لِمَاذَا لَا يَرۡضَوۡنَ بِالۡقُرۡءَانِ فَقَطۡ؟!

كَتَبۡتُ هَذَا ﭐلۡمَقالَ رَدًّا عَلَىٰ جَهُولِيَةِ مُشتهرى فِى مَقَالِهِ يوم 10/8/2020 بعُنوان:

“مقال الاثنين”

وَأَنَا مُتَأَكِّدٌ أَنَّهُ لَوۡ كَانَ فِى عُرُوقِهِ نُقۡطَةُ دَمٍ وَاحِدَةٍ، تَحۡمِلُ ذَرَّةً وَاحِدَةً مِنَ ﭐلۡخَجَلِ وَﭐلۡحَيَآءِ وَﭐلۡكَرَامَةِ، لَمَا نَطَقَ بَعۡدَ ﭐلۡيَوۡمِ، وَلَتَوَٰرَىٰ وَرَآءَ حِجَابِ ﭐلۡخَرَسِ مَا بَقِىَ هُوَ وَسَادِنَاهُ.

1 – قال ﭐلۡجَهُولُ أَوَّلَ مَا كَتَبَ:

“لقد أمر الله تعالى المسلمين أن يكونوا شهداء على الناس” اهـ.

  • ● وَلأِنَّهُ مُتَعَالِمٌ، عَشۡوَآىِٕىٌّ، مُنۡقَطِعٌ عَنِ ﭐلۡقُرۡءَانِ؛ فَقَدۡ كَانَتۡ أَوَّلُ جَهُولِيَّةٍ لِمُشتهرى هُنَا هِىَ أَنَّهُ جَعَلَ ﭐلشَّهَــٰدَةَ أَمۡرًا مِنَ ﭐللَّهِ فِى قَوۡلِهِ سُبۡحَــٰنَهُ: “وَتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ “، فَقَالَ:

“لقد أمر الله تعالى المسلمين أن يكونوا شهداء على الناس:

{وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}” اهـ .

  • مَعَ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ أَمۡرٌ فِى ﭐلۡاَيَةِ، وَإِنَّمَا إِخۡبَارٌ، وَﭐلۡفِعۡلُ: “وَتَكُونُوا” هُوَ فِعۡلٌ مُضَارَعٌ نَاقِصٌ مَعۡطُوفٌ عَلَىٰ مَا قَبۡلَهُ، وَمَنۡصُوبٌ بِحَذۡفِ النُّونِ، فَأَيۡنَ ﭐلۡاَمۡرُ فِى ﭐلۡأَيَةِ؟!
  • أَيۡضًا فَإِنَّ ﭐلشَّهَــٰدَةَ هِىَ أَمۡرٌ تِلۡقَآىِٕىٌّ، وَﭐضۡطِّرَارِىٌّ بِحُكۡمِ ﭐلۡوَعۡى، وَﭐلۡحُضُورِ، وَلَا عِلَاقَةَ لَهَا بِالۡأَمۡرِ.
  • وَلِأَنَّ مشتهرى يَجۡهَلُ صِيَغَ ﭐلۡأَمۡرِ فِى ﭐلِّسَانِ (فِى لُغَتِهِ ﭐلۡعَرَبِيَّةِ)، فَهُوَ لَا يَعۡلَمُ ﭐلۡفَرۡقَ بَيۡنَ ﭐلۡإِخۡبَارِ، وَبَيۡنَ ﭐلۡأَمۡرِ، بِرَغۡمِ أَنَّهُ نَصَّبَ نَفۡسَهُ مُعَلِّمًا لِلُّغَةِ ﭐلۡعَرَبِيَّةِ مِنۡ خِلَالِ سَرِقَاتِهِ ﭐلۡغَزِيرَةِ، كَمَا بَصۜطۡنَاهَا سَلَفًا. وَقَدۡ سَبَقَ لَهُ ﭐلۡخَلۡطُ بَيۡنَ ﭐلۡفِعۡلِ ﭐلۡأَمۡرِ، وَبَيۡنَ ﭐلۡفِعۡلِ ﭐلۡمُضَارَعِ هَذَا مِرَارًا.
  • فَفِى مَقَالٍ سَطَرَهُ لِيَتَعَالَمَ عَلَىٰ مَنۡ هُمۡ أَجۡهَلُ مِنۡهُ، بِتَارِيخِ 30 أَبۡرِيل 2020 بِاسۡمِ: “لغة القرآن: الدرس 7″، جَعَلَ ﭐلۡفِعۡلَ ﭐلۡمُضَارَعَ “يُرْضِعْنَ” فِعۡلَ أَمۡرٍ؛ فِى قَوۡلِهِ تَعَــٰلَىٰ:

“وَٱلْوَ‌ٰلِدَ‌ٰتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ “.

فَقَالَ إِنَّ ﭐلۡفِعۡلَ: “يُرْضِعْنَ ” هُوَ فِعۡلُ أَمۡرٍ.

  • وَكَرَّرَ ذَٰلِكَ فِى قَوۡلِ ﭐللَّهِ تَعَــٰلَىٰ:

“وَٱلْمُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَـٰثَةَ قُرُوٓءٍۢ “.

فَقَالَ إِنَّ ﭐلۡفِعۡلَ: ” يَتَرَبَّصۡنَ” هُوَ فِعۡلُ أَمۡرٍ.

فَهَذِهِ لَيۡسَت أَوَّلَ أَوۡ ءَاخِرَ جَهۡلِهِ فِى ﭐلۡخَلۡطِ بَيۡنَ ﭐلۡاَزۡمِنَةِ. وَلِذَٰلِكَ وَجَدۡنَاهُ لَا يَعۡلَمُ ﭐلۡفَرۡقَ بَيۡنَ ﭐلۡإِخۡبَارِ: “وَتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاس“، وَبَيۡنَ ﭐلۡأَمۡرِ (ﭐلۡمُنۡعَدِمِ): “كُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ“.

  • ● 2 – وَلَمۡ تَتَوَقَّفۡ جَهُولِيَّةُ مشتهرى فِى هَذِهِ ﭐلۡجُمۡلَةِ عِنۡدَ هَذَا ﭐلۡحَدِّ، وَلۡنُعِيدَ ﭐلنَّظَرَ لِجُمۡلَتِهِ ﭐلۡفَآىِٕتَةِ مَرَّةً أُخۡرَىٰ، فَنَجِدُ:

“لقد أمر الله تعالى المسلمين أن يكونوا شهداء على الناس:

{وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}” اهـ .

  • فَخَصَّ مُشۡتُهرى ﭐلۡخِطَابَ بِالۡمُسۡلِمِينَ، وَهُوَ مَا لَمۡ يَأتِ بِالۡقُرۡءَانِ وَلَا لِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ. فَضۡلًا عَنۡ أَنَّ ﭐلۡأَيَةَ فِعۡلًا تُخَاطِبُ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ، وَلۡنَرَىٰ:

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱرْكَعُوا۟ وَٱسْجُدُوا۟ وَٱعْبُدُوا۟ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُوا۟ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ ﴿٧٧﴾ وَجَـٰهِدُوا۟ فِى ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦ ۚ هُوَ ٱجْتَبَىٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَ‌ٰهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعْتَصِمُوا۟ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلَىٰكُمْ ۖ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ ﴿٧٨﴾“.

فَنَجِدُ ﭐلۡاَيَــٰتِ تُخَاطِبُ ﭐلَّذِينَ ءَامَنُوا، وَتَأمُرَهُمۡ بِالرِّكُوعِ وَﭐلسُّجُودِ، وَﭐلۡعِبَــٰدَةِ، وَﭐلۡجِهَــٰدِ فِى ﭐللَّهِ حَقَّ جِهَــٰدِهِ، مُبَيِّنًا سُبۡحَــٰنَهُ أَنَّهُ ﭐجۡتَبَــٰهُمۡ، وَمُخۡبِرًا إِيَّاهُم أَنَّهُ مَا جَعَلَ عَلَيۡهِمۡ فِى ﭐلدِّينِ مِنۡ حَرَجٍ، مِلَّةَ أَبِيهِم إِبْرَ‌ٰهِيمَ، ﭐلَّذِى سَمَّاهُمۡ “ﭐلۡمُسۡلِمِينَ” مِنۡ قَبۡلِ، وَيُخۡبِرَهُمۡ أَنَّ ﭐلرَّسُولَ سَيَكُونَ شَهِيدًا عَلَيۡهِم، وَسَيَكُونُواْ هُمۡ شُهَدَآءَ عَلَىٰ ﭐلنَّاسِ؛ وَلِذَا فَقَدۡ أَمَرَهُمۡ بِإِقَامَةِ ﭐلصَّلَوَٰةِ، وَإِيتَآءِ ﭐلزَّكَوَٰةِ، وَﭐلِاعۡتِصَــٰمِ بِاللَّهِ.

فَكُلُّ ﭐلَّذِى أَمَرَ ﭐللَّهُ بِهِ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَوَامِرٍ بِالۡقُرۡءَانِ، سَوَآءٌ بِالسُّجُودِ، أَوِ ﭐلرُّكُوعِ، أَوِ ﭐلۡعِبَــٰدَةِ، أَوِ ﭐلۡجِهَــٰدِ فِى ﭐللَّهِ حَقَّ جِهَــٰدِهِ، وَإِقَامَةِ ﭐلصَّلَوَٰةِ، وَإِيتَآءِ ﭐلزَّكَوَٰةِ، وَﭐلِاعۡتِصَــٰمِ بِاللَّهِ، كَانَ لِرَفۡعِ مَكَانَتِهِم إِلَىٰ مَقَامِ ﭐلۡمُسۡلِمِينَ، وَلِكَىۡ يَكُونُوا مُسۡتَحِقِّينَ لِلقِيَــٰمِ عَلَىٰ ﭐلنَّاسِ بِالشَّهَادَةِ ﭐلۡمَبۡنِيَّةِ عَلَىٰ ﭐلۡعِلۡمِ وَﭐلرَّبَّانِيَّةِ، يَوۡمَ ﭐلشَّهَــٰدَةِ.

وَلَكِنَّ مُشۡتُهُرِى رَجُلٌ عَشۡوَآىِٕىٌّ جَهُولٌ، غَيۡرُ دَارِسٍ لِمَا يَقُولُ، وَمُنۡقَطِعٌ عَنِ ﭐلۡقُرۡءَانِ فِى كُلِّ لَفۡظٍ يَلۡفُظُهُ، أَوۡ يَخُطُّهُ، فَرَفَعَ مَكَانَتَهُم دُونَ رَافِعٍ بَعۡدُ، وَكَأَنَّهُمۡ فَعَلُوا كُلَّ ﭐلۡمَطۡلُوبِ مِنۡهُم.

  • ثُمَّ نَسۡتَكۡمِلُ بَقِيَّةَ ﭐلۡفَقۡرَةِ، فَنَجِدُ:

“لقد أمر الله تعالى المسلمين أن يكونوا شهداء على الناس: {وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}

وأن يُخرجوهم من الظلمات إلى النور:

{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}

والخطاب وإن كان للرسول: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ} إلا أنه وفق علم السياق عام للمؤمنين جميعا” اهـ .

  • ● 3 – وَهُنَا نَجِدُ جَهُولِيَّةَ مشتهرى تَتَوَاصَلُ وَتَمۡتَدُّ لِتَجۡعَلَ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ هُمۡ مَنۡ يُخۡرِجُونَ ﭐلنَّاسَ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ، بَيۡنَمَا أَنَّ ﭐلَّذِى يُخۡرِجُ ﭐلنَّاسَ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ هُوَ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ وَتَعَــٰلَىٰ بِإِنۡزَالِهِ لِلكِتَــٰبِ، وَلَيۡسَ ﭐلۡمُخۡرِجَ هُمُ ﭐلبَشَرُ. وَهُوَ كَقَوۡلِهِ سُبۡحَــٰنَهُ:

“إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًۭا ﴿١٠٥﴾“.

فَالرَّسُولُ يَحۡكُمُ بِالۡكِتَــٰبِ ﭐلَّذِى أَنۡزَلَهُ ﭐللَّهُ عَلَيۡهِ بَيۡنَ ﭐلنَّاسِ، بِمَا أَرَاهُ ﭐللَّهُ مِنۡ هَذَا ﭐلۡكِتَــٰبِ.

وَكَقَوۡلِهِ تَعَــٰلَىٰ:

“وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾ “.

فَالرَّسُولُ يُبَيُّنُ (بِالذِّكۡرِ) لِلنَّاسِ ﭐلَّذِى أَنۡزَلَهُ ﭐللَّهُ إِلَيۡهِمۡ. وَأَيۡضًا؛ لَوۡلَا ﭐلكِتَــٰبَ؛ مَا ﭐسۡتَطَاعَ ﭐلنَّبِىُّ أَنۡ يَحۡكُمَ بَيۡنَ ﭐلنَّاسِ، وَلَا ﭐسۡتَطَاعَ أَنۡ يُبَيِّنَ لَهُمۡ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ، الخ.

وَكَلَــٰمُ اللَّهِ يَقَبۡعُ فِى كِتَــٰبِهِ ﭐلۡكَرِيمِ، ﭐلنُّورِ ﭐلمُنَزَّلِ مِنۡ عِنۡدِ اللَّهِ لِلثَّقَلَيۡنِ، وَﭐلَّذِى قَامَ بِتَبۡلِيِغِهِ لِلنَّاسِ وَإِيصَالِهِ إِلَيۡهِمۡ هُوَ رَسُولُهُ عَلَيۡهِ ﭐلسَّلَــٰمُ، وَلِذَا فَالرَّسُولُ يُخۡرِجُ ﭐلنَّاسَ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ بِإِبۡلَاغِهِمۡ ﭐلۡكِتَــٰبَ؛ كَلَــٰمُ ﭐللَّهِ، وَلَيۡسَ بِكَلَــٰمِهِ هُوَ. وَلۡنِرَاجِعَ مَا جَآءَ فِى كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ فِى هَذِهِ ﭐلۡحَيۡثِيَّةِ؛ إِذۡ يَقُولُ ﭐللَّهُ فِى كِتَــٰبِهِ ﭐلنُّورِ:

“ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۖ…﴿٢٥٧﴾ “.

“هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۚ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًۭا ﴿٤٣﴾ ﭐلۡأَحۡزَاب.

ثُمَّ بَيَّنَ سُبۡحَــٰنَهُ هَذِهِ ﭐلۡكَيۡفِيَّةَ فَقَالَ تَعَــٰلَىٰ:

“قَدْ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌۭ وَكِتَـٰبٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿١٥﴾ يَهْدِى بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَ‌ٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِۦ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌ٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ﴿١٦﴾“.

“الٓر ۚ كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌ٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ ﴿١﴾  إِبۡرَاهِيم.

“هُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِۦٓ ءَايَـٰتٍۭ بَيِّنَـٰتٍۢ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌۭ رَّحِيمٌۭ ﴿٩﴾ ﭐلۡحَدِيِد.

“فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ يَـٰٓأُو۟لِى ٱلْأَلْبَـٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ۚ قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًۭا ﴿١٠﴾ رَّسُولًۭا يَتْلُوا۟ عَلَيْكُمْ ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَـٰتٍۢ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۚ وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَـٰلِحًۭا يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًۭا ۖ قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزْقًا ﴿١١﴾ ﭐلطَّلَاق.

  • فَيَتَبَيَّنُ بِتَرۡتِيلِ ﭐلۡأَيَــٰتِ أَنَّ ﭐلَّذِى يُخۡرِجَ ﭐلنَّاسَ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ هُوَ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ بِكِتَــٰبِهِ وَبِكَلَــٰمِهِ، وَهُوَ ﭐلَّذِى أَخۡرَجَ رَسُولَ ﭐللَّهِ -نَفۡسَهُ- مِنۡ ظُلُمَــٰتِ ﭐلۡجَاهِلِيَّةِ إِلَىٰ نُورِ ﭐللَّهِ كَمَا قَالَ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَكَذَ‌ٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًۭا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَـٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَـٰهُ نُورًۭا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَ‌ٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ﴿٥٢﴾ صِرَ‌ٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِى لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلْأُمُورُ ﴿٥٣﴾“.

  • فَرَسُولُ ﭐللَّهِ لَمۡ يَكُنۡ يَعۡلَمُ شَيۡــًٔــا يَهۡدِيهِ إِلَىٰ صِرَاطِ ﭐللَّهِ ﭐلۡعَزِيزِ حَتَّىٰ صَلَّىٰ ﭐللَّهُ عَلَيۡهِ وَمَلَآىٕكَتُهُ، فَخَرَجَ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ بِكِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، ثُمَّ بَلَّغَهُ إِلَىٰ ﭐلنَّاسِ، لِيَخۡرُجُوا بِبَلَاغِهِ (ﭐلَّذِى هُوَ كِتَــٰبُ ﭐللَّهِ)، مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ؛ لِتَتِمَّ صَلَوَٰةُ ﭐللَّهِ عَلَىٰ ﭐلنَّاسِ أَيۡضًا.
  • فَجَآءَ ﭐلۡمُتَعَالِمُ بَعۡدَ ﭐنۡتِهَآءِ ﭐلۡبَلَاغِ، وَﭐنۡتِشَارِ ﭐلۡكِتَــٰبِ فِى جُلِّ بِقَاعِ ﭐلۡأَرۡضِ، وَجَعَلَ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ هُمۡ مَنۡ يُخۡرِجُونَ ﭐلنَّاسَ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ، لَا ﭐلۡكِتَــٰبَ؛ فَقَالَ:

“وأن يُخرجوهم من الظلمات إلى النور:

{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}.

والخطاب وإن كان للرسول: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ} إلا أنه وفق علم السياق عام للمؤمنين جميعا” اهـ .

  • وَعَلَىٰ كَلَــٰمِ هَذَا ﭐلۡجَهُولِ فَإِنَّ مَنۡ يَقَعَ ﭐلۡكِتَــٰبُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَىٰ تِلَاوَتِهِ، لَنۡ يَهۡتَدِى بِكَلَــٰمِ ﭐللَّهِ، وَلَنۡ يُخۡرِجَهُ ﭐلۡكِتَــٰبُ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ حَتَّىٰ يَجۡلِسَ بَيۡنَ يَدَىِّ مُسۡلِمٍ “مِثۡلُهُ” 😉 ، فَيُخۡرِجَهُ هُوَ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ، وَلَيۡسَ ﭐلۡكِتَــٰبُ؛ وَلِذَا كَانَ يَأخُذُ بَيۡعَةً مِنۡ أَتۡبَاعِهِ أَنۡ يَسِيرُوا عَلَىٰ مَنۡهَجِهِ ﭐلۡبَاطِلِ!!

لَقَدۡ خَرَجَ ﭐلنَّاسُ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ بِفَضۡلِ ﭐلۡبَلَاغِ، وَأَعَادَ ﭐلۡكَثِيرَ مِنۡهُم ءَابَآؤُهُ، مِنَ ﭐلنُّورِ إِلَىٰ ﭐلظُّلُمَــٰتِ بِنَفۡسِ مَنۡهَجِهِ ﭐلۡاَبَآىِٕىِّ، ﭐلشَّيۡطَــٰنِىِّ، وَهَا هُوَ يَسِيرُ عَلَىٰ صِرَاطِهِم إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئۡسَ ﭐلۡمَصِيرِ.

هَذَا أَوَّلًا.

  • 4 – ثُمَّ نَنۡظُرُ فِى كَلَــٰمِهِ مَرَّةً أُخۡرَىٰ، فَنَجِدُ:

“والخطاب وإن كان للرسول: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ} إلا أنه وفق علم السياق عام للمؤمنين جميعا” اهـ .

فَالِانۡتِبَاهُ إِلَىٰ ﭐلسِّيَاقِ هُوَ أَمۡرٌ بَدَهِىٌّ فِى أَىِّ كِتَــٰبٍ عُمُومًا، فَجَآءَ ﭐلجَهُولُ وَجَعَلَهُ “عِلۡمًا”، لِيَكُونَ بِتَسۡمِيَتِهِ هَذِهِ عَالِمًا بِهَذَا ﭐلۡعِلۡمِ، وَيَكُونَ غِطَآءً يُوَارِىَ بِهِ شَطَحَاتَهُ، كَمَا قَالَ هُنَا:

“إلا أنه وفق علم السياق عام للمؤمنين جميعا” اهـ .

فَمَنۡ ذَا ﭐلَّذِى سَيُعَارِضُ عِلۡمًا؟!

هَكَذَا يَصۡنَعُ ﭐلشَّيَــٰطِينُ فَانۡتَبِهُوا!

  • ثُمَّ إِنَّ هَذَا ﭐلجَهُولَ ﭐنۡتَهَتۡ بِهِ جَهُولِيَّتُهُ إِلَىٰ أَنَّ قَوۡلَ ﭐللَّهِ:

“نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّۢ مُّبِينٍۢ ﴿١٩٥﴾“.

يَعۡنِى أَنَّ ﭐللَّهَ أَنۡزَلَ قُرۡءَانَهُ بِلِسَانِ قَوۡمٍ ﭐسۡمُهُم “ﭐلۡعَرَبُ”، وَمِنۡ ثَمَّ فَقَدۡ ﭐنۡتَقَلَ إِلَىٰ نُقۡطَةِ ﭐلۡجَهۡلِ ﭐلتَّــٰلِيَةِ، وَهِىَ أَنَّ كُلَّ مُسۡلِمٍ يَجِبۡ أَنۡ يَدۡرُسَ لِسَانَ هَؤُلَآءِ ﭐلۡعَرَبِ؛ فَقَالَ:

ولقد نزل كتاب الله على رسوله بلسان عربي مبين:

{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}

فأصبح فرض عين على كل مسلم

{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}

أن يكون على علم بهذا اللسان العربي المبين لأنه لغة القرآن، وعلى دراية بدلالات كلمات القرآن الموجودة خارجه“.

  • ● 5 – فَأَوَّلُ مَا يُقَابِلُنَا مِنۡ جَهُولِيَّتِهِ هُنَا؛ أَنَّهُ يَقُولُ بِالتَّسۡمِيَةِ ﭐلۡاصۡطِلَاحِيَّةِ ﭐلۡأَبَآىِٕيَّةِ: “فَرۡضُ عَيۡنٍ“؛ فَاَفۡصَحَ عَنۡ تَرُبُّصِ ﭐلسَّلَفِيَّةِ فِى كُلِّ جُزۡئِيَّاتِهِ، فَلَمۡ تُغَادِرَهُ إِلَّا عِنۡدَمَا يَكۡذِبُ وَيَقُولُ إِنَّهُ يَرۡفُضُ مَذۡهَبَهُم.
  • ● 6 – وَثَانِىَ مَا يُقَابِلُنَا مِنۡ جَهُولِيَّتِهِ أَنَّهُ يَقُولُ بِأَنَّ ﭐلرِّسَالَةَ نَزَلَتۡ بِلِسَانِ قَوۡمٍ ﭐسۡمُهُمُ ﭐلۡعَرَبُ:
  • لَمۡ يَدۡرِ هَذَا ﭐلۡجَهُولُ أَنَّ أَىَّ رِسَالَةٍ رَبَّانِيَّةٍ، لَهَا لِسَانٌ خَاصٌّ بِهَا، يَفۡهَمُ ﭐلنَّاسُ مِنۡهُ ﭐلۡكَثِيرَ بِأَنۡفُسِهِمۡ، وَيَتَوَقَّفُونَ عِنۡدَ ﭐلۡكَثِيرَ أَيۡضًا لِجَهۡلِهِم بِلِسَانِ ﭐلۡكِتَــٰبِ، وَكَيۡفِيَّةِ دِرَاسَتِهِ، إِضَافَةً لِعَجَلَتِهِم فِى مَوۡقِفِ ﭐلۡفَهۡمِ عِنۡدَ ﭐلتَّبۡلِيغِ، وَﭐلۡإِنۡذَارِ؛ وَلِذَا فَقَدۡ كَانَ مِنۡ أَعۡمَالِ ﭐلرُّسُلِ أَنۡ يَقُومُوا بِتَعۡلِيمِ ﭐلنَّاسِ كَيۡفَ يَتَعَامَلُونَ مَعَ لِسَانِ كِتَــٰبِ ﭐللَّهِ، عِوَضًا عَنِ ﭐلۡوَقۡتِ ﭐلۡمَطۡلُوبِ، لِكَىۡ لَا يَتَفَرَّقُوا فِيِهِ، وَلِذَا كَانَ مِنۡ دُعَآءِ أَبِينَا إِبۡرَاهِيمَ عَلَيۡهِ ﭐلسَّلَــٰمُ:

“رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًۭا مِّنْهُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾“.

فَمَثَلًا؛ عِنۡدَمَا ﭐفۡتَتَحَ ﭐللَّهُ كِتَــٰبَهُ بِقَوۡلِهِ:

“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ”.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلنَّاسُ أَنَّ “بِسْمِ اللَّهِ…..الرَّحِيمِ ” تَعۡنِى أَنَّ هَذَا ﭐلۡكِتَــٰبَ هُوَ مِنَ ﭐللَّهِ ﭐلَّذِى خَلَقَهُم؛ ﭐلرَّحِيمِ، وَلَكِنَّهُم سَيَتَوَقَّفُونَ عِنۡدَ ﭐسۡمِ “الرَّحْمَـٰنِ”، لِأَنَّهُ لَيۡسَ مِنۡ لِسَانِهِم، وَلَا عِلۡمَ لَهُمۡ بِهِ، وَسَيَقُولُونَ: وَمَا ﭐلرَّحۡمَــٰنُ؟!

وَهُوَ مَا ذَكَرَهُ سُبۡحَــٰنَهُ فِى سُورَةِ ﭐلۡفُرۡقَانِ:

“وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُوا۟ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُوا۟ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًۭا ۩ ﴿٦٠﴾“.

وَلَوۡ رَجِعَ ﭐلنَّاسُ أَيَّامَىِٕذٍ إِلَىٰ بَعۡضِهِم ﭐلۡبَعۡضِ، وَمَالُوا عَلَىٰ أَفۡصَحِهِم، لَمَا نَفَعَتۡ لَا لُغَةٌ، وَلَا فَصَاحَةٌ، لِأَنَّ ﭐلۡكَلِمَةَ لَيۡسَتۡ مِنۡ لِسَانِهِم، وَلَا دَارِجَةً بَيۡنَهُم.

وَهُنَا يَأتِىَ دَوۡرُ ﭐلرَّسُولِ، ﭐلَّذِى سَيُعَلِّمَهُم مَعۡنَىٰ “الرَّحْمَـٰنِ” لِاَوَّلِ مَرَّةٍ فِى حَيَوَٰتِهِم، وَسَيُرَتِّلُ لَهُمُ ﭐلۡاَيَــٰتِ ﭐلنَّاصَّةِ عَلَىٰ ذَٰلِكَ، قَآىِٕلًا:

إِنَّ ﭐلرَّحۡمَــٰنِ هُوَ ﭐسۡمٌ مِنۡ أَسۡمَآءِ ﭐللَّهِ ﭐلَّتِى يُدۡعَىٰ بِهَا، وَهُوَ اسْمُ اللهِ تَعَــٰلَيٰ الَّذِي يُشِيرُ إلَى مَقَالِيدِ وَتَصْرِيِفِ الأُمُورِ، فَهُوَ يَشْمَلُ المُلْكَ، وَالسَيْطَرَةَ، وَالتَحَكُمَ، وَالعَطَاءَ المُقْتَرنَ بالحِسَابِ وَالعَذابِ، وَمِن ذَلِكَ:

أَنَّ ﭐلرَّحۡمَــٰنَ هُوَ مَنۡ يُسيِّطِرُ عَلَيَ كُلِّ شَيءٍ:

“أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰٓفَّـٰتٍۢ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحْمَـٰنُ ۚ.. ﴿١٩﴾ الملك.

وَأَنَّ المُلْكُ لِلرَّحۡمَــٰنِ:

“وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَـٰمِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾الفرقان.

وَإلَيْهِ المَأَلُ:

“إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ إِلَّآ ءَاتِى ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَىٰهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾ مريم.

وَأَنَّهُ اسْتَوَىَ عَلَيَ العَرْشِ سُبۡحَــٰنَهُ يُدبِّرُ الأَمْرَ:

ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ ﴿٥﴾“.

“إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍۢ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ ۖ .. ﴿٣﴾ يونس.

وَأَنَّهُ هُوَ مَنۡ يُعَذِّبُ:

“يَـٰٓأَبَتِ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ.. ﴿٤٥﴾ مريم.

“فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَـٰطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾مريم.

وَهُوَ مَنۡ يُثِيبُ:

“جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ وَعْدُهُۥ مَأْتِيًّا ﴿٦١﴾ مريم.

“يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥﴾مريم.

“إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾مريم

وَهُوَ مَنۡ يَخَافُهُ ﭐلۡأَتۡقِيَآءُ بِالۡغَيۡبِ، وَيُخَوَّفُوا بِهِ:

“قَالَتْ إِنِّىٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨﴾ مريم.

“إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخَشِىَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍۢ وَأَجْرٍۢ كَرِيمٍ ﴿١١﴾ يس.

“وَمَا لِىَ لَآ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّۢ لَّا تُغْنِ عَنِّى شَفَـٰعَتُهُمْ شَيْـًٔا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ يس.

“أُولَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۦنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍۢ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَ‌ٰهِيمَ وَإِسْرَ‌ٰٓءِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩ ﴿٥٨﴾مريم.

وَأَنَّهُ مَنۡ يَخۡشَاهُ ﭐلۡكُلُّ يَوۡمَ ﭐلۡقِيَــٰمَةِ:

“يَوْمَئِذٍۢ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِىَ لَا عِوَجَ لَهُۥ ۖ وَخَشَعَتِ ٱلْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ طه.

وَهُنَا سَيَكُونُ ﭐلنَّاسُ قَدۡ عَلِمُوا مَعۡنَىٰ ﭐسْمُ اللهِ “ﭐلرَّحۡمَــٰن”، وَلَا دَخۡلَ لِلِسَانِ ﭐلۡقَوۡمِ هُنَا، كَمَا يَزۡعُمُ ﭐلۡجَهُولِىُّ فِى مَقَالِهِ.

كَذَٰلِكَ ﭐلۡاَمۡرُ مَعَ قَوۡلِهِ تَعَــٰلَىٰ:

“مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ ﴿٤﴾.

فَلَنۡ يَفۡهَمَ أَحَدٌ مَا هُوَ يَوۡمُ ﭐلدِّينِ إِلَّا إِذَا دَرَسَ ﭐلۡكِتَــٰبَ، وَلَا عِلَاقَةَ لِلُّغَةِ.

هَذَا فَقَطۡ فِى سُورَةِ ﭐلۡفَاتِحَةِ، فَمَا بَالُنَا بـ 6236 ءَايَةً، تَمۡتَلِئُ بِكَلِمَــٰتٍ لَيۡسَتۡ مِنۡ لِسَانِ ﭐلۡنَّاسِ، كَقَوۡلِهِ تَعَــٰلَىٰ فِى مَطۡلَعِ سُورَةِ ﭐلۡبَقَرَةِ:

“ذَ‌ٰلِكَ ٱلْكِتَـٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًۭى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾“.

فَسَيَسۡأَلُ ﭐلنَّاسُ بَعۡضَهُمُ ﭐلۡبَعۡضُ: “مَا ﭐلۡمُتَّقُونَ؟!”، وَيَتَّقُونَ مَاذَا؟، وَبِمَاذَا، الخ.

وَهُنَا يَأتِىَ دَوۡرُ ﭐلرَّسُولِ، ﭐلَّذِى سَيُعَلِّمَهُم مَعۡنَىٰ ﭐلتَّقۡوَىٰ وَﭐلۡمُتَّقِينَ، مُرَتِّلًا لَهُمُ ﭐلۡاَيَــٰتِ ﭐلنَّاصَّةِ عَلَىٰ ﭐلتَّقۡوَىٰ، وَلِبَاسِ ﭐلتَّقۡوَىٰ، وَزَادِ ﭐلتَّقۡوَىٰ، ذَٰلِكَ، وَمَا أَكۡثَرُهَا، وَلَا يَكۡفِيهَا وَلَا مِئَةُ مَقَالٍ هُنَا.

وَلۡنَنۡتَبِهَ إِلَىٰ أَنَّ ﭐلَّذِى عَلَّمَ ﭐلنَّاسَ هُوَ ﭐلۡكِتَــٰبَ، وَأَنَّ ﭐلَّذِى عَلَّمَ ﭐلرَّسُولَ هُوَ ﭐلۡكِتَــٰبُ.

ثُمَّ تَأتِى ﭐلۡأَيَةُ ﭐلتَّــٰلِيَةُ، وَفِيهَا قَوۡلُ ﭐللَّهِ:

“ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾“.

فَسَيَقُولُ ﭐلنَّاسُ: وَمَا ﭐلۡغَيۡبُ؟!

وَمَا ﭐلصَّلَوٰةُ؟!

وَكَيۡفَ نُنۡفِقُ؟!

وَهُنَا يَأتِىَ دَوۡرُ ﭐلرَّسُولِ، ﭐلَّذِى سَيُعَلِّمَهُم كَيۡفَ يَسۡتَخۡرِجُونَ بِأَنۡفُسِهِم مَعَانِى ﭐلۡغَيۡبِ، وَﭐلصَّلَوٰةِ بِمَعۡنَاهَا ﭐلۡوَاسِعِ، وَهُوَ مُرَاقَبَةِ ﭐللَّهِ عَلَىٰ عِلۡمٍ فِى كُلِّ حَرَكَةٍ أَوۡ سُكُونٍ، وَبِمَعۡنَاهَا ﭐلضَّيِّقِ، وَهِىَ ﭐلۡمَوۡقُوتَةِ، كَمَا سَيُعَلِّمَهُمۡ ﭐلۡإِنۡفَاقَ، كَأَنۡ يَقُولَ لَهُم عَنِ ﭐلۡإِنۡفَاقِ:

“لَن تَنَالُوا۟ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا۟ مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَىْءٍۢ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌۭ ﴿٩٢﴾“.

“مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ‌ٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنۢبُلَةٍۢ مِّا۟ئَةُ حَبَّةٍۢ ۗ وَٱللَّهُ يُضَـٰعِفُ لِمَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ وَ‌ٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦١﴾ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ‌ٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَآ أَنفَقُوا۟ مَنًّۭا وَلَآ أَذًۭى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٦٢﴾ ۞ قَوْلٌۭ مَّعْرُوفٌۭ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌۭ مِّن صَدَقَةٍۢ يَتْبَعُهَآ أَذًۭى ۗ وَٱللَّهُ غَنِىٌّ حَلِيمٌۭ ﴿٢٦٣﴾ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُبْطِلُوا۟ صَدَقَـٰتِكُم بِٱلْمَنِّ وَٱلْأَذَىٰ كَٱلَّذِى يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌۭ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٌۭ فَتَرَكَهُۥ صَلْدًۭا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَىْءٍۢ مِّمَّا كَسَبُوا۟ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ ﴿٢٦٤﴾ وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ‌ٰلَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتًۭا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍۭ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌۭ فَـَٔاتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌۭ فَطَلٌّۭ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٢٦٥﴾ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٌۭ مِّن نَّخِيلٍۢ وَأَعْنَابٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ‌ٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٌۭ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌۭ فِيهِ نَارٌۭ فَٱحْتَرَقَتْ ۗ كَذَ‌ٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلْءَايَـٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢٦٦﴾ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِن طَيِّبَـٰتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا۟ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغْمِضُوا۟ فِيهِ ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ ﴿٢٦٧﴾ ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ ۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةًۭ مِّنْهُ وَفَضْلًۭا ۗ وَٱللَّهُ وَ‌ٰسِعٌ عَلِيمٌۭ ﴿٢٦٨﴾ يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًۭا كَثِيرًۭا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ ﴿٢٦٩﴾ وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍۢ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُهُۥ ۗ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿٢٧٠﴾ إِن تُبْدُوا۟ ٱلصَّدَقَـٰتِ فَنِعِمَّا هِىَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمْ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌۭ ﴿٢٧١﴾ ۞ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَىٰهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِنْ خَيْرٍۢ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِنْ خَيْرٍۢ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٢﴾ لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحْصِرُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًۭا فِى ٱلْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَـٰهُمْ لَا يَسْـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافًۭا ۗ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِنْ خَيْرٍۢ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ ﴿٢٧٣﴾ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ‌ٰلَهُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّۭا وَعَلَانِيَةًۭ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٤﴾“.

كُلُّ هَذَا مِنۡ سُورَةٍ وَاحِدَةٍ فَقۡط:

ﭐلۡإِنۡفَاقُ مِمَّا تُحِبُّونَ.

لَا تُتْبِعُوا مَآ أَنفَقۡتُمۡ مَنًّا وَلَآ أَذًى.

لَا تُبْطِلُوا۟ صَدَقَـٰتِكُم بِٱلْمَنِّ وَٱلْأَذَىٰ.

قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى.

أَنفِقُوا۟ مِن طَيِّبَـٰتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا۟ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ.

إِن تُبْدُوا۟ ٱلصَّدَقَـٰتِ فَنِعِمَّا هِىَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ.

ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ‌ٰلَهُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً.

كُلُّ هَذَا ﭐلبَيَــٰنِ هُوَ مِنۡ سُورَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطۡ، وَبِالطَّبۡعِ لَنۡ يَتَوَقَّفَ ﭐلرَّسُولُ عِنۡدَ هَذَا ﭐلۡحَدِّ، وَإِنَّمَا سَيُرَتِّلُ لَهُمۡ مِنَ ﭐلۡإِنۡفَاقِ مَا يَرۡوِى بِهِ غَلِيلَهُم، وَيَشۡفِى بِهِ صُدُورَهُم، وَهُوَ كَثِيرٌ.

وَوَاضِحٌ بِلَا أَدۡنَىٰ تَكَلُّفٍ أَنَّ مَا عَرَضۡنَاهُ فِى ﭐلۡإِنۡفَاقِ، وَﭐلصَّدَقَاتِ، لَمۡ يَصۡعُبۡ فَهۡمَهُ، وَلَا عِلَاقَةَ لَهُ لَا بِعُلُومِ ﭐلِّسَانِ، وَلَا بِالنَّحۡوِ، وَلَا بالصَّرۡفِ . . الخ.

وَأَيۡضًا فَلَا بَأسَ مِنۡ قِرَآءَةِ (فَهۡم وَتَفۡهِيم) بَعۡضِ ﭐلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ لِيَتَعَلَّمُوا كَيۡفَ يَقُومُوا هُمۡ أَيۡضًا بِدِرَاسَةِ ﭐلۡقُرۡءَانِ وَقِرَآءَتِهِ، لِيَتَوَلَّىٰ ﭐلۡقُرۡءَانُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ مُهِمَّةَ إِخۡرَاجِ ﭐلنَّاسِ مِنَ ﭐلظُّلُمَــٰتِ إِلَىٰ ﭐلنُّورِ.

فَالرَّسُولُ فَقَطۡ يُعَلِّمُهُم ﭐلۡبِدَايَةَ، كَمَا تُعَلِّمُ أَحَدًا مَا ﭐلسِّبَاحَةَ.

  • فَالرَّسُولُ هُوَ ﭐلَّذِى يُرۡسَلُ بِلِسَانِ قَوۡمِهِ، كَمَا قَالَ تَعَــٰلَىٰ:

” وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴿٤﴾“.

وَلَيۡسَتۡ ﭐلرِّسَالَةُ ﭐلَّتِى تَأتِى بِلِسَانِ ﭐلۡقَوۡمِ، وَلَكِّنَّ هَذَا ﭐلۡجَهُولُ لَا يَنۡفَكُّ يَتَعَاجَبُ بِجَهُولِيَّتِهِ.

  • ● 7 – وَأَيۡضًا؛ فَلَمۡ يَدۡرِ هَذَا ﭐلۡجَهُولُ أَنَّهُ لَمۡ يَكُنۡ هُنَاكَ شَىۡءٌ ﭐسۡمُهُ ﭐلۡعَرَب.

وَلَا شَعۡبٌ ﭐسۡمُهُ “شَعۡبُ ﭐلۡعَرَبِ”.

وَلَا جِنۡسٌ ﭐسۡمُهُ “جِنۡسُ ﭐلۡعَرَبِ”.

وَلَا دَوۡلَةٌ ﭐسۡمُهَا “دَوۡلَةُ ﭐلۡعَرَبِ”.

وَلَا حَضَارَةٌ ﭐسۡمُهَا “حَضَارَةُ ﭐلۡعَرَبِ”، كَمَا بَقِيَّةِ ﭐلۡحَضَارَاتِ ﭐلۡقَدِيمَةِ، كَحَضَارَةِ قُدَمَآءِ ﭐلۡمَصۡرِيِّينَ، أَوۡ ﭐلسُّومَرِيِّينَ، أَوۡ ﭐلۡأَشُورِيِّينَ، أَوۡ ﭐلۡكَنۡعَانِيِّينَ، أَوۡ ﭐلۡأَرَامِيِّينَ، الخ. وَلَمۡ تُوجَد أَىّ عُمۡلَةٍ، وَلَا أَىِّ شَىۡءٍ يُعۡلِى ذِكۡرَهَا.

وَمِنۡ ثَمَّ فَلَمۡ يَكُنۡ هِنَاكَ شَىۡءٌ ﭐسۡمُهُ “لِسَانُ ﭐلۡعَرَبِ”، أَوۡ “ﭐلَّغُةُ ﭐلۡعَرَبِيَّةُ”، وَإِنَّمَا كَانَ هُنَاكَ أَقۡوَامٌ، وَلِسَانُ أَقۡوَامٍ، وَلَمَّا كَانَتۡ قُرَيۡشٌ هِىَ أُمَّ ﭐلۡقُرَىٰ، وَمَاحَوۡلَهَا مِنَ ﭐلۡقُرَىٰ يَدُورُ فِى فَلَكِهَا، فَقَدۡ كَانَ هَذَا هُوَ لِسَانُ قُرَيۡشٍ، وَمَا حَوۡلَهَا، وَأَفۡضَلُ ﭐلتَّوَقُّعَاتِ قَالَت إِنَّ لِسَانَ ﭐلۡعَرَبِ كَانَ مَوۡجُودًا فَقَطۡ فِى شِبۡهِ جَزِيرَةِ ﭐلۡعَرَبِ، وَبِالتَّحۡدِيدِ فِى نَجۡدٍ، وَهُوَ لِسَانُ ﭐلقَبَآىِٕلِ ﭐلۡبَدَوِيَّةِ فِي ﭐلۡحُدُودِ الشمالية الغربية من شبه الجزيرة.

  • ● 8 – وَلَوۡ كَلَّفَ ﭐلۡجَهُولُ نَفۡسَهُ بِتَرۡتِيلِ وَتَتَبُّعِ مُشۡتَقَّاتِ كَلِمَةِ “عَ رَ ب” لَوَجَدَ قَوۡلَ ﭐللَّهِ فِى سُورَةِ ﭐلرَّعۡدِ:

“وَكَذَ‌ٰلِكَ أَنزَلْنَـٰهُ حُكْمًا عَرَبِيًّۭا ۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَمَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّۢ وَلَا وَاقٍۢ ﴿٣٧﴾”.

وَلَوۡ سَأَلنَهُ: كَيۡفَ سَتَمۡشِى ﭐلۡعَرَبِيَةُ هُنَا عَلَىٰ قَوۡمِ ﭐلرَّسُولِ؟!

هَلۡ ﭐلۡقُرۡءَانُ هُوَ حُكۡمٌ عَرَبِىٌّ نِسۡبَةً إِلَىٰ ﭐلۡعَرَبِ؟!

أَىۡ: هَلۡ ﭐلۡقُرۡءَانُ هُوَ حُكۡمُ قَوۡمِ ﭐلرَّسُولِ؟!

فَسَيَخۡرَسُ، وَتَلۡتَبِسُهُ عَلَــٰمَــٰتُ ﭐلذِّلَّةِ، وَﭐلۡمَسۡكَنَةِ، وَسَيَضۡطَّرُ إِلَىٰ نَفۡى نِسۡبَةِ ﭐلۡعَرَبِيَّةِ هُنَا إِلَىٰ قَوۡمِ ﭐلرَّسُولِ، ﭐلۡأُمِّيِّينَ، قَبۡلَ نُزُولِ ﭐلۡقُرۡءَانِ، ﭐلۡحُكۡمُ ﭐلۡعَرَبِىُّ، وَلَنۡ يَعۡلَمَ مَا ﭐلبَدِيلُ، وَسَيَلۡجَأُ مِنۡ فَوۡرِهِ إِلَىٰ ﭐبۡنِ مَنۡظُورِ، وَسَتَتَهَاوَىٰ جِبَالُ ﭐلزَّيۡفِ ﭐلَّتِى بَنَاهَا عَنۡ عُلُومِ ﭐللُّغَةِ، وَﭐلۡفَآءِ ﭐلۡفَصِيحَةِ ﭐلَّتِى سَرَقَ دُرُوسَهَا مِنۡ ﭐلدُّكۡتُورِ أَحۡمَد عِيد عَبۡد ﭐلۡفَتَّاح حَسَن، وَمَا شَابَهَ.

وَإِنَّمَا جَآءَ قَوۡلُ ﭐللَّهِ هَذَا لِيُبَيِّنَ أَنَّ كِتَــٰبَهُ هُوَ حُكۡمٌ بَيِّنٌ، وَاضِحٌ، عَلَىٰ مَرِّ ﭐلزَّمَنِ، حَيۡثُ أُحۡكِمَتۡ ءَايَــٰتُهُ، وَفُصِّلَتۡ مِنۡ لَدُنۡ عَلِىٍّ حَكِيمٍ عَلِيمٍ خَبِيرٍ:

“وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْءَانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴿٦﴾”.

“الٓر ۚ كِتَـٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَـٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿١﴾”.

هَلۡ عَلِمۡتُم ﭐلۡــٰــَٔنَ لِمَاذَا هَرَبَ مِنَ ﭐلۡمُنَاظَرَةِ ﭐلَّتِّى خَيَّرۡتُهُ أَنۡ تَكُونَ فِى أَىِّ مَكَانٍ يَشَآءُهُ، وَفِى أَىِّ زَمَانٍ يَرُوقُ لَهُ؟!

لِأَنَّهُ أَكۡثَرُ شَخۡصٍ يَعۡلَمُ أَنَّهُ صِفۡرٌ عَلَىٰ ﭐلشِّمَالِ فِى ﭐلۡعِلۡمِ بِالۡقُرۡءَانِ.

  • 9 – وَلَمۡ يَدۡرِ هَذَا ﭐلۡجَهُولُ أَنَّهُ لَمۡ يَكُنۡ هُنَاكَ شَىۡءٌ ﭐسۡمُهُ “ﭐلنَّحۡو”، أَوۡ: “ﭐلنُّحَاةُ”، أَوۡ: ﭐلۡفَآءُ ﭐلۡفَصِيحَةُ” ﭐلَّتِى تَسَبَّبَت لَهُ بِفَضِيحَةٍ، عِنۡدَمَا سَرَقَ دُرُوسَهُ ﭐلۡوَهۡمِيَّةَ لِأَجۡلِهَا مِنۡ ﭐلدُّكۡتُور أَحۡمَد عِيد عَبۡد ﭐلۡفَتَّاح حَسَن.
  • وَلَمۡ يَدۡرِ هَذَا ﭐلۡجَهُولُ أَنَّهُ لَمۡ يَكُنۡ هُنَاكَ شَىۡءٌ ﭐسۡمُهُ عُلُومُ ﭐلُّغَةِ ﭐلعَرَبِيَّةِ، ﭐلَّتِى جَعَلَهَا بِجَهۡلِهِ أَحَدَ أَرۡبَعَةَ أُسُسٍ لِفَهۡمِ ﭐلقُرۡءَانِ، وَهِىَ -عَلَىٰ حَدِّ قَوۡلِهِم-: عِلۡمُ ﭐلُّغَةِ، وَعِلۡمُ ﭐلبَيَانِ، وَعِلۡمُ ﭐلمَعَانِى، وَعِلۡمُ ﭐلبَدِيعِ، وَعِلۡمُ ﭐلعَرَوضِ، وَعِلۡمُ ﭐلنَّحۡوِ، وَعِلۡمُ ﭐلصَّرۡفِ، وَعِلۡمُ ﭐلأَدَبِ، وَعِلۡمُ ﭐلقَوَافِى، وَعِلۡمُ قَوَانِيِنِ ﭐلكِتَابَةِ، وَعِلۡمُ قَوَانِيِنِ ﭐلقِرَآءَةِ، وَعِلۡمِ إِنۡشَآءِ ﭐلرَّسَآىِٕلِ وَﭐلخُطَبِ، وَعِلۡمُ ﭐلمُحَاضَرَاتِ، الخ.

لَمۡ يَكُنۡ شَيۡئٌ مِنۡ هَذَا لَهُ وُجُودٌ قَبۡلَ نُزُولِ ﭐلۡقُرۡءَانِ، وَإِنَّمَا تَفَنَّنَ ﭐلمُتَأَخِّرُونَ فِى إِنۡشَآءِ هَذِهِ ﭐلۡفُرُوعِ، وَسَمَّوۡهَا بِالۡعُلُومِ.

  • 10 – وَلَمۡ يَدۡرِ هَذَا ﭐلۡجَهُولُ أَنَّ ﭐلۡعَرَبِيَّةَ فِى قَوۡلِ ﭐللَّهِ:

“نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّۢ مُّبِينٍۢ ﴿١٩٥﴾ “.

تَعۡنِى خُصُوصِيَّةَ ﭐلبّلَاغِ وَمُغَايَرَتَهُ لِلِسَانِ ﭐلنَّاسِ، وَذَاكَ أَنَّ كَلَــٰمَ ﭐلنَّاسِ كُلُّهُ أَعۡجَمِىٌّ، كَمَا قَالَ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّۭا لَّقَالُوا۟ لَوْلَا فُصِّلَتْ ءَايَـٰتُهُۥٓ ۖ ءَا۬عْجَمِىٌّۭ وَعَرَبِىٌّۭ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ هُدًۭى وَشِفَآءٌۭ ۖ وَٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌۭ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍۭ بَعِيدٍۢ ﴿٤٤﴾“.

بَيۡنَمَا كَلَــٰمُ ﭐللَّهِ عَرَبِىٌّ؛ فَبَيَّنَ ﭐللَّهُ بَمَا لَا يَدَعَ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّ مَعۡنَىٰ ﭐلۡعَرَبِيَّةِ هُوَ ﭐلتَّفۡصِيلُ ﭐلَّذِى قَضَىٰ عُمۡرَهُ ﭐلنَّكِدَ فِى مُحَاوَلَةِ نَفۡىِ هَذَا ﭐلتَّفۡصِيلِ، وَأَنَّ ﭐلۡعَرَبِىَّ هُوَ عَلَىٰ خِلَافِ كَلَــٰمِ ﭐلنَّاسِ ﭐلَّذِى يَأتِى أَعۡجَمِيًّا، غَيۡرُ مُحۡكَمٍ

فَالۡكَافِرُونَ بِكِتَــٰبِ ﭐللَّهِ أَرَادُوا أَنۡ يَكُونَ كِتَــٰبُ ﭐللَّهِ كَمَا هُوَ لِسَانَهُم، أَعۡجَمِىٌّ، فَقَالَ ﭐللَّهُ لَهُم: لَوۡ فَعَلۡنَا لَقُلۡتُم لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَايَاتُهُ!!

أَفَيَكُونُ أَعۡجَمِيًّا، وَعَرَبِيًّا فِى ءَانٍ وَاحِدٍ؟!

“وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّۭا لَّقَالُوا۟ لَوْلَا فُصِّلَتْ ءَايَـٰتُهُۥٓ ۖ ءَا۬عْجَمِىٌّۭ وَعَرَبِىٌّۭ ۗ…﴿٤٤﴾“.

وَهُوَ نَفۡسُ مَا قَالَهُ سُبۡحَــٰنَهُ فِى سُورَةِ ﭐلنَّحۡلِ:

“وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٌۭ ۗ لِّسَانُ ٱلَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّۭ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّۭ مُّبِينٌ ﴿١٠٣﴾“.

فَبَيَّنَ سُبۡحَــٰنَهُ نَفۡسَ ﭐلشَّىءِ، وَهُوَ أَنَّ لِسَانَ ﭐلَّذِى يُلۡحِدُونَ إِلَيۡهِ أَعۡجَمِىٌّ، وَلَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ إِلَّا لِسَانَ ﭐلۡقُرۡءَانِ، وَهِىَ خُصُوصِيَّةٌ لَهُ.

وَأَخِيرًا؛ فَقَدۡ بَيَّنَ سُبۡحَــٰنَهُ أَنَّ كِتَــٰبَهُ ﭐلۡقُرۡءَانَ، قَدۡ عَلِمَهُ عُلَمَآءُ بَنِى  إِسۡرَ‌ٰٓءِيلَ، كَوۡنَهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ بِكِتَــٰبِ ﭐللَّهِ؛ وَلَيۡسُوا كَالۡأَعۡجَمِيِّينَ، ﭐلَّذِينَ لَنۡ يَفۡهَمُوهُ، وَلَنۡ يُؤۡمِنُوا بِهِ، لِتَصَلُّبِهِم عَلَىٰ عَجِمَتِهِم؛ فَقَالَ:

“وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّۢ مُّبِينٍۢ ﴿١٩٥﴾ وَإِنَّهُۥ لَفِى زُبُرِ ٱلْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ ءَايَةً أَن يَعْلَمَهُۥ عُلَمَـٰٓؤُا۟ بَنِىٓ إِسْرَ‌ٰٓءِيلَ ﴿١٩٧﴾ وَلَوْ نَزَّلْنَـٰهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلْأَعْجَمِينَ ﴿١٩٨﴾ فَقَرَأَهُۥ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ مُؤْمِنِينَ ﴿١٩٩﴾ كَذَ‌ٰلِكَ سَلَكْنَـٰهُ فِى قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِۦ حَتَّىٰ يَرَوُا۟ ٱلْعَذَابَ ٱلْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾“.

فَكَانَ عِلۡمُ عُلَمَآءِ بَنِى إِسۡرَ‌ٰٓءِيلَ ءَايَةً عَلَىٰ رُبُوبِيَّةِ ﭐلۡكِتَــٰبِ، وَلَكِنَّ ﭐلۡأَعۡجَمِيِّينَ مِنۡ أَمۡثَالِ مُشۡتُهُرِى كَثِيرُونَ، يَسۡلُكُ ﭐللَّهُ ﭐلۡقُرۡءَانَ فِى قُلُوبِهِم كَمَا سَلَكَهُ فِى قُلُوبِ ﭐلۡمُجۡرِمِينَ؛ لَا يُؤۡمِنُونَ بِالۡقُرۡءَانِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ﭐلۡعَذَابَ ﭐلۡاَلِيمَ، وَيَظَّلُ وَيَظُلُّونَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِمَا نَصَّ ﭐللَّهُ عَلَيۡهِ فِى كِتَــٰبِهِ مِنۡ كَوۡنِهِ ﭐلۡبَيَــٰنُ وَﭐلتِّبۡيَــٰنُ، وَﭐلتَّفۡصِيلُ، وَﭐلنُّورُ، وَﭐلرَّحۡمَةُ، وَﭐلۡهُدَىٰ، الخ، وَيَسۡتَمِيتُونَ فِى ﭐلدَّعۡوَةِ لِأَبَآىِٕهِم حَتَّىٰ يَلۡقَوۡنَ ﭐللَّهَ عَلَىٰ ذَٰلِكَ، وَحِينَهَا يَقُولُونَ:

“فَيَقُولُوا۟ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ﴿٢٠٣﴾ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ﴿٢٠٤﴾ أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ ﴿٢٠٥﴾ ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُوا۟ يُوعَدُونَ ﴿٢٠٦﴾  مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا۟ يُمَتَّعُونَ ﴿٢٠٧﴾“.

  • ● 11 – ثُمَّ يَشۡتَدُّ ﭐلۡفِسۡقُ عَلَىٰ مُشتُهرى فَيُعۡلِنُ أَنَّ ﭐلۡقُرۡءَانَ لَنۡ يُفۡهَمَ بِأَىِّ سَبِيلٍ سَوَآءٌ جَآءَت ءَايَــٰـتُهُ مُفَصَّلَةً أَوۡ غَيۡرَ مُفَصَّلَةٍ، فَيَقُولُ:

عدم وجود معاني ومُسَمّيات كلمات القرآن بداخله، يفرض على كل مسلم التسليم بحجية «مصدر معرفي» خارج القرآن، وأن حجية هذا المصدر من حجية القرآن نفسه.

٣ولذلك لا فرق بين الآيات التي جاءت غير مفصلة:

{أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وآتَوُاْ الزَّكَاةَ}

والآيات التي جاءت مفصلة، كشعائر الحج، ومنها:

{فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ}

وأحكام الصيام، ومنها:

{ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}

ذلك أن القضية ليست في تفصيل الأحكام أو عدم تفصيلها، كما قلت حسب حكمة التنزيل، وإنما القضية في أن كل كلمة (اسم – فعل – حرف) وردت في القرآن كله، سواء كانت متعلقة بحكم أم لا، معناها موجود خارج القرآن.

٤فلا تشغل بالك بالذي جاء مفصلًا، وبالذي لم يأت مفصلًا، لأنك في النهاية لن تفهم المفصل أو غير المفصل إلا من خارج القرآن اهـ .

فَقَوۡلُهُ هَذَا مِنۡ بَابِ ﭐلۡكُفۡرِ بِنَصِّ كَلَــٰمِ ﭐللَّهِ ﭐلۡقَآىِٕلِ إِنَّ كَلَــٰمَهُ بَيَــٰنٌ، وَتِبۡيَــٰنٌ لِكُلِّ شَىۡءٍ، وَتَفۡصِيلٌ لِكُلِّ شَىۡءٍ:

“وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ تِبْيَـٰنًۭا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿٨٩﴾ ﭐلنَّحۡل.

“…مَا كَانَ حَدِيثًۭا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًۭى وَرَحْمَةًۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾ يُوسُف.

“الٓر ۚ كِتَـٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَـٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿١﴾ هُود.

وَﭐلۡأَيَــٰتُ كَثِيرَةٌ جِدًّ فِى إِثۡبَاتِ أَنَّ ﭐللَّهَ قَدۡ بَيَّنَ وَفَصَّلَ بِكِتَــٰبِهِ كُلَّ مَا يَحۡتَاجُ إِلَىٰ تَبۡيِينٍ، وَتَفۡصِيلٍ، وَيَتَبَقَّىٰ لِلمُؤۡمِنِينَ أَنۡ يَدۡرُسُوهُ، وَيَعۡلَمُوا مَا فِيِهِ مِنۡ بَيَانٍ وَتَفۡصِيلٍ، وَلَيۡسَ مَا يَقُولُهُ هَذَا ﭐلۡكَافِرُ بِهِ، وَبِنُصُوصِ ءَايَــٰـتِهِ.

فَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ:

” لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِىٓ أَيْمَـٰنِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلْأَيْمَـٰنَ ۖ فَكَفَّـٰرَتُهُۥٓ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَـٰكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍۢ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـٰثَةِ أَيَّامٍۢ ۚ ذَ‌ٰلِكَ كَفَّـٰرَةُ أَيْمَـٰنِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَٱحْفَظُوٓا۟ أَيْمَـٰنَكُمْ ۚ كَذَ‌ٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٨٩﴾“.

فَسَيَدۡرِسُ ﭐلۡمُؤۡمِنُ مَعۡنَىٰ ﭐلۡحَلِفِ، وَيَقُومُ بِتَرۡتِيلِهِ، وَسَيَعۡلَمُ أَنَّ “ﭐلۡحَلِف” قَدۡ جَآءَ بِكِتَــٰبِ رَبِّهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَةَ مَرَّةً، كُلُّهَا تَعۡنِى ﭐلۡيَمِينَ ﭐلۡكَاذِبَ. فَإِنۡ وَقَعَ مِنۡهُ ذَٰلِكَ، فَعَلَيۡهِ كَفَّارَةٌ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَـٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا يُطۡعَمُ ﭐلۡأَهۡلُ أَوْ كِسۡوَتُهُمۡ أَوْ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٍ، فَإِن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَـٰثَةِ أَيَّامٍ.

فَهَلۡ مِنۡ بَعۡدِ ذَٰلِكَ مِنۡ تَفۡصِيلٍ وَبَيَــٰنٍ؟!

أَلَيۡسَ هَذَا ﭐلرَّجُلۡ شَدِيدَ ﭐلۡعَدَآءِ لِلَّهِ وَلِكِتَـٰبِهِ؟!

أَلَيۡسَ هَذَا ﭐلرَّجُلۡ كَذَّابًا أَشِرًا، يَتِّبِعُ ﭐلشُّبُهَاتِ لِيُضِلَّ عَنۡ سَبِيلِ ﭐللَّهِ، وَيُزَيِّنُ سَبِيلَ ﭐلۡأَبَآءِ؟!

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ:

“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لِيَسْتَـْٔذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا۟ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَـٰثَ مَرَّ‌ٰتٍۢ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَوٰةِ ٱلْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِنۢ بَعْدِ صَلَوٰةِ ٱلْعِشَآءِ ۚ ثَلَـٰثُ عَوْرَ‌ٰتٍۢ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌۢ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّ‌ٰفُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍۢ ۚ كَذَ‌ٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلْءَايَـٰتِ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌۭ ﴿٥٨﴾ وَإِذَا بَلَغَ ٱلْأَطْفَـٰلُ مِنكُمُ ٱلْحُلُمَ فَلْيَسْتَـْٔذِنُوا۟ كَمَا ٱسْتَـْٔذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَ‌ٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌۭ  ﴿٥٩﴾ ﭐلنُّور.

فَنَجِدُ ﭐلۡبَيَــٰنَ بَيِّنٌ لِمَنۡ كَانَ لَهُ قَلۡبٌ، أَوۡ أَلۡقَىٰ ﭐلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٌ، حَتَّىٰ أَنَّ ﭐللَّهَ قَالَ مَرَّتَيۡنِ:

“كَذَ‌ٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلْءَايَـٰتِ”.

“كَذَ‌ٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِۦ ۗ”.

وَلَكِنَّ هَذَا ﭐلۡكَافِرُ بِبَيَــٰنِ ﭐللَّهِ وَتَفۡصِيلِهِ أَعۡمَىٰ ﭐلۡقَلۡبِ، وَقَلۡبُهُ بِهِ سَوَادٌ شَدِيدٌ وَحُلۡكَةٌ تَمۡنَعُ عَنۡهُ رُؤۡيَةَ ﭐلۡحَقِّ، شَأَنُهُ شَأَنَ ءَابَآىِٕهِ، وَكُلِّ ﭐلۡمُتَمَذۡهِبِينَ عُمُومًا، لَا يَرَوۡنَ كَلَــٰمَ ﭐللَّهِ كَافِيًا، وَيُرۡضِيهِم ﭐلرُّجُوعُ إِلَىٰ شَيَــٰطِينِهِمۡ.

وَنَحۡنُ رَأَيۡنَا فِى ﭐلسُّطُورِ ﭐلسَّــٰبِقَةِ كَيۡفَ كَانَ ﭐلۡقُرۡءَانُ هُوَ ﭐلۡمُفَصِّلُ وَﭐلۡمُبَيِّنُ لِمَعۡنَىٰ ﭐلرَّحۡمَــٰنِ، وَمَعۡنَىٰ ﭐلۡإِنۡفَاقِ، كَمِثَالٍ لِأَوَّلِ مَا يُقَابِلُنَا مِنَ ءَايَــٰتِ ﭐلۡقُرۡءَانِ، وَهُوَ ﭐلَّذِى سَيُبَيِّنُ ﭐلۡغَيۡبَ، وَهُوَ ﭐلَّذِى سَيَتَكَلَّمُ عَنِ ﭐللَّهِ تَعَــٰلَىٰ، وَعَنِ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ، وَعَنِ ﭐلۡجِنِّ، وَعَنِ ﭐلۡيَوۡمِ ﭐلۡأَخِرِ، الخ.

وَعِنۡدَمَا يُخَاطِبُ ﭐللَّهُ عِبَادَهُ وَيَقُولُ لَهُمۡ:

“۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓا۟ إِلَّآ إِيَّاهُ “.

فَسَيَفۡهَمُونَ ﭐضۡطِّرَارًا أَنَّ ﭐلۡعِبَــٰدَةَ لَا يَنۡبَغِى لَهَا أَنۡ تَكُونَ إِلَّا للَّهِ وَحۡدَهُ، وَلَنۡ يَحۡتَاجُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ لِرَسُولِهِ:

“إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصًۭا لَّهُ ٱلدِّينَ ﴿٢﴾ أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ ۚ”.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ ﭐلۡعِبَــٰدَةَ تَرَتَّبَتۡ عَلَىٰ إِنۡزَالِ ﭐلۡكِتَــٰبِ، وَاَنَّ إِخۡلَاصَ ﭐلدِّينِ للَّهِ مِنۡ كِتَــٰبِهِ شَرۡطٌ لِلعِبَــٰدَةِ ﭐلۡحَقِّ، وَأَنَّ ﭐللَّهَ لَا يَقۡبَلُ إِلَّا ﭐلدِّينَ ﭐلۡخَالِصَ. وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓا۟ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَ‌ٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًۭا كَرِيمًۭا ﴿٢٣﴾ وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًۭا ﴿٢٤﴾ “.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ مِنۡ وَصَايَا ﭐللَّهِ لَهُمۡ ﭐلۡإِحۡسَــٰنِ لِلۡوَالِدَيۡنِ، وَخَفۡضِ جَنَاحِ ﭐلذُّلِّ مِنَ ﭐلرَّحۡمَةِ لَهُمَا، وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَءَاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ”.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ هُنَاكَ حَقًّا لِذِى ﭐلۡقُرۡبَىٰ، وَالۡمِسۡكِيِنِ، وَﭐبۡنِ ﭐلسَّبِيِلِ، وَسَيَجِدُون ذَٰلِكَ ﭐلۡحَقَّ مَبۡسُوطًا فِى قَوۡلِهِ تَعَــٰلَىٰ:

“وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُو۟لُوا۟ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينُ فَٱرْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا۟ لَهُمْ قَوْلًۭا مَّعْرُوفًۭا ﴿٨﴾ﭐلنِّسَآء.

۞ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْءٍۢ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمْ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ ۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ ﴿٤١﴾ ﭐلۡأَنۡفَال.

“وَلَا يَأْتَلِ أُو۟لُوا۟ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوٓا۟ أُو۟لِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا۟ وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾ ﭐلنُّور.

“مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَىْ لَا يَكُونَ دُولَةًۢ بَيْنَ ٱلْأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ ۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا۟ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴿٧﴾ ﭐلحَشۡر.

وَسَيَعۡلَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ حَقَّ ذِى ﭐلۡقُرۡبَىٰ، وَالۡمِسۡكِيِنِ، وَﭐبۡنِ ﭐلسَّبِيِلِ، مَبۡسُوطٌ فِى حُضُورِهِم تَقۡسِيمِ ﭐلۡمِيرَاثِ، وَفِى خُمۡسِ ﭐلۡغَنَآىِٕمِ، وَفِى سَعَةِ وَفَضۡلِ أُولِى ﭐلۡفَضۡلِ وَﭐلسَّعَةِ، وَفِى ﭐلۡفَيۡئِ، وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري، وَلَا يُوجَدُ مُعۡجَمٌ يَسۡتَطِيعُ ذَ‌ٰلِكَ.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَلَا تَقْتُلُوٓا۟ أَوْلَـٰدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَـٰقٍۢ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْـًۭٔا كَبِيرًۭا”.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ قَتۡلَ ﭐلۡأَوۡلَادِ خَشۡيَةَ ضِيقِ ﭐلرِّزۡقِ هُوَ خِطۡــًٔا كَبِيرًا، وَاَنَّ ﭐللَّهَ يَرۡزُقُ ﭐلۡجَمِيعَ، وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَأَوْفُوا۟ ٱلْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا۟ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ۚ”.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ إِيفَآءَ ﭐلۡكَيۡلِ، وَﭐلۡوَزۡنَ بِالۡحَقِّ، بِلَا حَيۡفٍ وَلَا بَغۡىٍ مَطۡلُوبٌ كَأَمۡرٍ مِنَ ﭐللَّهِ لَهُمۡ. وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَأَوْفُوا۟ بِٱلْعَهْدِ ۖ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْـُٔولًۭا”.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ ﭐلۡوَفَآءَ بِالۡعَهۡدِ هُوَ أَمۡرٌ مِنَ ﭐللَّهِ لَهُمۡ، وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًۭا “.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ مَنۡ ﭐسۡتَطَاعَ ﭐلۡحَجَّ فَعَلَيۡهِ أَنۡ يَحُجَّ ﭐلۡبَيۡتَ. وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلْأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُوا۟ بِٱلْعَدْلِ”.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ تَأدِيَةَ ﭐلۡأَمَــٰنَــٰتِ إِلَىٰ أَهۡلِهَا، وَﭐلۡحُكۡمَ بَيۡنَ ﭐلنَّاسِ بِالۡعَدۡلِ هُمَا أَمۡرٌ مِنَ ﭐللَّهِ لِلمُؤۡمِنِينَ، وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَـٰتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَ‌ٰتُكُمْ وَعَمَّـٰتُكُمْ وَخَـٰلَـٰتُكُمْ وَبَنَاتُ ٱلْأَخِ وَبَنَاتُ ٱلْأُخْتِ وَأُمَّهَـٰتُكُمُ ٱلَّـٰتِىٓ أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَ‌ٰتُكُم مِّنَ ٱلرَّضَـٰعَةِ وَأُمَّهَـٰتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَـٰٓئِبُكُمُ ٱلَّـٰتِى فِى حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ ٱلَّـٰتِى دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا۟ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَـٰٓئِلُ أَبْنَآئِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنْ أَصْلَـٰبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا۟ بَيْنَ ٱلْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا ﴿٢٣﴾ ﭐلنِّسَآء.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ كُلَّ ﭐلۡمَذۡكُورَاتِ فِى ﭐلۡاَيَةِ مُحَرَّماتٌ عَلَيۡهِم أَنۡ يَنۡكِحُوهُنَّ، وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَلَا تَنكِحُوا۟ ٱلْمُشْرِكَـٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌۭ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌۭ مِّن مُّشْرِكَةٍۢ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا۟ ۚ وَلَعَبْدٌۭ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌۭ مِّن مُّشْرِكٍۢ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ …﴿٢٢١﴾“.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ ﭐلۡمُشۡرِكَاتِ وَﭐلۡمُشۡرِكِينَ مُحَرَّمُونَ عَلَيۡهِم أَنۡ يَنۡكِحُوهُنَّ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْ، وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

۞ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰٓ أَوْلِيَآءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُۥ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ “.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ ﭐللَّهَ يَنۡهَاهُم عَنِ ﭐتِّخَاذِ ﭐلۡيَهُودِ وَﭐلنَّصَارَىٰٓ أَوۡلِيَآءَ، وَلَنۡ يَحۡتَاجَ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ لِمُعۡجَمٍ يُفَهِّمَهُمۡ ذَ‌ٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ﭐلۡمُضِلُّ ﭐلۡخَبِيثُ، ﭐلۡمُتَشَيۡطِنُ مشتهري.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

“بَرَآءَةٌۭ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَـٰهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴿١﴾ فَسِيحُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍۢ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى ٱللَّهِ ۙ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخْزِى ٱلْكَـٰفِرِينَ ﴿٢﴾ وَأَذَ‌ٰنٌۭ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلْأَكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِىٓءٌۭ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُۥ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى ٱللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣﴾ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَـٰهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْـًۭٔا وَلَمْ يُظَـٰهِرُوا۟ عَلَيْكُمْ أَحَدًۭا فَأَتِمُّوٓا۟ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿٤﴾ فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلْأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُوا۟ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍۢ ۚ فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّوا۟ سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ ﴿٥﴾ وَإِنْ أَحَدٌۭ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَـٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُۥ ۚ ذَ‌ٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌۭ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَـٰهَدتُّمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ۖ فَمَا ٱسْتَقَـٰمُوا۟ لَكُمْ فَٱسْتَقِيمُوا۟ لَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿٧﴾ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا۟ عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا۟ فِيكُمْ إِلًّۭا وَلَا ذِمَّةًۭ ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَ‌ٰهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَـٰسِقُونَ ﴿٨﴾ ٱشْتَرَوْا۟ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنًۭا قَلِيلًۭا فَصَدُّوا۟ عَن سَبِيلِهِۦٓ ۚ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴿٩﴾ لَا يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلًّۭا وَلَا ذِمَّةًۭ ۚ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ ﴿١٠﴾ فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخْوَ‌ٰنُكُمْ فِى ٱلدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ ٱلْءَايَـٰتِ لِقَوْمٍۢ يَعْلَمُونَ ﴿١١﴾ وَإِن نَّكَثُوٓا۟ أَيْمَـٰنَهُم مِّنۢ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا۟ فِى دِينِكُمْ فَقَـٰتِلُوٓا۟ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَآ أَيْمَـٰنَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴿١٢﴾“.

فَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ أَنَّ ﭐلۡعَهۡدَ لَيۡسَ عَلَىٰ إِطۡلَاقِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَحۡدُودٌ، وَمَشۡرُوطٌ:

فَهُوَ مُحَدَّدُ ﭐلۡمُدَّةِ.

وَمَشۡرُوطٌ بِوَفَآءِ ﭐلطَّرَفِ ﭐلۡأَخَرِ.

وَمَشۡرُوطٌ بِعَدَمِ مُظَاهَرَتِهِ لِأَحَدٍ عَلَىٰ ﭐلۡمُؤۡمِنِيِنَ.

مَعَ ﭐلسَّمَاحِ لِنَاقِضِ ﭐلۡعَهۡدِ وَنَــٰكِثِ ﭐلۡأَيۡمَــٰنِ مِنۡ بَعۡدِ ﭐلۡعَهۡدِ، بِأَنۡ يَسِيِحَ فِى ﭐلۡأَرۡضِ ﭐلۡأَرۡبَعَةِ ﭐلۡأَشۡهُرِ ﭐلۡحُرُمِ، إِلَّا أَنۡ يَعۡتَدِىَ عَلَىٰ ﭐلۡمُؤۡمِنِيِنَ فِى هَذِهِ ﭐلۡأَشۡهُرِ، فَيُعۡتَدَىٰ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ﭐعۡتَدَىٰ بِهِ:

“ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ بِٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْحُرُمَـٰتُ قِصَاصٌۭ ۚ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُوا۟ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾“.

“يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍۢ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌۭ فِيهِ كَبِيرٌۭ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌۢ بِهِۦ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِۦ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ ۚ وَٱلْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ ٱسْتَطَـٰعُوا۟ ۚ…﴿٢١٧﴾“.

وَدُونَ إِطَالَةٍ،

فَهَكَذَا يَسِيرُ ﭐلۡكِتَــٰبُ سِيرَتَهُ فِى كُلِّ مَوَاضِيعِهِ. وَسَيَفۡهَمُ ﭐلۡمُؤۡمِنُونَ مِنَ ﭐلۡكِتَــٰبِ كُلَّ مَا بَيَّنَهُ ﭐللَّهُ وَفَصَّلَهُ، وَإِنۡ ﭐحۡتَاجَ لِوَقۡتٍ وَدِرَاسَةٍ، وَجُهۡدٍ، خَاصَّةً لِلمَوَاضِيِعِ ﭐلۡمُخۡتَلِفَةِ، كَالصَّلَوٰةِ، وَﭐلصِّيَامِ، وَﭐلۡحَجِّ، وَﭐلۡقِتَالِ، وَﭐلنِّكَاحِ، الخ.

وَلَكِنَّ مُشۡتُهُرى كَافِرٌ بِكُلِّ ذَٰلِكَ، وَجَاهِلٌ بِهِ، وَيُوَرِّثُ جَهۡلَهُ لِأَتۡبَاعِهِ مِنۡ رُكَّابِ حَافِلَتِهِ.

ﭐلۡعَجِيبُ أَنَّ أَحَدَ رُكَّابِ حَافِلَتِهِ يَقُولَ لَهُ عَلَىٰ مَقَالِهِ ﭐلۡمُنۡتَقِصِ لِلقُرۡءَانِ:

“تسلم يا دكتور محمد، رائع كما عهدناك دائما ،وأقول لك الآن كما قال نبي الله موسى للرجل الصالح او ما يسمونه بالخضر: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}” اهـ .

وَتَقُولُ لَهُ إِحۡدَىٰ ﭐلرَّاكِبَاتِ:

“مقالة رائعة د محمد ولى فيها اسئلة كثيرة اريد ان توضحها لى تحياتى لحضرتك”.

فَهُمۡ يُرِيدُونَ أَنۡ يَنۡهَلُوا مِنۡ جَهۡلِهِ، وَكُفۡرِهِ بِالۡقُرۡءَانِ، وَيُثۡنُونَ عَلَيۡهِ ﭐلثَّنَآءَ ﭐلۡحَسَنَ.

فَلِمَاذَا يَتَعَلَّقُ رُكَّابُ حَافِلَتِهِ بِهِ، وَيَرَوۡنَهُ عَالِمًا، بِرَغۡمِ أَنَّهُ يَقُولُ لَهُمۡ لَنۡ تَفۡهَمُوا شَيۡئًا مِنَ ﭐلۡقُرۡءَانِ، سَوَآءٌ كَانَ مُفَصَّلًا أَوۡ غَيۡرَ مُفَصَّلٍ؟!

وَﭐلۡجَوَابُ: أَنَّهُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُ ظَلَامًا، وَإِظۡلَامًا، وَظُلۡمًا لِأَنۡفُسِهِم، فَاتَّبَعُوا هَذَا ﭐلشَّيۡطَانَ، وَهَوُ يُزَيِّنُ لَهَمُ ﭐلۡجَحِيمَ.

وَلَوۡ سَأَلۡتَ أَىَّ رَاكِبٍ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَىِّ شَىۡءٍ مِنَ ﭐلۡقُرۡءَانِ، فَلَنۡ تَجِدَ مِنۡهُ إِلَّا ضَلَالًا وَجَهۡلًا، وَذَاكَ أَنَّهُمۡ لَمۡ يُكَلِّفُوا نَفۡسَهُمۡ يَوۡمًا بِدِرَاسَةِ ءَايَةٍ وَاحِدَةٍ، أَوۡ مُفۡرَدَةٍ وَاحِدَةٍ، فَضۡلًا عَنۡ مَوۡضُوعٍ وَاحِدٍ مِنۡ كَلَــٰمِ ﭐللَّهِ، وَيَنۡتَظِرُونَ مَنۡ يَحۡشُو لَهُمۡ أَدۡمِغَتَهُمۡ، لِأَنَّهُ رَآىِٕعٌ، وَفَاهِمٌ، وَسَيُجِيبَهُمۡ عَنۡ أَسۡئِلَتَهُمۡ ﭐلۡكَثِيرَةِ.

إِنَّهُمۡ ﭐلۡكُسَالَىٰ، مُتَّبِعُوا ﭐلۡقَطِيعِ.

لَقَدۡ قَالَ ﭐللَّهُ سُبۡحَــٰنَهُ عَنۡ كِتَــٰبِهِ:

“فَلَا تُطِعِ ٱلْكَـٰفِرِينَ وَجَـٰهِدْهُم بِهِۦ جِهَادًۭا كَبِيرًۭا ﴿٥٢﴾ ﭐلۡفُرۡقَان.

فَكَيۡفَ يُمۡكِنُ لِلمُؤۡمِنِ أَنۡ يُجَــٰهِدَ ﭐلۡكُفَّارَ بِالۡقُرۡءَانِ، تَأَسِّيًا بِرَسُولِ ﭐللَّهِ، كَمَا قَالَ ﭐللَّهُ تَعَــٰلَىٰ:

“لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌۭ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًۭا ﴿٢١﴾ “.

بَيۡنَمَا ﭐلۡقُرۡءَانُ غَيۡرُ مُفَصَّلٍ وَلَا مُبَيَّنٍ كَمَا يَقُولُ هَذَا ﭐلۡعَدُوُّ ﭐلَّدُودُ لِلقُرۡءَانَ؟!

لَقَدۡ قَالَ ﭐللَّهُ عَنِ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ وَﭐلظَّالِمِينَ، وَﭐلۡقُرۡءَانِ:

“وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌۭ وَرَحْمَةٌۭ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًۭا ﴿٨٢﴾“.

وَقَالَ عَنِ أَمۡثَالِ مُشۡتُهُرِى وَكُلِّ أَتۡبَاعِ ﭐلۡمَذَاهِبِ:

“وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرًۭا ۚ …﴿٤٦﴾ ﭐلإِسۡرَآء.

وَأَجَابَ ﭐلۡقُرۡءَانُ عَنۡ حَالَ مُشۡتُهُرِى وَأَمۡثَالِهِ، وَسَبَبِ كُرۡهِهِم لِلقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ؛ فَقَالَ:

“…وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُۥ وَلَّوْا۟ عَلَىٰٓ أَدْبَـٰرِهِمْ نُفُورًۭا ﴿٤٦﴾ ﭐلإِسۡرَآء.

وَمِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ صَرَفَ ﭐلنَّكِدُ جُهۡدَهُ وَعُمۡرَهُ فِى ﭐلصَّدِّ عَنۡ سَبِيلِ ﭐللَّهِ فِى كِتَــٰبِهِ، وَزَيَّنَ ﭐلۡمَعَاجِمَ، وَﭐلَّغُةَ، وَرَاحَ يَسۡرِقُ مِنۡ عَشَرَاتِ ﭐلۡمُؤَلِّفِينَ، كالۡأُستاذ زِيَادُ ﭐلسُّلۡوَادِى، وَأَبُو مُسۡلِمۡ عَبۡدُ ﭐلۡمَجِيدِ ﭐلۡعَرَبۡلِى، وَﭐلدُّكۡتُور أَحۡمَد عِيد عَبۡد ﭐلۡفَتَّاح حَسَن، وَﭐلدُّكۡتُورُ عَبۡدُ ﭐللَّهِ عَلِىّ ﭐلهَتَارِي، وَالشيخ أنطوان ألبير الدّحداح، وَﭐلدُّكۡتُور: جَمِيل أَحۡمَد ظَفۡر، وَﭐلدُّكۡتُورَة مَنَاهِل عَبَدۡ ﭐلرَّحۡمَــٰن ﭐلۡفَضۡل، وَﭐلشَّيۡخُ ﭐبۡنُ تَيۡمِيَّةِ ﭐلۡحَرَّانِى، وَﭐلدُّكۡتُور زِيَاد حَبُّوب، وَﭐلۡأُسۡتَاذَةُ خَدِيجَة ﭐلسِّرَّ مُحَمَّد عَلِىِّ، كَمَا فَضَحۡنَاهُ عَلَىٰ مَدَىٰ شَهۡرٍ وَنِصۡفٍ فَقَطۡ، وَلَوۡ أَطَلۡنَا لَأَتَيۡنَا بِالۡعَشَرَاتِ مِمَّنۡ سَرَقَ مِنۡهُمۡ دُونَ حَيَآءٍ.

وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ لِبَيَانِ جَهۡلِهِ، وَكُفۡرِهِ بِنُصُوصِ ﭐلۡقُرۡءَانِ فِى سَبِيلِ دَعۡوَتِهِ لِأَبَآىِٕهِ.

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x