3 – جَهۡلُ محمد مشتهرى بِالۡمِلَّةِ

بتاريخ 29 مايو 2015 كتب محمد مشتهرى مقالةً بعنوان:

“منظومة العبودية، واختراق الشرك لها!!”

https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/840040549411162

قال فى بعضها:

“فكيف تكون الصلاة، التي هي منظومة الصلة بالله تعالى، والتي يخرج تاركها من ملة الإسلام، . . .”.

والمؤمن يتوقف طويلًا أمام مُسمَّىَ: “مِلَّة ﭐلإسلام”!!!

ويعلمُ منۡ كتــٰبِ رَبِّهِ أَنَّ كلمة: “مِلَّة”، وكلمة: “ﭐلإِسلام”، لم يجتمعًا معًا أبدًا، ولو لمرّة واحدة بكتــٰبِ ربِّه، ويعلم أنَّ هذا ﭐلتَّرۡكِيبَ هُوَ تَرۡكيب جهلٍ، من وافِدٍ غَريب.

ويتيقَّن أنَّ ﭐلقآىِٕل لا حظّ له من ﭐلعِلم، وأَنَّهُ يتكلّم بعشوآىٕيَّة؛ فَلَا هُوَ بالَّذى يدرى معنى ﭐلمِلَّة، ولا هو ﭐلَّذى يدرى عن ﭐلتركيب ﭐلقُرۡءَانِى، وهو ﭐلَّذى ملأ ﭐلدُّنۡيَا ضجِيجًا، وشَغَبًا بالمَعَاجِم، وﭐلقواميس، وَأَنَّهُ عالِمٌ بهم، ويتكلم منهم، وأنَّه لن يدخل ﭐلجَنَّةَ إلَّا مَن يَفهم ءَايَــٰت ﭐلقُرءَان مِنَ ﭐلقوَامِيس، حَتَّىٰ أَنَّهُ يَقُول فى مَقالَة بعنوان:

لغة القرآن: الدرس ٥

https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/2919411981473998

فأنت يستحيل أن تفهم من داخل القرآن قول الله تعالى المكون من ست كلمات: وَ … أَقِمِ … الـ … صَّلاَةَ … لِـ … ذِكْرِي

لأن كل كلمة من الكلمات الست، يجب أن تبحث عن «معناها – مسماها – مدلولها» في معاجم اللغة العربية، أي خارج القرآن، لتحصل على «المعنى التام» الذي على أساسه تفهم الآية وتفهم «الحكم» الذي حملته.

وهذا ما يجب أن يعلمه «القرآنيّون الملحدون الأغبياء»، وأن «أحكام القرآن» يستحيل أن تكون مُبيّنة مُفصّلة في كتاب الله” اهـ.

وﭐلمُؤۡمن يعلم كذبه وخرصه، ويبحث عن معانى كلــٰم ﭐللَّهِ من كتــٰبِهِ نفسه، وذٰلك من خلال منهجٍ ربّانىّ، قآىِٕم علىٰ ترتيل ﭐلأيــٰتِ، ثُمَّ تدبرها وصولًا للمعنى.

فإذا فعل ﭐلمُؤمن ذٰلك وجد نفسه أمام 17 إيرادًا لكلمة ﭐلملّة بمُشتقّاتها، ويبدأ بالدراسة، فيتبيّن له أنّ ﭐلمِلَّة هى طريقة ﭐلتَّديّن، كَما قال تعــٰلَىٰ:

“وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَ‌ٰهِــــۧـمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُۥ”.

“وَقَالُوا۟ كُونُوا۟ هُودًا أَوْ نَصَـٰرَىٰ تَهْتَدُوا۟ ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَ‌ٰهِــــۧـمَ حَنِيفًۭا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ”.

فالدِّينُ إسۡلامٌ، وﭐلمِلَّةُ حَنۡفٌ، وﭐلحَنۡفُ تَصويبٌ، لما ظهرَ لكُلّ مؤمنٍ بخلاف ما هو عليه، كناتج حتمىّ لمواصلة ﭐلتَّرتيل، ثُمَّ ﭐلتَّدبّر، كَمَا حَدَث مع أبينا إبراهيم عليه ﭐلسّلــٰم، ﭐلَّذى ظلّ يحنف، ويحنف، ويدعُ كوكبًا، ويدعُ قمرًا، ثُمَّ شَمۡسًا، حتّىٰ أَوصَلهُ حنۡفُه إلىٰ رَبِّ ﭐلعــٰلمين. فهو عليۡه ﭐلسَّلــٰم، كان نموذجًا للحنفِ، ولم يتّبع قومه، فصار أُمَّةً، وأُسۡوَةً، وﭐلتَصَقَ ﭐلحَنۡفُ بهِ، وكان طريقه إلىٰ ربِّ ﭐلعَــٰلمين.

ولِذا فإنّ ﭐلحنف مُضادٌّ للشِّرك، وﭐلسَّبب هُو أنّ ﭐلحنۡفَ مُرتبطٌ بالحَقِ، وﭐلشِّركُ مُرتَبطٌ بالباطِل، وﭐلحَقُّ بِكتــٰبِ ﭐلحَقِّ سُبحَــٰنَه، وﭐلشِّركُ فى غيرِ كِتَــٰبِ ﭐلحَقِّ سُبحَــٰنَه.

ولا دين قيم إلَّا بحنفٍ، وبكِتَــٰبٍ، يَحنفُ ﭐلمُؤمِنُ فى قرآءته، ويَحنفُ فى ما ترتّب على ﭐلفَهمِ ﭐلمَرجُوحِ من أعمال. ولِذا قال سُبۡحَــٰنَهُ:

“قُلْ إِنَّنِى هَدَىٰنِى رَبِّىٓ إِلَىٰ صِرَ‌ٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ دِينًۭا قِيَمًۭا مِّلَّةَ إِبْرَ‌ٰهِيمَ حَنِيفًۭا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ”.

وقدۡ عَرضَ اللهُ هذه ﭐلجَدليّةَ، فقَال:

“وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُوا۟ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَآ ۗ أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـًۭٔا وَلَا يَهْتَدُونَ”.

لم يتّبِع إِبْرَ‌ٰهِيم ما ألفى ءآباىَٔه عليه، ولَم يُتابعهم على ما هُم عليه، لانقطاعهم عن ربِّ ﭐلعَــٰلَمين، وذهب إلىٰ ربِّه ليهديه.

وكُلُّ ﭐلدُّنيا تنقسم لِملّة ﭐلأبآء، أو ملّة ﭐلكِتــٰبِ، ويتعدد مُنتج ﭐلأبَآءِ، فيصيرُ أديانًا لا حصر لها. فملّة اليهود هى ﭐتِّباعُ ﭐلأبَآءِ، وملّة ﭐلنَّصــٰرَىٰ هى ﭐتِّباعُ ﭐلأبَآءِ، ومِلَّة ﭐلمُلحد هى ﭐتِّباعُ ﭐلأبَآءِ، وهكذا.

وبالطبع فإنّ ملّة مُشتهرى هى اتّباع ﭐلأبَآءِ:

ﭐتِّباعُ ﭐلأبَآءِ فى المعاجم، وفى معانى كلمــٰت ﭐلكِتَــٰب.

فمن أين جآء مشتهرى بهذا الجهل، وجعل ﭐلدِّينَ هُوَ ﭐلمِلَّة؟!

ولعلكم علمتم ﭐلجواب قبل أن أكتب:

إنه ﭐبن منظور بِلسان ﭐلعرب (11/ 628)، حين قال:

“المِلَّة الدين كملَّةِ الإِسلام”.

ولذا قال فى منشوره المعنون باسم:

“مقال الاثنين” 23 مارس 2020.

https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/2839594812789049

“هل يقبل الله «دعاء» مِلَل الكفر وهم في سكرات كورونا؟!

إن الله تعالى وحده الذي يعلم حقيقة ما في قلوب الناس، وعندما يموت الإنسان، قد لا يعلم أقرب الناس إليه على أي ملة مات، بصرف النظر عن أحواله الظاهرة التي يعلمونها، لأن الملة محلها القلب”.

فَجَعَل منَ ﭐلمِلَّة عمل قلبىّ كالإيمان، والنِيَّة . . الخ!!!

وجَعلَ أقرب ﭐلنَّاس إلى الشَّخص لا يعلمها!!

مع أنَّهَا “سُلوكٌ”، لا يُمكنُ إخفآؤه أبدًا بأىِّ حالٍ!!

فكان ﭐلمَعنىٰ مُشرقًا، وأغۡرَب مُشتهرى.

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x