُ لِلنَّبِىِّ وَلَنَا بُسِطَت كَلِمَةُ الشِّرْعَةِ بِدُخُولِ اليَآءِ عَلَيْهَا، فَصَارَت: “شَرِيعَة“، لِتُبَيِّنَ أَنَّهَا تَحْتَ اليَدِ، يُطَالِعُهَا مَنْ يَشَآءُ “شَرِيعَة“، وَفِيِهَا البَيَانُ، وَالتَّفْصِيِلُ، وَلِذَا فَقَدْ بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى أَنَّهَا هِىَ الَّتِى عَلَيْهَا النَّبِىُّ، وَعَلَيْهَا المُسْلِمُونَ الأَنَ، فَقَالَ:

ثُمَّ جَعَلْنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا…﴿١٨﴾الجَاثِيَة.

فَصَارَ أَمْرُ المُؤْمِن مَحْصُورًا فِى الشَّرِيِعَةِ (لاَ الشِّرْعَةِ)، بِمَا فِيِهَا مِنْ تَفَاصِيِلٍ تُغَطِّى جَمِيِعِ جُزْئِيَّاتِ الدِيِنِ، وَمَا يَحْتَاجُهُ المُسْلِمُ فِى أُمُورِ دِيِنِهِ مِنْهَا، وَفِى اتِّبَاعِهَا، لاَ فِيِمَا عِنْدَ مَنْ سَبَقَنَا مِنَ الأُمَمِ وَلاَ نَعْلَمُ عَنْهُ شَيْئًا، أَوْ مَا يُوافِقُهَا مِنْ لَدُن أَصْحَابِ الشِيَعِ، وَمِنْ أَسْفَلِهَا كَمَا هُوَ فِى الصَحِيِفَةِ. وَأَمْرُ المُؤْمِن أَنْ يَكْتَفِىَ بِمَا فِى كِتَابِ رَبِّهِ، لاَ أَنْ يَنْحَدِرَ إِلَى الرَّكَاكَةِ، وَالافْتِرَآءِ عَلَى النَّبِىِّ كَمَا زَعَمَ، وَسَبَقَ نَقْلُهُ.

وَبِالتَّالِى فَنَحْنُ لاَ نَعْرِفُ عَنْ شِرْعَةِ نُوحٍ، وَلاَ إِبْرَاهِيِمَ شَيْئًا، وَلاَ عَنْ شِرْعَةِ مُوسَى وَعِيِسَى شَيْئًا، إِلاَّ القَلِيِل النَّادِر، المَذْكُور فِى القُرْءَانِ، وَهُوَ مَا تَنَاسَبَ مَعَ التَّسْمِيَةِ “شِرْعَة”.

فَجَآءَ سَمِيِر، وَهُوَ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى

1 ـ شُمُولِ الشَّرِيِعَةِ، وَالأَمْرُ بِاتِّبَاعِهَا: “فَٱتَّبِعْهَا”.

2 ـ الفَرْقُ بَيْنَ الشِّرْعَةِ وَالشَّرِيِعَةِ، فَرَاحَ يَقُولُ بِمُوَافَقَةِ الصَّحِيِفَةِ لِلغَيْبِ الَّذِى لاَ يَعْرِفُهُ.

وَذَلِكَ لْيُمَهِّدَ لِرِوَايَتِهِ الخَائِبَةِ، مُدَّعِيًا أَنَّهَا تُوافِقُ شِرْعَةَ مَنْ قَبْلَنَا، وَشَرِيِعَتِنَا!!!

وَلَوْ سَأَلْتَهُ مِنْ أَيْنَ لَكَ بِهَذِهِ المُوَافَقَةِ فَسَيَكُونُ الرَّدُّ مِنْ جِنْسِ الكِتَابِ!!!

وَلَوْ كَانَ قَدْ قَصَرَ المُوَافَقَةَ عَلَى القُرْءَانِ فَقَطْ لَكَانَت الأَخْطَآءُ أَقَلَّ وَأَهْوَنَ بِمَا تُمَثِّلُهُ هَذِهِ النُّقْطَةِ، وَإِنْ ظَلَّت جِبَالاً كَمَا سَيَأتِى.

وَلِلحَدِيِثِ بَقِيَّةٌ طَوِيِييييييييلةٌ .

هَامِش:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ وَرَاجِع: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=290683

http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=350562

https://www.facebook.com/HtyYkwnAlqranDstwrAlthwratAlrbyt/posts/378532542239754

.

2فَمَثَلاً؛ بَدَلاً مِنَ القَوْلِ بِأَنَّ شَرْطَ كَذَا يَسْرِى عَلَى المُؤْمِنِيِنَ. وَبِالتَّالِى يَنْسَحِبُ عَلَى الجَمِيِع، إِذَا بِنَا نَجِدُ ذِكْرًا رَكِيِكًا لِلقَبَائِلِ، وَاحِدَةً وَاحِدَةً، كَمَا قِيِلَ:

وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

فَضْلاً عَنْ أَنَّ هَذِهِ الأَسْمَآءَ جُزَافِيَّةٌ، وَلا َشَيْءَ يُصَدِّقُهَا. إِضَافَةً إِلَى مَا فِى الصَحِيِفَةِ مِنْ أَخْطَآءٍ، وَتَّفَاهَاتِ لاَ يَقَعُ فِيِهَا صَبِىّ مُحَامِى حَتَّى. وَهُوَ يُذَكِّرُنِى بِاسْتِشْهَادِهِ بِكُتُبِ اليَهُودِ عَلَى مَا فِيِهَا مِنْ بَلاَيَا وَرَكَاكَةٍ، كَمَا سَيَأتِى فِى حِيِنِهِ.

.

3 ـ وَهَذِهِ بَعَضُ رَوَابِطِ نَقْدِهَا بِمَا يُغْنِى عَنْ إِضَاعَةِ الوَقْتِ فِيِهَا هُنَا، وَإِنْ كُنَّا سَنَكُرُّ عَلَيْهَا فِى مَوْضُوعٍ مُنْفَرِدٍ بَعْدَ الانْتِهَآءِ مِنَ التَّعْقِيِبِ عَلَى رِسَالَةِ سَمِيِر هُنَا:

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=10139

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=10189

.

تَحَرَّرَ فِى صَبَاحِ يَوْمِ الجُمْعَةِ 7/11/2014 سعة 5.59 ص

التَّعْلِيَقَاتُ مَفْتُوحَةٌ فِى المَقَالِ الأَخِيِر بَعْد اكْتِمَالِ المَوْضُوعِ

المَقَالُ السَّابِقُ