جَهْلُ سَمِيِر إِبْرَاهِيِم خَلِيِل حَسَن بِمَعَانِى الكَلاَمِ 8 / الفِعْلُ: نَظَر


 

يَقُولُ سَمِيِر عَنْ الفِعْل: “نَظَرَ”، بِكِتَابِهِ “منهاج العلوم“:

ٱلأفعال “نظر بصر رأى” تخلط ٱللغة دليل كل مِّنها فى ٱلأخر.

نظر” من أفعال ٱلقلب (دماغ فى ٱللغة). وتقول ٱللغة عنه ومعه ٱلفعل “رأى” أنه من أفعال ٱلقلب فيما تسميه “قواعد ٱلنحو”. أما ٱستعمالها له فيجرى علىۤ أنه من أفعال ٱلعين. وتخلط دليله فى دليل “بصر” ودليل “رأى”.

.

وَقَدْ يَقُولُ قَائِلٌ مَا بِأَنَّهُ قَصَدَ بِذَلِكَ ءَايَةً بِعَيْنِهَا، وَلَكِنَّنَا نَجِدُهُ يَقُولُ بِذَلِكَ عَلَى العُمُومِ، فِى كِتَابِهِ سَابِقِ الذِّكْرِ، وَفِى مَقَالٍ لَهُ تَحْتَ عُنْوَانِ: ” ٱلتحريف وأثره على ٱلإدراك“:

ٱلفعل “نظر” يجرى فى ٱلقلب على ٱلصورة. سوآء ءكانت منقولة نَّقلا مُّباشرًا أم كانت مُخرجة من أوعية ٱلفؤاد. وٱلقلب هو ٱلذى ينظر وفى نظره ٱلفكر وٱلتدبير وٱلصبر وٱلانتظار وٱلامهال وٱلتأجيل. ثم يأتى ٱلحكم. وفيه ٱلعلم وٱلوثق وٱلقضى. ويبين لنا ٱلبلاغ أن ٱلنظر وسيلة ٱلعلم بكيف بدأ ٱلخلق “فٱنظرواْ كيف بدأ ٱلخلق“.

.

.

وَهُوَ كَلاَمُ جَاهِلٍ بِأَيَاتِ الكِتَابِ. وَدَارِسُ القُرْءَانِ يَعْلَمُ بِمَدَى الجَهْلِ الَّذِى يَتَشَبَّعُ بِهِ هَذَاالكَلاَمُ الخَائِبُ، لاَ سِيَّمَا أَنَّهُ لَمْ يَأتِ مِنْ وَاقِعِ عِلْمٍ، أَوْ حَتَّى دِرَاسَةٍ لِمَا قَالَهُ رَبِّ العَالَمِيِنَ فِى كِتَابِهِ الكَرِيِم.فَالفِعْلُ: “نَظَرَ”، يَأتِىَ لِلعَيْنِ وَلِلقَلْبِ، بِحَسَبِ السِّيَاقِ، وَإِنْ كَانَت أَكْثَرُ مَوَارِدِهِ لِلقَلْبِ، وَيَكُونُ “نَظَرَ إِلَى”، بِمَعْنَى وَجَّهَ عَيْنَهُ إِلَى. وَمِنْ مُشْتَقَّاتِ الفِعْلِ “نَظَرَ” نَجِدُ مَثَلاً:

.

نَّظَرَ/ أَنظُرْ/ وَٱنظُرْ/ يَنظُرُ/ يَنْظُرُونَ/ تَنظُرُونَ/ ٱلنَّـٰظِرِينَ/فَٱنظُرُوا۟/

.

وَالمُشْتَقَّاتُ غَيْرَ ذَلِكَ كَثِيِرَةٌ، وَيَأتِى النَّظَرُ فِى بَعْضِهَا لِلعَيْنِ، كَمَا يَأَتِى لِلقَلْبِ. وَالفِعْلُ “نَظَرَ” يَأتِى كَفِعْلٍ لِلعَيْنِ، كَمَا فِى نَظَرِ مُوَسَى عَلَيْهِ السَّلاَم لِلجَبَلِ:

 

وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَـٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ قَالَ رَبِّ أَرِنِىٓ أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَىٰنِى وَلَـٰكِنِ ٱنظُرْ إِلَى ٱلْجَبَلِ فَإِنِ ٱسْتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوْفَ تَرَىٰنِى ۚ…﴿١٤٣﴾الأَعْرَاف.

وَلاَ عِلاَقَةَ لَهُ بِنَظَرِ قَلْبِ مُوسَى هُنَا!!!

.

وَكَنَظَرِ المُنَافِقِيِنَ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ:

وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌۭ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَىٰكُم مِّنْ أَحَدٍۢ ثُمَّ ٱنصَرَفُوا۟ ۚ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌۭ لَّا يَفْقَهُونَ ﴿١٢٧﴾التَّوْبَة.

وَلاَ عِلاَقَةَ لَهُ بِنَظَرِ قُلُوبِ المُنَافِقِيِنَ هُنَا!!!

.

وَكَنَظَرِهِم إِلَى النَّبِىِّ بِأَعْيُنِهِم:

أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِى يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ ۖ…﴿١٩﴾الأَحْزَاب.

وَمِثْلُهُ: وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا۟ ۖ وَتَرَىٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾الأَعْرَاف.

فَهُوَ نَظَرٌ بِعَيْنٍ بِلاَ إِبْصَارٍ، فَتَوَقَّف الأَمْرُ عِنْدَ العَيْنِ فَقَط.

.

وَكَنَظَرِ الظَّالِمِيِنَ إِلَى جَهَنَّم بِأَعْيُنِهِم:

وَتَرَىٰهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَـٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىٍّۢ ۗ…﴿٤٥﴾الشُّورَى.

.

إِذًا فَالطَّرِيِقَةُ الصَّوَابُ لِدِرَاسَةِ القُرْءَانِ تَقُومُ عَلَى الأَمْرِ الرَّبَّانِىِّ: “وَرَتِّلِ ٱلْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا“، وَلَكِنَّ سَمِيِر لاَ يَعْرِفُ الطَّرِيِقَةَ الصَّوَابَ لِدِرَاسَةِ وَتَحَمُّلِ القُرْءَانِ عَلَى القَلْبِ، فَقَالَ مَا قَالَهُ دُونَ عِلْمٍ، وَهُوَ جَهْلٌ مُمْتَدٌّ وَمُسْتَمِرٌّ كَثِيِرًا فِى كِتَابَاتِهِ كَمَا سَنَرَى.

وَنَلْتَقِى فِى دَلِيِلِ كَلِمَةٍ أُخْرَى مِنَ الكَلِمَاتِ الَّتِى لَغَى فِيِهَا سَمِيِر لِيُفْسِدَ مَعَانِى الأَيَاتِ وَيَلْغُوَا فِى كِتَابِ اللهِ.

.

تَحَرَّرَ فَجْرَ يَوْم السَّبْتِ المُوَافِقُ 22/11/2014 سعت 5.55 م

التَّعْلِيِقَاتُ مَفْتُوحَةٌ

المَقَالُ السَابِق: لاَ يُوجَد

المَقَالُ التَّالِى: تَحْتَ الإِنْشَآءِ