محمد مشتهري جاهل بمعنى “ثُمَّ أَفِيضُوا۟ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ”

يَقُولُ مُشۡتُهُرِى مُتَعَالِمًا:

” فالله تعالى لم يبين لنا في كتابه الحكيم مدلولات كلماته، ولم يأت بصورها كي نتعرف عليها، وإنما تعلمنا كل ذلك في طفولتنا، من مصدر معرفي خارج القرآن، بل ومن قبل أن يتعرف الطفل على هذا القرآن نفسه. هذا المصدر هو ما أسميه بـ: منظومة التواصل المعرفي”.

ـ “إن الطفل يتعلم معاني الأسماء ممن حوله قبل أن يتعلمها من كتابه المدرسي فالشمس يعرفها من واقع الحياة قبل أن يرى صورتها في الكتاب.

ـ والصلاة يمارسها محاكاة لوالديه قبل أن يرى صور أدائها في الكتاب المدرسي.

ـ الكعبة لن يتخيلها على حقيقتها [مهما وصفت له] إلا إذا شاهد صورتها بنفسه.

ـ وكلمة “نخلة” التي وردت في القرآن، وتعني هذه النخلة المعروفة لجميع شعوب العالم قبل نزول القرآن”.

فَنَجِدُ أَنَّ ﭐلۡجَهُولَ ﭐلۡاَبَآىِٕىَّ قَدۡ دَسَّ عِبَادَةَ ﭐلۡصَّلَوَٰةِ بَيۡنَ ﭐلشَّمۡسِ وَﭐلنَّخۡلَةِ، بِاعۡتِبَارِ أَنَّ ﭐلۡقُرۡءَانَ لَمۡ يُعَلِّمَ ﭐلنَّاسَ مَا هِىَ ﭐلشَّمۡسُ وَﭐلنَّخۡلَةُ، فَأَفۡسَحَ لِلصَّلَوَٰةِ بَيۡنَهُمَا كَمَا لَوۡ أَنَّ كِتَــٰبَ ﭐللهِ لَمۡ يَذۡكُر شَيۡئًا عَنِ ﭐلۡصَّلَوَٰةِ فِى كِتَــٰبِهِ، كَمَا لَمۡ يَذۡكُر مَعۡنَىٰ ﭐلشَّمۡسِ وَﭐلنَّخۡلَةِ!!

ثُمَّ قَاسَ تَفَاصِيلَ ﭐلۡصَّلَوَٰةِ ﭐلۡوَارِدَةَ بِمَذۡهَبِ أَبِيهِ ﭐلَّذِي نَشَأَ عَلَيۡهِ بِدَلَالَةِ لَفۡظَيِّ ﭐلشَّمۡسِ وَﭐلنَّخۡلَةِ، وَدَسَّهُمۡ بَيۡنَهُمَا!!!

إِنَّهُ يَمۡكُرُ لِيُحَادَّ ﭐللهَ فِى قَوۡلِهِ:

“وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُوا۟ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَآ ۗ أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـًۭٔا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾ “.

“وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُوا۟ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَآ ۚ أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ ﴿٢١﴾ “.

إِنَّهُ لَا يَخۡشَىٰ عَذَابَ ﭐلسَّعِيرِ، وَلَا يَأَبَهُ لَهُ، وَيُوَاصِلُ ﭐلِالۡتِفَافَ عَلَىٰ كَلَــٰمِ مَنۡ خَلَقَهُ، وَرَزَقَهُ، وَجَعَلَ ﭐلنَّفَسَ يَتَرَدَّدَ فِى صَدۡرِهِ.

وَيُوَاصِلُ ﭐلۡمُتَعَالِمُ ﭐلۡجَهُولُ مَكۡرَهُ وَجَهۡلَهُ؛ فَيَقُولُ:

“ارتباط أداء المناسك بما كان يفعله الناس قبل بعثة النبي:

{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ… فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ}

رابعا: جميع مناسك الحج، وكيفية أداء الصلاة ومواقيتها خلال أدائها، يستحيل أن نفهمه، ونتعلمه، دون الرجوع إلى الأماكن التي كانت تؤدى فيها هذه المناسك، وخاصة «المسجد الحرام” اهـ.

وَيَقُولُ:

“كقوله تعالى في سياق بيان مناسك الحج: “ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ”.

هنا نقبل منظومة التواصل المعرفي. نقول لهم: يا أيها الجهال: قلنا لكم إن منظومة التواصل المعرفي، قبل أن تحمل للناس كيفيات أداء ما أجمله القرآن من أحكام، هي التي حملت لهم مُسَمَّيات الكلمات التي تنطق بها ألسنتهم”.

فَوَاصَلَ مَكۡرَهُ بِكَلَــٰمِ ﭐللهِ، وَجَعَلَ مِنَ ﭐلۡقُرۡءَانِ ﭐلَّذِى قَالَ ﭐللَّهُ إَنَّهُ تِبۡيَانًا لِكُلِّ شَىۡءٍ، وَتَفۡصِيَلَ كُلِّ شَىۡءٍ مُجۡمَلًا، وَأَحۡكَامُهُ مُجۡمَلَةً، وَدَسَّ كَيۡفِيَّةَ أَدَآءِ ﭐلۡصَّلَوَٰةِ، وَمَوَاقِيتَهَا، مَعَ جَمِيعِ مَنَاسِكِ ﭐلۡحَجِ، بِرَغۡمِ أَنَّ ﭐلۡأَيَةَ ﭐلَّتِى يُلۡحِدُ فِيهَا، لَيۡسَ فِيهَا مِمَّا قَالَ شَيۡئًا وَاحِدً!!

فَعِنۡدَمَا قَالَ ﭐللهُ: “ثُمَّ أَفِيضُوا۟ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ“، كَانَ سُبۡحَــٰنَهُ يَقُولُ لِلنَّبِىِّ وَﭐلۡمُؤۡمِنِينَ إِنَّ ﭐلۡأَمَاكِنَ ﭐلَّتِى يُفِيضُ ﭐلنَّاسُ مِنۡهَا لَمۡ تَتَغَيَّرۡ، فَإِذَآ أَفۡضَتُمۡ مِنۡ عَرَفَاتٍ، فَاَفِيضُوا مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضُوا.

فَكَلِمَةُ “مِنۡ حَيۡثُ” صَارَت عِنۡدَ هَذَا ﭐلۡجَهُولِ: “كَمَا”، وَصَارَ ﭐلۡمَعۡنَىٰ فِى قَلۡبِهِ ﭐلۡمَرِيضِ هُوَ: ثُمَّ أَفِيضُوا كَمَا أَفَاضَ ﭐلنَّاسُ، وَﭐفۡعَلُوا كَمَا يَفۡعَلُونَ، وَبِذَٰلِكَ تَنۡفَرِجُ فُرۡجَةً لِيُمَرِّرَ مِنۡهَا مَرَضَهُ ﭐلۡقَلۡبِىُ لِلنَّاسِ، وَلۡيُوَسۡوِسَ لَهُم زُخۡرُفَ ﭐلۡقَوۡلِ!!

هَذَا هُوَ مَبۡلَغُهُ مِنَ ﭐلۡعِلۡمِ، وَمِنَ ﭐلۡفَهۡمِ!!

وَبَدَلًا مَنۡ أَنۡ يَفۡهَمَ ﭐلۡجَهُولُ أَنَّ ﭐللَّهَ لَمۡ يَجۡعَلۡ شَيۡئًا مِمَّا أَمَرَ بِهِ إِلَّا وَبَيَّنَهُ بِالۡكِتَــٰبِ، بِمَا فِى ذَٰلِكَ ﭐلۡاَمَاكِن ﭐلۡمُرۡتَبَطَة بِهَا مَنَاسِك ﭐلۡحَجِّ، ذَهَبَ عَكۡسَ مَا بَيَّنَهُ ﭐلۡكِتَــٰبُ، فَقَالَ إِنَّ ﭐلۡاَيَةَ دَلِيلٌ عَلَىٰ أَنَّ ﭐلۡكِتَــٰبَ لَمۡ يُبَيِّن شَيۡئًا، وَتَوَلَّىٰ ﭐلۡبَيَــٰنَ مَنۡظُومَتُهُ ﭐلنَّجِسَةُ.

هَذَا هُوَ مَبۡلَغُهُ مِنَ ﭐلۡعِلۡمِ، وَمِنَ ﭐلۡفَهۡمِ!!

وَلَا يَفۡتَأُ إِلَّا وَيَقُولُ مُتَعَالِمًا:

“أن منظومة التواصل المعرفي قد حملت الحق والباطل.

أن معاجم اللغة العربية قد حملت الحق والباطل.

أن الذي يحدد الحق الذي حملته منظومة التواصل المعرفي، والذي حملته معاجم اللغة العربية، هو: النص القرآني” اهـ.

وَلَوۡ سَأَلۡنَا هَذَا ﭐلۡجَهُولَ فِى ﭐلۡمُنَاظَرَةٍ ﭐلَّتِى هَرَبَ مِنۡهَا:

س 1: هَلۡ نَصَّ ﭐللَّهُ تَعَــٰلَىٰ فِى كِتَــٰبِهِ، عَلَىٰ أَنَّ كِتَــٰبَهَ لَنۡ يُبَيِّنَ ﭐلنَّوَاحِىَ ﭐلۡعَمَلِيَّةَ، وَمِنۡ ثَمَّ فَقَدۡ أَحَالَهُمۡ عَلَىٰ تَقۡلِيدِ ﭐلسَّلَفِ؟!

فَلَنۡ يَسَعَهُ إَلَّا أَنۡ يُذۡعِنَ لِإِحۡكَامِ ﭐلۡكِتَــٰبِ، وَيَقُولَ مُضۡطَّرًا أَنَّه لَيۡسَ هُنَاكَ نَصٌّ عَلَىٰ أَنَّ كِتَــٰبَهَ لَنۡ يُبَيِّنَ ﭐلنَّوَاحِىَ ﭐلۡعَمَلِيَّةَ.

فَإِذَا قُلۡنَا لَهُ فِى ﭐلۡمُنَاظَرَةٍ ﭐلَّتِى هَرَبَ مِنۡهَا:

س2: عِنۡدَمَا قَالَ ﭐللهُ تَعَــٰلَىٰ:

“تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ ﴿١﴾ إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصًۭا لَّهُ ٱلدِّينَ ﴿٢﴾ أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ” ﭐلزُّمَر.

أَلَيۡسَت ﭐلۡعِبَادَةُ مُتَرَتِّبَةً عَلَىٰ إِنۡزَالِ ﭐلۡكِتَــٰبِ، وَﭐلۡفَآءُ فِى قَوۡلِهِ: “فَٱعْبُدِ” لِتَرۡتِيبِ ﭐلۡعِبَادَةِ عَلَىٰ إِنۡزَالِ ﭐلۡكِتَــٰبِ؟!

وَلَا يَسَعَهُ (فِى ﭐلۡمُنَاظَرَةٍ ﭐلَّتِى هَرَبَ مِنۡهَا) إِلَّا أَنۡ يَضۡطَّرَ لِلمُوَافَقَةِ.

س3: لَقَدۡ قَالَ ﭐللهُ سُبۡحَــٰنَهُ:

” يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ…”.

فَهَلۡ اَحَالَنَا عَلَىٰ مَنۡ قَبۡلَنَا، أَمۡ بَيَّنَ وَفَصَّلَ ﭐلصِّيَامَ، فَاَتَى بِشَهۡرِهِ، وَعَرَّفَ ﭐلشَّهۡرَ، وَبِمَوَاقِيتِهِ، وَبَيَّنَهَا، وَبِأَحۡوَالِ ﭐلنَّاسِ فِيِهِ، مَرۡضَىٰ وَأَصِحَّآءِ، وَمُسَافِرِينَ وَمُقِيمِينَ، وَمُطِيقِينَ وَمُسۡتَطِيعِينَ؟

وَلَا يَسَعَهُ إِلَّا أَنۡ يُذۡعِنَ لِمَا سَبَقَ، وَلَكِنَّ قَلۡبَهُ ﭐلۡمَرِيضَ سَيَقُولُ شَغَبًا: وَلَكِنَّ ﭐلۡقَوَامِيسَ وَﭐلۡمَعَاجِمَ هِىَ مَنۡ بَيَّنَتۡ ﭐلَّيۡلَ، وَتَبَيُّنَ ﭐلۡخَيۡطِ ﭐلۡاَبۡيَضِ مِنَ ﭐلۡخَيۡطِ ﭐلۡاَسۡوَدِ!!!

تَخَيۡلَوا أَنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولَهُ؟!

إِنَّهُ مَرِيضٌ لِلغَايَةِ.

وَلِلحَدِيثِ تَكمِلَةٌ فِيهَا أَسئِلَة المُنَاظَرَة الَّتِى هَرَبَ مِنهَا

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x