◄ تَعَرَّضَ سَمِيِر إِلَى كَلِمَة: “تَخْتَانُونَ”، فِى قَوْلِ اللهِ تَعَالَى:
“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَٱلْـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُوا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۚ..﴿١٨٧﴾” البَقَرَة.
فَكَتَبَ مُتَفَذْلِكًا أَنَّ كَلِمَة: “تَخْتَانُونَ”، تَعْنِى الخِتَان، بِقَطْعِ الغُلْفَةِ عِنْدَ الذُّكُورِ، أَوْ البَظْرِ عِنْدَ الإِنَاثِ؛ فَقَالَ:
“وفيه ٱلقول “عَلِمَ ٱللّهُ أنَّكم كُنتُم تختانونَ أنفُسَكم فتاب عليكم وعفا عنكم”. فكلمة “تختانون” من أصل ٱلفعل “خَتَنَ يختن” وهو ما سبق وأن فعلوه بأنفسهم وهو ما علم به ٱللّه فتاب عليهم وعفا عنهم“.
مُضِيِفًا (بِجَهْلٍ وَبِعَكْسِ الحَقِّ) أَنَّ الخِتَانَ يَجْعَلُ صَاحِبَهُ أَكْثَرُ إِلْحَاحًا فِى طَلَبِ الجِنْسِ، وَأَقَلُّ صَبْرًا عَلَيْهِ:
“…كما علمت أنه يولّد أذىً فى نفس ٱلمختون (ذكرا كان أم أنثى) وهيجانا وإلحاحا على فعل ٱلمسِّ“.
مُبَرِّرًا ذَلِكَ بِمَا يَهُودُ إِلَيْهِ مِنْ أَبْجَدِيَّةِ اليَهُودِ وَمَابِهَا مِنْ خَرَفٍ:
“لم يكونوا يعلمون أنّ ٱلختان أذى يفعل بهم ٱلهيجان ونقص ٱلصبر فى ليلة ٱلصيام. وهذا ما يبيّنه دخول ٱلثور “ا” على ٱلعلامة “ت” فيجعلها فى حال من ٱلثورة وٱلهيجان“.
وَمَا أَوْقَعَهُ فِى هَذَا الجَهْلِ إِلاَّ تَتَبُّعِهِ لأَبْجَدِيَّةِ اليَهُودِ (2)، بَدَلاً مِنَ الانْتِبَاهِ إِلَى الأَيَاتِ، وَمَا فِيِهَا مِنْ عِلْمٍ بِبنْيَتِهَا؛ فَقَالَ:
“كلمة “خان- خَوَنَ- خَيَنَ” فسترى أنّ أصولها “خن” يشارك كفّ ٱليد وٱلحوت فى بنآئها كلّ من ٱلثور “ا” وٱلوتد “و” وٱليد “ي“.
● وَجَهْلُهُ هُنَا يَظْهَرُ مِنْ خِلاَلِ نِقَاطٍ كَثِيِرَةٍ جِدًّا، مِنْهَا:
1 ـ النُّقْطَةُ الأُولَى؛ وَهِىَ نُقْطَةٌ ظَاهِرَةٌ جِدًّا، وَلَكِنَّهَا دَقِيِقَةٌ جِدًا أَيْضًا، لاَ يَنْتَبِهُ لَهَا أَمْثَالُ هَذَا المُتَعَالِم الخَرَّاص: إِذْ أَنَّ الأَيَةَ تُخَاطِبُ فِى مَسْأَلَةِ “الاخْتِيَانِ” الذُّكُورَ مِنَ المُؤْمِنِيِنَ فَقَطْ؛ انْظُرُوا:
“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ ۚ “.
فَالخِطَابُ فِيِهَا لِلذُّكُورِ كَمَا نَرَى. ثُمَّ يَأتِى بَعْدَهَا:
“…عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ“.
وَالخِطَابُ هُنَا مُسْتَمِرٌّ لِلذُّكُورِ، بِدَلِيِلِ أَنَّهُ بِعْدَهَا مُسْتَمِرٌّ أَيْضًا فِى خِطَابِهِم دُونًا عَنِ النِّسَآءِ، كَالتَّالِى:
“فَٱلْـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُوا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۚ“.
لَكِنْ سَمِيِر يَقُولُ بِأَنَّ مَعْنَى تَخْتَانُونَ هُوَ: “تَخْتَتِنُون”.
لَكِنَّ الخِتَان يَقَعُ عَلَى الطَّرَفَيْنِ، الذُّكُورَ وَالإِنَاثِ، وَبِالتَّالِى:
أ ـ لَنْ يَصْلُحَ أَنْ يُقَالَ بِأَنَّ الذُّكُورَ فَقَط هُم الَّذِيِنَ كَانُوا يَخْتَتِنُونَ أَنْفُسَهُم؛ فَجَآءَ الخِطَابُ لَهُم عَنِ الخِتَانِ!!!
ب ـ وَلَنْ يَصْلُحَ أَنْ يُقَالَ بِأَنَّ الَّذِيِنَ عَفَا اللهُ عَنْهُم مِنَ المُخْتَتِنِيِنَ هُم الذُّكُورُ دُونَ الإِنَاثِ.
جـ ـ وَلَنْ يَصْلُحَ أَنْ يُقَالَ بِأَنَّ العَفْوَ شَمَلَ النِّسَآءَ بِالتَّبَعِيَّةِ، لأَنَّ الخِطَابَ بَعْدَ العَفْوِ ظَلَّ مُسْتَمِرًّا لِلذُّكُورِ كَالتَّالِى:
“عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَٱلْـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ ..“.
إِذًا فَالقَوْلُ بَأَنَّ مَعْنَى كَلِمَة: “تَخْتَانُونَ”، هُوَ الخِتَان قَدْ سَقَطَ بِهَذِهِ النُّقْطَةِ وَحْدَهَا، لَوْ كَانَ يَفْقَه.
2 ـ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: “فَتَابَ عَلَيْكُمْ“، يَعنِى أَنَّ مَا بَعْدَ التَّوْبَةِ مُخَالِفٌ لِمَا قَبْلَهُ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ:
“عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَٱقْرَءُوا۟ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ”.
وَمَا بَعْدَ التَّوْبَةِ هُنَا هُوَ المُبَاشَرَةُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
“فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَٱلْـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ“.
فَيَكُونُ مَا قَبْلَهَا هُوَ عَدَمِ المُبَاشَرَةِ.
فَهَذِهِ نُقْطَةٌ أُخْرَى تُسْقِطُ خَرْصَهُ؛ لَوْ كَانَ يَعْقِل!
3 ـ وَلَوْ كَانَ الأَمْرُ هُوَ الخِتَانُ كَمَا خَرَصَ الكَذَّابُ لَجَآءَ النَّهْىُ عَنِ الخِتَانِ بَعْدَ النَّصِّ عَلَى التَّوْبَةِ، وَلَقِيِلَ “مَثَلاً”: فَتَابَ عَلَيْكُمْ؛ فَالأَنَ لاَ تَخْتَتِنُوا، لاَ أَنْ يُقَالَ: “فَٱلْـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ“!!!
فَهَذِهِ نُقْطَةٌ أُخْرَى تُسْقِطُ خَرْصَهُ؛ لَوْ كَانَ يَفْهَم!
4 ـ أَنَّهُ لَوْ صَدَقَ فِى أَنَّ كَلِمَةَ: “تَخْتَانُونَ“، تَعْنِى: “تَخْتَتِنُونَ”، لَصَارَت الأَيَةُ مُحِلَّةً لِهَذَا الفِعْلِ البَغِيِضِ، وَلاَ شَيْءَ فِى اسِتِمْرَارِهِ، حَيْثُ لَمْ يَرِد نَهْىٌ، وَلاَ مَنْعٌ.
5 ـ أَنَّ مَعْنَى الأَيَة عَلَى خَرْصِ سَمِيِر يَفْسَد، إِذْ سَتُصٍبِحُ الأَيَةُ عِنْدَ الفَقِيِهِ سَمِيِر كَالتَّالِى:
“أحَلَّ اللهُ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم. وَعلم أنكم كنتم تَقْطَعون غُلفَتَكُم وبظوركم، فلا تستطيعون التحكم فى هيجانكم، فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم” (1)!!!
6 ـ أَنَّ سَمِيِرقَدْ أَضَافَ إِلَى جَهْلِهِ هُنَا جَهْلاً بِوَزْنِ الكَلِمَةِ؛ فَالوَزْنُ الصَّحِيِحُ لِكَلِمَةِ: “تَخْتَانُونَ”، هُوَ: “تَفْتَعِلُونَ”، وَأَصْلُهَا مِنَ الخَوْنِ، وَمِنْهَا: خَانَ، يَخُونُ، تَخُونُ، خَائِنٌ، اخْتَانَ، تَخْتَانُ، تَخْتَانُونَ. وَهِىَ عَلَى الأَوْزَانِ: “فَعَل، يَفْعَلُ، تَفْعَلُ، فَاعِلٌ، افْتَعَلَ، تَفْتَعِلُ، تَفْتَعِلُونَ”. وَيَأتِى عَلَى نَفْسِ وَزْنِهَا، الكَلِمَاتُ: “تَقْتَاتُون”، “تَسْتَمِعُونَ”، تَغْتَالُونَ”، تَرْتَابُونَ”، “تَقْتَتِلُونَ”، . . وَهَكَذَا.
7 ـ أَنَّ سَمِيِر قَدْ جَهِلَ أَنَّهُ لَوْ أَرَدْنَا إِيِرَادَ كَلِمَةِ “خَتْن”، بِوَزْنِ: “تَفْعَلُونَ، وَتَفْتَعِلُونَ”، كَمَا فِى “تَخُونُونَ، وَتَخْتَانُون”، لَكَانَت: “تَخْتِنُونَ، وَتَخْتَتِنُون”، وَهُوَ فَرْقٌ وَاضِحٌ هُنَا، وَمَعْرُوفٌ لِكُلِّ مُمَارِسِ لِلبَحْثِ فِى الكَلِمَاتِ.
8 ـ وَلَوْ أَرَدْنَا مُسَاعَدَةِ العَيِىِّ ضَعِيِفِ الفَهْمِ، فَسَنَقُولُ لَهُ: هَاتِ الفِعْلَيْنِ بِصِيِغَةِ المُفْرَدِ: “تَفْتَعِل”، فَسَيَكُونُ لِلكَلِمَتَيْنِ هُوَ: “تَخْتَتِن”، “تَخْتَان”. ضِفْ عَلَيْهَا الأَن: “ون” لِتَحْصُلَ عَلَى صِيِغَةِ الجَمْعِ: “تَفْتَعِلَونَ، فَسَتَجِد: “تَخْتَتِنُونَ”، “تَخْتَانُونَ”. فَلِعَلَّهُ يَفْهَمُ.
9 ـ أَنَّ الجَاهِلَ سَمِيِر عِنْدَما أَفْصَحَ عَنْ جَهْلِهِ وَقَالَ بِأَنَّ كَلِمَةَ “يَخْتَانُ”، مِنَ الخِتَانِ؛ فَقَدْ أَوْرَدَهَا كَفِعْلٍ عَلَى وَزْنِ: “يَفْعَالُ”، وَهُوَ وَزْنٌ سَبْقٌ مِنْ سَمِيِر يَدْخُلُ بِهِ مَوْسُوعَةِ جِيِنس، وَلَكِنْ مِنْ بَابِ الخَيْبَةِ:
10 ـ أَنَّ الجَاهِلَ قَدْ أَسْقَطَ مِنْ حِسَابِهِ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى:
“وَلَا تُجَـٰدِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴿١٠٧﴾” النِّسَآء.
الَّذِى بَيَّنَ فِيِهِ سُبْحَانَهُ أَنَّ المُخْتَانَ هُوَ مَنْ يَخُون: “خَوَّانًا”. فَقَالَ لاَغِيًا فِى الأَيَةِ:
“وأن لا يجادل عن ٱلّذين “يختانون أنفسهم” (أى يدافع عنهم) لأنهم خآئنون يستخفون من ٱلناس ويزعمون أنّ ختنهم لأنفسهم شرع وعهد ودين. وبيّن له أنّهم كاذبون خانوا ويخونون ما جآءهم من رسالة وأنبيآء ويتمسكون بختن أنفسهم“.
وَذَلِكَ لأَنَّهُم بِخِتَانِهِم صَارُوا خَوَّانِيِنَ ءَاثِمِيِنَ!!!
مَعْ أَنَّ هَذَا الجَاهِل لَوْ رَجَعَ إِلَى القُرْءَانِ لَوَجَدَ تَفْصِيِلَ مَا يُبَيِّتُونَ مِنَ القَوْلِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى بِنَفْسِ السُّورَةِ، وَبَعْدَهَا بِأَيَاتٍ:
“وَيَقُولُونَ طَاعَةٌۭ فَإِذَا بَرَزُوا۟ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌۭ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِى تَقُولُ ۖ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾“.
فَصَارَ الكَلاَمُ فِى الأَيَةِ عَن الَّذِيِنَ يَخُونُونَ ءَامَانَاتِهِم، وَيَكْذِبُونَ عَلَى النَّبِىِّ، بِتَبْدِيِلِ كَلاَمِهِ، فَيَنْدَسُّونَ بِيْنَ المُؤْمِنِيِنَ عَلَى أَنَّهُم مِنْهُم لِيُمَارِسُوا إِفْكَهُم، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُم:
“..إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴿١٠٧﴾يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ ۚ… ﴿١٠٨﴾” النِّسَآء.
وَلَكِنَّ الجَهْلَ سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ خَوْضِ سَمِيِر فِى حُدُودِ اللهِ، وَلاَ شِفَآءَ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَعُودَ بِإِرَادَتِهِ.
11 ـ وَمَاقَالَهُ سَمِيِر مِنْ أَنَّ كَلِمَةَ “تَخْتَانُونَ” تَعْنِى الخِتَانَ، الَّذِى يُؤَدِّى بِدَوْرِهِ إِلَى الهَيَاجِ الجِنْسِىِّ، هُوَ جَهْلٌ مِنْهُ بِأَنَّ الَّذِى يُخْتَنُ مِنَ الذُّكُورِ يَفْقِدُ مَا يَقْرُبَ مِنْ 70% مِنْ إِحْسَاسِهِ بِلَذَّةِ الإِيِلاَجِ، وَيَصِلُ إِلَى 100% عِنْدَ الإِنَاثِ. فَقَلَبَ سَمِيِرُ بِجَهْلِهِ هَذِهِ الحَقِيِقَةِ لِيِجْعِلِ المَخْتُونَ هُوَ الأَكْثَرُ إِثَارَة، وَلِيَلْغُو بِجَهْلِهِ فِى الأَيَةِ بِمَا طَالَعْنَاهُ مِنْهُ.
● إِذًا وَبَعْدَ أَنْ عَرِفْنَا كَمَّ الجَهْلِ الضَّخْمِ الَّذِى يَتَمَتَّعُ بِهِ سَمِيِر؛ فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى بِسُورَةِ البَقَرَةِ عَنِ المُخْتَانِ المُؤْمِنِ:
“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَٱلْـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُوا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۚ…﴿١٨٧﴾“؟!
وَاضِحٌ أَنَّ المُؤْمِنَ المُخْتَانَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ عَلَى حِسَابِ نَفْسِهِ: “تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ”، فَكَانَ لِنَفْسِهِ عَلَيْهِ حَقًّا بِمُبَاشَرَةِ النِّسَآءِ، فَمَنَعَهَا إِيَّاهُ، وَدَفَعَهُ لِمَنَعِ المُبَاشَرَةِ غِيِابُ النَّصِّ، خَوْفًا مِنَ الوُقُوعِ فِى مَا قَدْ يَمَسُّ صِيَامَهُ، فَجَآءَت الأَيَةُ لِتَضَعَ عَنْهُم هَذِهِ المَشَقَّةَ، وتُحُدِّدُ لَهُم الحَدَّ بِالسَّمَاحِ لَهُم بِمُبَاشَرَةِ النِّسَآءِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ. وَالتَّوْبَةُ هُنَا كَمَا فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: “عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ “. وَالعَفْوُ جَآءَ لِمَا اقْتَرَفُوهُ مِنْ مَنْعٍ بَلاَ نَصٍّ.
● وَلَكِنَّ البَعْضَ قَدْ يَقُولُ: كَيْفَ يَكُونُ المُؤْمِنُ مُخْتَانًا وَقَدْ ذَمَّ اللهُ المُخْتَانَ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى:
“وَلَا تُجَـٰدِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴿١٠٧﴾” النِّسَآء.
وَالجَوَابُ: أَنَّ الاخْتِيَانَ وَحْدَهُ لَيْسَ مَذْمُومًا هُنَا، وَإِنَّمَا ذَمَّ اللهُ تَعَالَى الخَوَّانَ الأَثِيِمَ، الَّذِى كَانَت خِيَانَتَهُ الكَثِيِرَةَ مُقْتَرِنَةً بِالإِثْمِ، وَلِذَا قَالَ اللهُ عَنْهُ: “خَوَّانًا أَثِيمًا”، وَوَصَفَهُ اللهُ تَعَالَى فِى بَقِيَّةِ الأَيَاتِ بِمَا فِيِه مِنْ الاسْتِخْفَآءِ مِنَ النَّاسِ، وَتَبْيِيتِهِم مَا لاَ يَرْضَى مِنَ القَوْلِ؛ فَقَالَ:
“وَلَا تُجَـٰدِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴿١٠٧﴾يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴿١٠٨﴾” النِّسَآء.
هَامِش:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ رَاجِع مَقَال سَمِيِر: “تعقيب على مقال “ٱلحلال وٱلحرام“، عَلَى الرَّابِط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=102955
2 ـ فَقَالَ مُعَبِّرًا عَنْ جَهْلِهِ بِذَلِكَ:
“ٱلتآء فى كلمة “يختانون- تختانون- تختان- ختن- يختن” هى من أصل ٱلفعل “خَتَنَ” وليست مدخلة عليه.ٱنظر مرّة أخرى فى ٱلأفعال “طهر- سمع” فسترى دخول ٱلتآء علىٰۤ أصول ٱلفعل “تطهر- يتطهر- تطهرن- يسمع- تسمع- تستمع- يستمع”.وإذا نظرت فى كلمة “خان- خَوَنَ- خَيَنَ” فسترى أنّ أصولها “خن” يشارك كفّ ٱليد وٱلحوت فى بنآئها كلّ من ٱلثور “ا” وٱلوتد “و” وٱليد “ي”. وإن دخلت عليه ٱلتآء وهى علامة أينما دخلت يكون دخولها هكذا: “تخون- تخونين- يتخوّن- تتخوّن- تخونون”.وعندما يكون ٱسمًا يكون “خوَّان- خوَّانًا –خآئن –خآئنًا –خآئنون- خآئنين”. فٱلخوَّان وتده مشحون بقوّة رعديّة ومفتوح لتحرير قوّة خيانته ٱلتى لم تظهر بعد. وهو ليس أهلا للجدال عنه. وعندما تنطلق قوّة خيانته يظهر فعله وأثره فيكون ٱسمه “خآئن” ويبدل وتده ٱلمشحون بقوّة رعديّة بيدٍ موتّدة على ما تفعله بتودٍ مثانى “ئى”.وعليه فلا يكون للتآء من مشاركة فىٰۤ أصول ٱلكلمة وهى تشارك بما يزاد عليها “ختن- تختن“.
.
الاستاذ ايهاب
السلام عليكم ورحمة الله
آلمني هجومك الكاسح ونقدك اللاذع على باحث تميز كثيرا وابدع وهوالقدير سمير حسن ..فالرجل توفاه الله ولا نقول الا غفرالله له واسكنه فسيح جناته
قل ما شئت، ولكنك لو قرأت ما كتبه فى حياته ودعوت له بالرحمة فأنت مثله.
هذا رجل جبان خشى من المواجهة، وغضوب، ويُحب أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين، وبلاياه تفوق تصورك.
لقد علقت له على بعض بعض بعض انحطاطه فثار وشتم وسبّ، بعد أن ألغيت الصداقة واطمئن لعدم قدرتى على الرّدّ عليه فى صفحته، ولذا فقد نقلت المواجهة على النّت بعد فشل تنبيهى له ليتوقف عما بدأه.
رجل يدعوا لتعلم الحروف اليهودية، ويُحكمها فى فهم كتاب الله، ليُحرّف الكلم عن مواضعه، ودعا المؤمنات للجلوس بدون أى ملابس فى مواجهة المؤمنين بشرط عدم فرج فرجها، الخ الخ.
فاتق الله واعلم أنك مسئول عما تقول.