شُبُهُاتُ الخَلَف

يَهُمُّنِى أَنۡ أُشِيِرَ إِلَىٰ خَطَرٍ عَظِيِمٍ، يُحِيِقُ بِفِئَةٍ كَبِيِرَةٍ مِمَّنۡ يَظُنُّونَ أَنَّهُم عَلَىٰ دَرۡبِ كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ يَسِيِرُونَ، وَهُم أَحَدُ قَرۡنَىِّ ﭐلشَّيۡطَــٰنِ (مَجَازًا)، وَمِنۡ أَضَلِّ ﭐلۡفِرَقِ ﭐلَّتِى رَأَيۡتَهَا فِى حَيَوٰتِى.

فَهُم -بِدَايَةً- يَشۡتَرِكُونَ فِى كَوۡنِهِمۡ لَا يَتَّبِعُونَ مَا نَصَّ ﭐللَّهُ عَلَيۡهِ مِنۡ خُطُو1تٍ لِدِرَاسَةِ كَلَــٰمِهِ، وَﭐلَّتِى ذَكۡرۡتُهَا قَبْلًا بِاسۡمِ “ﭐلۡعِلۡمُ وَﭐلۡقُرۡءَانُ”، وَشَرَحۡتُ هَذِهِ ﭐلۡخُطُوَٰتِ بِالتَّفصِيلِ.

وَلِذَالِكَ فَإِنَّهُم أَفۡقَرُ ﭐلۡمُتَحَدِّثِينَ إِلَىٰ ذِكۡرِ نُصُوصٍ مِنۡ كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، وَلَا ءَايَةً وَاحِدَةً، إِلَّا عَلَىٰ سَبِيِلِ ﭐلتَّدۡلِيِسِ، وَﭐلۡجَهۡلِ، وَلَىِّ ﭐلۡاَعۡنَــٰقِ، وَتَقۡوِيِلِ ﭐلۡأَيَــٰتِ مَا لَيۡسَ فِيِهَا لِيُوَافِقَ بِذَٰلِكَ هَوَاهُم ﭐلۡمَرِيِضُ، ﭐلَّذِى دَفَعَهُم إِلَىٰ حُبِّ ﭐلظُّهُورِ، بِلِبَــٰسِ ﭐلۡعَــٰلِمِ بِكِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، وَهُم عَلَىٰ ﭐلنَّقِيِضِ لَيۡسَوا بِعُلَمَآءٍ، وَلَا حَتَّىٰ طُوَيۡلِبُوا عِلۡمٍ، بَلۡ هُم مِمَّنۡ يُحَرِّفُونَ ﭐلۡكَلِمَ عَنۡ مَوَاضِعِهِ، وَمِنۡ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِ، وَهُم يَحۡسَبُونَ أَنَّهُم يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا.

● وَكَانَ مِمَّا خَرَجُوا بِهِ عَلَىٰ ﭐلنَّاسِ بِحُجَّةِ ﭐلتَّجۡدِيِدِ، وَنَتَآىِٕجِ دِرَاسَتِهِم (ﭐلۡمُمۡتَنِعَةِ) لِكِتَــٰبِ ﭐللَّهِ -كَمَا زَعَمُوا- مِثۡلَ شَحۡرُورِ، أَنَّ ﭐلرِّبَوٰ مِنۡهُ مَاهُوَ حَرَامٌ، وَهُوَ ﭐلرِّبَوٰ ﭐلۡاسۡتِهۡلَاكِىُّ (لِلفُقَرَآءِ)، وَمِنۡهُ مَا هُوَ لَيۡسَ بِحَرَامٍ، وَهُوَ ﭐلرِّبَوٰ ﭐلتُّجَارِىُّ (لِرِجَالِ ﭐلۡأَعۡمَــٰلِ)، وَإِنَّمَا هُوَ حَلَالٌ، مَعَ قَوۡلِ ﭐللَّهِ عَنِ ﭐلرِّبَوٰ:

“وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن رِّبًۭا لِّيَرْبُوَا۟ فِىٓ أَمْوَ‌ٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرْبُوا۟ عِندَ ٱللَّهِ ۖ وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن زَكَوٰةٍۢ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ ﴿٣٩﴾”.

وَﭐنۡتَبِهُوا إِلَىٰ أَنَّ ﭐللهَ قَالَ هُنَا عَنِ ﭐلرِّبَوٰ أَنَّهُ يَرۡبُوَاْ فِى أَمۡوَالِ ﭐلنَّاسِ، أَىۡ أَنَّ ﭐلنَّاسَ ﭐلَّذِيِنَ ﭐسۡتَلَمُوا ﭐلۡمَالَ، كَانَ عِنۡدَهُم مَالٌ هُم أَيۡضًا، وَجَآءَ ﭐلرِّبَوٰ لِيَرۡبُوَاْ فِى أَمۡوَالِهِم، وَهُوَ مَا يُسَمَّىٰ ﭐلۡأَنَ بِتَوۡسِيِعِ ﭐلۡأَعۡمَــٰلِ، وَهُوَ رِبَوٰ تُجَارِىٌّ كَمَا زَعَمَ. فَجَآءُ ﭐلۡمُتَعَصۡرِنُ (ﭐلۡجَاهِلُ بِكَلَــٰمِ ﭐللَّهِ عَلَىٰ مَدَىٰ عُمۡرِهِ) لِيُحَرِّفَ ﭐلۡكَلِمَ مِنۡ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِ، وَلۡيُحَلِّلَ مَا حَرَّمَهُ ﭐللَّهُ، وَكَأَنَّهُ لَمۡ يَسۡمَعُ يَوۡمًا بِقَوۡلِ ﭐللَّهِ فِى ﭐلرِّبَوٰ:

“ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَوٰا۟ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِى يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مِنَ ٱلْمَسِّ ۚ ذَ‌ٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَوٰا۟ ۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟ ۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوْعِظَةٌۭ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ ﴿٢٧٥﴾ يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰا۟ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾”.

● وَمِنۡهُم مَنۡ خَرَجَ عَلَيۡنَا بِمَقُولَةِ أَنَّ ﭐللهَ لَا يَعۡلَمُ بِمَا سَيَعۡمَلُهُ ﭐلنَّاسُ، وَإِنَّمَا يَعۡلَمُ ﭐلِاحۡتَمَالَاتِ ﭐلۡمُمۡكِنَةِ، وَهُوَ هُنَا أَيۡضًا هَذَا ﭐلشَّحۡرُورُ، وَغَيۡرُهُ ﭐلۡكَثِيِرُونَ، وَقَدۡ فَاتَهُ وَفَاتَهُم، وَغَفَلَ وَغَفِلُوا عَنۡ عَشَرَاتِ ﭐلۡأَيَــٰتِ ﭐلَّتِى تَرۡبُوَاْ عَلَىٰ ﭐلمِا۟ئَةِ ءَايَةٍ يَضِيِقُ ﭐلۡمَجَالُ بِهِم، كُلُّهُم يُثۡبِتُونَ ﭐلۡعِلۡمَ للَّهِ بِمَا سَيَفۡعَلُهُ ﭐلۡعِبَادُ، وَلَكِنَّ هَذَا لَمۡ يُغَيِّرۡ مِنَ ﭐلۡجَــٰهِلِ شَيۡئًا، وَلَمۡ يَعۡتَذِرۡ طُولَ حَيَوٰتِهِ، وَمَضَىٰ فِى سَبِيِلِهِ إِلَىٰ أَنۡ مَاتَ مِنۡ أَيَّامٍ قَلِيِلَةٍ، وَهُوَ إِلَىٰ ﭐلۡيَوۡمِ ﭐلۡأَخِيِرِ، وَهُوَ عَلَىٰ مَا هُوَ عَلَيۡهِ.

وَمَا قَدَرَ ﭐللهَ حَقَّ قَدۡرِهِ، وَلَا قَدَرُوا، وَﭐلسَّمَــٰوَٰتُ مَطۡوِيِّاتٌ بِيَمِيِنِهِ، وَلَوۡ كَانَ سَألَ رَبَّهُ عَنۡ عِلۡمِهِ لَوَجَدَهُ قَدۡ قَالَ فِى كِتَــٰبِهِ، أَنَّ عِلۡمَهُ سُبۡحَــٰنَهُ ثَلَــٰثَةُ عُلُومٍ كَالتَّــٰلِى::

أَوَّلَاً: عِلۡمٌ مُسۡتَقۡبَلِىٌّ بِكُلِّ مَا سَيَكُونُ كَيۡفَ سَيَكُونَ قَبۡلَ كَوۡنِهِ، وَفِيِهِ قَالَ تَعَــٰلَىٰ:

“وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَآ إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍۢ فِى ظُلُمَـٰتِ ٱلْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍۢ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍۢ مُّبِينٍۢ ﴿٥٩﴾” ﭐلۡأَنۡعَــٰم.

“مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِىٓ أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍۢ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ ۚ إِنَّ ذَ‌ٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌۭ ﴿٢٢﴾” يُونُس.

وَقَالَ سُبۡحَــٰنَهُ عَنۡ أَعۡمَــٰلِ ﭐلۡعِبَــٰدِ ﭐلۡمُسۡتَقۡبَلِيَّةِ:

“وَأُوحِىَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ ءَامَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَـٰطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا۟ ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾” هُود.

بَلۡ إِنَّ ﭐللهَ نَقَلَ بِكِتَــٰبِهِ حُوَارَاتٍ بَيۡنَهُ وَبَيۡنَ خَلۡقِهِ يَوۡمَ ﭐلۡقِيَــٰمَةِ، وَيَوۡمُ ﭐلۡقِيَــٰمَةِ لَمۡ يَأتِ بَعۡدُ، فَذَكَرَ سُبۡحَــٰنَهُ حُوارَهُ مَعَ عِيِسَىٰ كَمَا ذَكَرۡتُ مِنۡ صَحۡفَةِ 37 إِلَىٰ صَحۡفَةِ 40، ثُمَّ ذَكَرَ مَا قَالَهُ عِيسَىٰ وَهُوَ لَمۡ يَقُلۡهُ بَعۡدُ. وَكَذَٰلِكَ حُوَارَاتُ أَهۡلِ ﭐلۡجَنَّةِ مَعَ أَهۡلِ ﭐلنَّارِ، وَهِىَ لَمۡ تَحۡدُثۡ بَعۡدُ، وَحُوارُ ﭐلشَّيۡطَــٰنِ مَعَ رَبِّهِ، وَمَعَ أَهۡلِ ﭐلنَّارِ، وَحُوارُ ﭐللَّهِ مَعَ أَهۡلِ جَهَنَّمِ، وَعِلۡمُ ﭐللَّهِ بَأَنَّ نَبِيَّهُ لَنۡ يَقَعَ فِى شِرۡكٍ مُسۡتَقۡبَلًا؛ فَغَفَرَ لَهُ مَا تَأخَّرَ مِنۡ ذَنۢبِهِ، وَهُوَ لَمۡ يَحۡدُثۡ بَعۡدُ، وَكَذَٰلِكَ أَمۡرُ ﭐللَّهِ لِأُمِّ مُوسَىٰ بِأَنۡ تُلۡقِى بِمَوۡلُودِهَا فِى ﭐليَّمِّ، مُعۡلِمًا إِيَّاهَا بِأَنَّ عَدُوًّا لَهُ سُبۡحَــٰنَهُ وَلِمُوسَىٰ سَيَأخُذَهُ، ثُمَّ يُعِيِدُهُ ﭐللَّهُ إِلَيۡهَا مَرَّةً أُخۡرَىٰ، فَتَكُونَ مُرۡضِعَتَهُ بِقَصۡرِ فِرۡعَوۡنَ، وَأَيۡضًا مَا قَصَّهُ ﭐللَّهُ عَلَىٰ نَبِيِّهِ مِمَّا سَيَقُولُهُ ﭐلۡمُنَــٰفِقُونَ، وَﭐلسُّفَهَآءَ، وَمَا سَيَحۡدُثُ مِنۡ بَنِى إِسۡرَآىِٕيِلَ مِنۡ إِفۡسَــٰدٍ فِى مُسۡتَقۡبَلِ ﭐلۡاَيَّامِ، وَﭐلۡأَيَــٰتُ كَثِيِرَةٌ جِدًّا فِى بِيِــٰنِ أَنَّ ﭐللهَ يَعۡلَمُ مَا سَيَكُونُ مِنۡ قَبۡلِ أَنۡ يَكُونَ مِنۡ أَعۡمَــٰلِ ﭐلۡعِبَــٰدِ.

ثَانِيًا: عِلۡمٌ بِمَا سَيَكُونُ بَعۡدَ حُدُوثِهِ، وَبِالطَّبۡعِ فَإِنَّ ﭐلۡعِلۡمَيۡنِ مُتَطَابِقَانِ، وَﭐلۡفَرۡقُ بِيۡنَ ﭐلۡعِلۡمَيۡنِ أَنَّ هَذَا ﭐلۡاَخِيِرَ هُوَ عِلۡمٌ بِالۡوَاقِعِ، وَهُوَ ﭐلَّذِى عَلَيۡهِ ﭐلۡحِسَــٰبُ، وَﭐلۡعَذَابُ، وَﭐلثَّوَابُ.

ثَالِثًا: عِلۡمٌ بِمَا لَمۡ يَكُنۡ، كَيۡفَ كَانَ سَيَكُونُ لَوۡ كَانَ. وَهُوَ كَثِيِرٌ فِى كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، كَقَوۡلِهِ تَعَــٰلَىٰ:

“وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًۭا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّوا۟ فِيهِ يَعْرُجُونَ ﴿١٤﴾ لَقَالُوٓا۟ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَـٰرُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌۭ مَّسْحُورُونَ ﴿١٥﴾” ﭐلۡحِجۡر.

” وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَـٰبًۭا فِى قِرْطَاسٍۢ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِنْ هَـٰذَآ إِلَّا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿٧﴾” ﭐلۡأَنۡعَــٰم.

فَهَذَا مَبۡلَغُ ﭐلجَاهِلِيِنَ مِنۡ كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ.

● وَمِنۡ هَؤُلَآءِ ﭐلۡجَهَــٰبِذَةِ مَنۡ قَالَ بِاَنَّ ﭐلۡمَرۡأَةَ لَهَا أَنۡ تَجۡلِسَ بِدُونِ مَلَابِسٍ مَعَ ﭐلۡأَغۡرَابِ، عَلَىٰ ﭐخۡتَلَافٍ بَيۡنِهِم، فَمۡنۡهُم مَنۡ هُوَ مِثۡلُ ﭐلشَّحۡرُورِ، ﭐلَّذِى قَالَ بِأَنَّهُ عَيۡبٌ مُخَالِفٌ لِلأَعۡرَافِ، وَمِنۡهُم مَنۡ هُوَ مِثۡلُ سَمِيِرِ إِبۡرَاهِيِم خَلِيِل حَسَنۡ، ﭐلَّذِى قَالَ لَا شَىۡءَ فِى ذَٰلِكَ، وَلَا عَيۡبَ، مَعَ قَوۡلِ ﭐللَّهِ ﭐلۡوَاسِعِ ﭐلۡمَبَيَّنِ وَﭐلۡمُبَيِّنِ، وَﭐلمُفَصَّلِ وَﭐلۡمُفَصِّلِ، فِى كِتَــٰبِهِ عَنۡ لِبَــٰسِ ﭐلۡمَرۡأَةِ وَزِيِنَتِهَا، وَأَنَّ لَهَا أَرۡبَعَةَ مَرَاتِبٍ فِى لِبَاسِهَا، بَدۡءًا مِنۡ ﭐلِّبَاسِ ﭐلَّذِى يَسۡتُرُ ﭐلۡعَوۡرَاتِ، ثُمَّ ﭐلَّذِى يُضۡرَبُ عَلَىٰ ﭐلۡجُيُوبِ، ثُمَّ ﭐلۡجِلۡبَــٰبُ ﭐلَّذِى يُدۡنَىٰ فَلَا يُظۡهۡرُ مِنۡهَا إِلَّا رَأسَهَا وَكَفَّيۡهَا إِلَىٰ مَا فَوۡقِ ﭐلۡمِعۡصَمَيۡنِ، ثُمَّ ﭐلثِّيَــٰبُ فَوۡقَ ﭐلۡجِلۡبَــٰبِ، فَلَا يَهۡتَزُ مِنۡ زِيِنَتِهَا ﭐلَّتِى زَيَّنَهَا ﭐللَّهُ بِهَا شَيۡئًا.

لَقَدۡ أَفۡضَىٰ هَؤُلَآءُ إِلَىٰ نَحۡبِهِم، وَحِسَــٰبُهُم عَلَىٰ ﭐللَّهِ، وَلَكِنِّى عَلَيۡهِم مِنَ ﭐلشَّــٰهِدِيِنَ.

● وَمِنۡهُم ﭐلۡكَثِيِرُونَ مِمَّنۡ قَالَوا بِجَهۡلٍ وَجُرۡءَةٍ، إِنَّ شَهۡرَ رَمَضَانَ لَيۡسَ هُوَ شَهۡرُ رَمَضَانَ، وَاَنَّهُ ثَابِتٌ بَيۡنَ ﭐلۡأَشۡهُرِ ﭐلشَّمۡسِيَّةِ، وَفِى سَبِيِلِ تَمۡرِيِرِ ذَالِكَ فَقَدۡ كَتَبَ أَحَدَهُم (عَلَىٰ سَبِيِلِ ﭐلۡمِثَالِ) بَحۡثًا لِإِثۡبَاتِ هَذَا ﭐلۡخَرۡصِ، دَوَّنَهُ مِنۡ خَلَالِ 25598 كَلِمَةً، لَا عِلَاقَةَ لَهُمۡ بِأَيَةٍ وَاحِدَةٍ مَنۡ كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، وَجَآَءَ بِالۡعَجَبِ ﭐلۡعُجَــٰبِ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَلَىٰ شَىۡءٍ، وَيَتَبَاكَىَ عَلَىٰ هَجۡرِ ﭐلۡقُرۡءَانِ، وَقَدۡ كَتَبۡتُ مِنۡ قَبۡلٍ كُتَيِّبًا رَدَدۡتُ فِيِهِ عَلَىٰ هَذِهِ ﭐلشُّبُهَــٰتِ حَــٰلِكَةِ ﭐلسَّوَادِ حَوۡلَ ﭐلۡمَوَاقِيِتِ، لَيۡسَ لِى فِيِهَا رَأىٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّمَا ﭐلۡأَيَــٰتُ وَفَقَطۡ.

فَانۡظُرُوا -رَحِمَكُم ﭐللَّهُ- لِتَذَبۡذُبِهِم لَمَّا عَبَثُوا، وَكَيۡفَ تَنَاقُضَ ﭐلۡوَاحِدُ مِنۡهُم فِى قَوۡلِهِ فِى ﭐلۡمَوۡضِعِ ﭐلۡوَاحِدِ، لَمَّا تَرَكَ ﭐلۡهُدَىٰ وَﭐلنُّورَ ﭐلۡمُنَزَّلَ مِنۡ رَبِّ ﭐلۡعَــٰلَمِيِنَ.

وَلِذَا فَإِنَّنِى أَنۡصَحُ لِكُلِّ مَنۡ يَقۡرَأُ كَلَــٰمِى أَنۡ يَتَرَيَّثَ فِى فَهۡمِ كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، وَلَا يَعۡجَلَ بِفَهۡمِهِ إِلَّا مِنۡ بِعۡدِ أَنۡ يُرَتِّلَ ﭐلۡأَيَــٰتِ، وَيَخۡتَبِرَ فَهۡمَهُ، وَيُنَاقِشَهُ مَعَ غَيۡرِهِ مِمَّنۡ عَرِفَ جَدَّهُم فِى تَحۡصِيِلِ دَلَالَاتِ كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، وَلَا يَهۡتَمُّ بِالۡإِعۡلَامِ، وَحُبِّ ﭐلظُّهُورِ، وَاَنۡ يُشِيِرَ لَهُ ﭐلنَّاسُ عَلَىٰ أَنَّهُ ﭐلۡفَهَّامَةُ، ﭐلۡعَلَّامَةُ، ﭐلۡمُخۡتَلِفُ عَنِ ﭐلنَّاسِ لِعِلۡمٍ أَدۡرَكَهُ، وَهُوَ سَآىِٕرٌ فِى رَكۡبِ ﭐلشَّيۡطَــٰنِ، فَيَهۡلَكُ عَلَىٰ جَهۡلِهِ، بِلَا أَىِّ عُذۡرٍ لَهُ.

وَإِلَىٰ لِقَآءٍ عَلَىٰ صُحُفِ كِتَــٰبِ “ﭐلتَّقۡوَىٰ وَﭐلۡإِحۡسَــٰنِ”، حَيۡثُ سَأُحَاوِلُ حَصۡرَ أَفۡعَــٰلِ ﭐلتَّقۡوَىٰ، ﭐلَّتِى تَرَكۡتُهَا هُنَا لِضِيِقِ ﭐلۡمَجَالِ، عَلَىٰ كَثۡرَتِهَا، وَتَنَوُّعِهَا:

كَاعۡتَزَالِ ٱلنِّسَآءِ فِى ٱلۡمَحِيضِ بِلَا ﭐقۡتِرَابٍ، حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَ، وَأَلَّا يُجۡعَلَ ﭐللهَ عُرۡضَةً لِأَيۡمَــٰنِ ﭐلۡمُؤۡمِنِيِنَ، وَعَدَمِ حِلِّ أَنۡ تَكۡتُمَ ﭐلۡمَرۡأَةُ مَا فِى رَحۡمِهَا، وَعَدَمِ ﭐلۡجُلُوسِ مَعَ مَنۡ يَكۡفُرُوا بِأَيَــٰتِ ﭐللَّهِ، وَيَسۡتَهۡزِءُوا بِهَا، وَﭐلدُّخُولِ فِى ﭐلسِّلۡمِ، وَذَرۡىِ ﭐلرِّبَوٰ، . . . الخ، الخ.

كُلُّ مَا سَبَقَ وَزِيَادَةً عَلَيۡهِ، هُوَ كَرُءُوسِ مَوَاضِيِعٍ، دُونَ مَلۡءِ مَا تَحۡتَهَا، وَأَنۡتُم مَنۡ عَلَيۡهِ أَنۡ يَمَلَأَ مَا تَحۡتَ هَذِهِ ﭐلۡعَنَــٰوِينِ بِجُهۡدِكُمۡ وَدِرَاسَتِكُم لِكِتَــٰبِ رَبِّكُم، فَالۡعِلۡمُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِكِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، وَﭐللَّهُ هُوَ رَبُّكُم، وَأَنۡتُم ﭐلۡمُخَــٰطَبُونَ بِكَلَــٰمِ ﭐللَّهِ، فَإِنۡ أَخَذۡتُم مِنۡ أَحَدٍ صَارَ رَبَّكُم، فَلَا تَقۡبَلُوا ﭐلدَّنِيَّةَ، وَقَدۡ وَهَبَكُمُ ﭐللَّهُ ﭐلۡقُدۡرَةَ، وَﭐلۡوَعۡىَ، لِتَكُونُوا مُخَاطَبِيِنَ بِكَلَــٰمِهِ سُبۡحَــٰنَهُ، فَانۡطَلِقُوا لِيَكُونَ لَكُمۡ مَقۡعَدَ صِدۡقٍ عِنۡدَ مَلِيِكٍ مُقۡتَدِرٍ، بَعۡدَ أَنۡ عَلِمۡتُم أَنَّ ﭐلۡشَّجَرَةَ الطَّيِّبَةَ هِىَ كُلُّ أَمۡرٍ مِنَ ﭐللَّهِ تَعَـٰلَىٰ أَمَرَ بِهِ فِى كِتَـٰبِهِ، أَوۡ نَهۡىٍ مِنَ ﭐللَّهِ، نَهَى عَنۡهُ، مِنَ ﭐلفَاتِحَةِ إِلَىٰ ﭐلنَّاسِ، وَلِذَا فَهِىَ مَجۡمُوعَةِ ﭐلقَوۡلِ ﭐلثَّابِتِ، ﭐلَّذِى يُثَبِّتُ ﭐللَّهُ بِهَا ﭐلَّذِيِنَ ءَامَنُوا فِى ﭐلحَيَوٰةِ ﭐلدُّنۡيَا، وَفِى ﭐلأَخِرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَـٰلَىٰ وَاصِلًا كَلَـٰمَهُ بَعۡدَ وَصۡفِ ﭐلۡكَلِمَةِ ﭐلۡخَبِيِثَةِ:

“يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِى ٱلۡءَاخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَ ۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ﴿٢٧﴾ “.

أَسَألَ ﭐللَّهُ أَنۡ يَنۡفَعَ بِكَلَــٰمِى هَذَا مَنۡ يُوَقِّرُونَ كَلَــٰمَ ﭐللَّهِ فِى قُلُوبِهِم، وَلَا يَتَجَرَّءُونَ عَلَيۡهِ، وَتَرَكُوا عَنَانَهُم لِيُسَاقُوا مِنۡ غَيۡرِهِم:

“…قَدْ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌۭ وَكِتَـٰبٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿١٥﴾ يَهْدِى بِهِ  ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَ‌ٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِۦ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌ٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ﴿١٦﴾ “.

ﭐنۡتَبِهُوا إِلَىٰ أَنَّ ﭐللهَ قَالَ: “يَهْدِى بِهِ”، وَلَمۡ يَقُلۡ: بِهِمَا؛ مَا يَدُلُّ عَلَىٰ أَنَّهُمَا شَىۡءٌ وَاحِدٌ، فَالۡكِتَــٰبُ ﭐلۡمُبِيِنُ هُوَ ﭐلنُّورُ ﭐلۡأَتِى مِنَ ﭐللَّهِ تَعَــٰلَىٰ.

“فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلْنَا ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌۭ”.

“وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌۭ وَرَحْمَةٌۭ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًۭا ﴿٨٢﴾“.

“وَلَا يَزِيدُ ٱلْكَـٰفِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًۭا ۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلْكَـٰفِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًۭا “.

● ● ●

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x