شَحْرُور: أَخْطَآءٌ فَادِحَةٌ فِى ٱلرِّبَوٰا۟ 2

.

إِذًا؛ فَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى عَنِ الرِّبَا بِأَنَّهُ يَرْبُوَا فِى أَمْوَالِ النَّاسِ قَطَعَ الطَرِيِقَ عَلَى المُمَاحَكَةِ وَالمُمُاحَلَةِ، حَتَّى يَنْتَهِى مَنْ يَخْشَاهُ عَنْ الخَوْضِ فِيِهِ، وَيَعْلَمُ:

1 ـ أَنَّ الكَلاَمَ فِى الأَيَةِ هُوَ عَنْ الرِّبَا التُّجَارِىِّ، الَّذِى يُعْطَى لِمَنْ لَدَيْهِ أَمْوَالٌ يُرِيِدُ زِيَادَتِهَا عَنْ طَرِيِقِ الاقْتِرَاضِ لِتَوْسِعَةِ أَعْمَالِهِ.

2 ـ أَنَّ المَالَ المُقْرَضُ لِلنَّاسِ بِزِيَادَةٍ هُوَ رِبًا لاَ يِرْبُوَا عِنْدَهُ تَعَالَى؛ بَلْ يَمْحَقُهُ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: “يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰا۟“، وَيُورِدُ صَاحِبَهُ أَسْوَأَ العِقَابِ، وَأَشَدَّ العَذَابِ.

أَمَّا القَوْلُ بِأَنَّ الرِّبَا لاَ يَكُونُ رِبًا إِلاَّ إِذَا وَصَلَ إِلَى حَدِّ المُضَاعَفَةِ فَهُوَ اسْتِغْرَاقٌ فِى الهَوَى، وَتَجَاهُلٌ لَلأَيَاتِ، وَاقْتِطَاعٌ لِلكَلاَمِ عَنْ سِيَاقِهِ، وَلَعِبٌ بِالنَّارِ، وَسَيَأتِى التَّعْقِيِبُ عَلَيْهِ لاَحِقًا.

.

2 ـ القُرُوضُ الرَّبَوِيَّةُ الاسْتِهْلاَكِيَّةُ:

وَسُمِّيَت هَذِهِ القُرُوضُ بِهَذِهِ التَّسْمِيَةِ لِدُخُولِهَا فِى اسْتِهْلاَكِ المُحْتَاجِيِنَ، وَالمَعْوُوزِيِنَ، وَقَدْ نَصَّ اللهُ تَعَالَى عَلَى هَذَا النَوْعِ مِنَ القُرُوضِ الرِّبَوِيَّةِ الاسْتِهْلاَكِيَّةِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ:

يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰا۟ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾“.

وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍۢ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍۢ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا۟ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٨٠﴾“.

فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ بِإِقْرَانِهِ بَيْنَ الرِّبَا وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ (كَبَدِيِلٍ يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ) أَنَّ القَرْضَ هُنَا مَنَاطُهُ هُوَ إِقْرَاضُ المُحْتَاجِيِنَ مِنَ المَسَاكِيِنِ وَالفُقَرَآءِ، وَالغَارِمِيِنَ الخ، كَمَا بَيَّنَ مِنَ الإِمْهَالِ انْتِفَآءُ القُدْرَةِ عَلَى السَّدَادِ.

وَبِذَلِكَ تَكُونُ الأَيَاتُ قَدْ شَمَلَت كُلَّ أَنْوَاعِ القُرُوضِ، وَلَيْسَ الخَاصُّ بِالفُقَرَآءِ دُونَ غَيْرِهِم. وَيَكُونُ الرِّبَا هُوَ فِعْلٌ قَبِيِحٌ، مُسْتَهْجَنٌ، فِى جَمِيِعِ أَحْوَالِهِ، وَهُوَ أَمْرٌ عَقْلِىٌّ مُتَّسِقٌ مَعَ المَنْطِقِ السَّلِيِمِ .

التَّالِى:

تَعْرِيِفُ البَيْعِ:

شَخْصُ المُرَابِىِّ:

بَيَانُ اللهِ لِقِبَحِ الرِّبَا:

بَيَانُ حُرْمَتِهِ:

النَّهْىُ عَنْهُ:

التَّعَامُلُ مَعَ المَوْجُودِ:

التَّرْغِيِبُ فِى ذَرْيِهِ:

النَّصُّ عَلَى الوَعِيِدِ:

 

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x