5 – تَكۡذِيبُ محمد مشتهرى بِأَنَّ ﭐلۡقُرۡءَانَ قَدۡ بَيَّنَ مَاهِيَّةِ ﭐلزِّنَا

كَتَبَ مشتهرى مَقَالَةً بِتَارِيخِ 23 اكۡتُوبَر 2016 بِعُنۡوَانِ:

“قصتى مع منظومة التواصل المعرفى”

https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/1155266761221871

أَنۡكَرَ فِيهَا أَنۡ يَكُونَ ﭐللهُ قَدۡ بَيَّنَ فِى كِتَــٰبِهِ مَاهِيَّةِ ﭐلزِّنَا!!!

لِيُظۡهِرَ جَهۡلًا جَدِيدًا يُضَافُ لِمَا سَبَقَ وَسَيَأَتِىَ كَشۡفَهُ. وَلِلبَيَــٰنِ:

ﭐلنِّكَاحُ هُوَ فِعۡلُ غَرِيزِىٌّ يَقَعُ بَيۡنَ ﭐلۡمَخۡلُوقَاتِ عُمُومًا، وَبَيۡنَ ﭐلۡبَشَرِ بِالتَّبَعِيَّةِ. وَهُوَ عِنۡدَ ﭐلۡبَشَرِ لَهُ قِسۡمَانٌ، مَعۡرُوفَانٌ، مُنۡذُ ءَادَمَ وَإِلَىٰ ﭐلۡيَوۡمِ، أَحَدُهُمَا هُوَ ﭐلزَّوَاجُ، وَهُوَ عَقۡدٌ يُبِيحُ لِلذَّكَرِ وَﭐلۡأُنۡثَىٰ أَنۡ يُمَارِسَا ﭐلۡجِنۡسَ، بِعِلۡمٍ مِنَ ﭐلنَّاسِ، وَثَمَرَتُهُ تُلۡحَقُ بِهَذَا ﭐلنِّكَاحِ، فِى أَرۡجَآءِ ﭐلدُّنۡيَا.

وَﭐلۡأَخَرُ هُوَ ﭐلزِّنَا، وَهُوَ نِكَاحٌ بِغَيۡرِ عَقۡدٍ، وَلَا بِعِلۡمٍ مِنَ ﭐلنَّاسِ، وَإِنۡ تَغَيَّرَت ﭐلۡاُمُورُ قَلِيلًا فِى أَيَّامِنَا فِى بَعۡضِ بِقَاعِ ﭐلۡأَرۡضِ فِى مَسۡــَٔلَةِ ﭐلۡعِلۡمِ.

مَا يَهُمُّنَا هُنَا هُوَ أَنَّ ﭐللَّهَ قَدۡ بَيَّنَ النِّكَاحَ بَيۡنَ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ فِى كِتَــٰبِهِ؛ فَكَانَ ﭐلنِّكَاحَ هُوَ التَنْظِيمُ الشَرْعِىُّ الرَّبَّانِىُّ لِلعِلاَقَةِ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَيَقَعُ بَيْنَهُمَا بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ النَّاحِيَةِ الجِنْسِيَّةِ؛ وَقَعَت، أمْ لَمْ تَقَعُ بَعْدُ، وَسَوَاءٌ فُرِضَت لِلأُنْثَى فَرِيضَةٌ أمْ لاَ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:

“لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلْمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلْمُقْتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَـٰعًۢا بِٱلْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ ﴿٢٣٦﴾ وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّآ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا ٱلَّذِى بِيَدِهِۦ عُقْدَةُ ٱلنِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوٓا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا ٱلْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٢٣٧﴾” البَقَرَة.

وَمَعْلُومٌ أنَّ الطَّلاَقَ لاَيَكُونُ إلاَّ بَعَدَ نِكَاحٍ صَحِيِحٍ.

هَذَا وَقَدْ شَرَعَ اللهُ تَعَالَى لِلمُؤْمِنِينَ النِّكَاحَ، وَجَعَلَ لَهُ ضَوَابِطَهُ الَّتِى لاَبُدَّ لِلمُؤْمِنِين أنْ يَنْضَبِطَوا بِهَا، وَحَدَّ لَهُم فِيهِ حُدُودًا لاَ يَنْبَغِى لَهُم أنْ يَتَعَدَّوهَا، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ أنْ بَيَّنَ أنَّ لِلنِّسَآءِ خَمْسَةُ أحْوَالٍ ـ فِى النِّكَاحِ ـ كَالتَــٰلِى:

1 ـ امْرَأةٌ مُحَرَّمَةٌ عَلَي المُؤْمِنِ بِجَمِيعِ أحْوَالِهَا.

2 ـ امْرَأةٌ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِ ابْتِدَاءً مِنْ نُزُولِ الأَيَــٰتِ مَعَ عَفْوٍ عَمَّا سَلَفَ.

3 ـ امْرَأةٌ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِ تَحْرِيمًا مُؤَقْتًا، لِحِينِ تَغَيُّرِ ظُرُوفِهَا.

4 ـ امْرَأةٌ جَعَلَهَا اللهُ تَعَالَى كِتَــٰبَهُ عَلَي المُؤْمِنِينَ؛ لِتَكُونَ لَهَا الأوْلَوِيَّةُ فِى النِّكَاحِ.

5 ـ امْرَأةٌ أحَلَّهَا اللهُ تَعَــٰلَى لِلمُؤْمِنِينَ إنْ لَمْ يَسْتَطِيعو أنْ يَنْكِحُوا الَّتِى كَتَبَهَا اللهُ لَهُم.

هَذِهِ الخَمْسَةُ أَصْنَافٍ مِنَ النِّسَآءِ يُقَابِلُهَا خَمْسَةٌ أَصْنَافٍ خَاصَّةٌ بِالرِّجَالِ، وَهِىَ كَالتَّــٰلِى:

1 ـ رَجُلٌ مُحَرَّمٌ عَلَي المُؤْمِنَاتِ بِجَمِيعِ أحْوَالِهِ.

2 ـ رَجُلٌ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِنَّ ابْتِدَاءً مِنْ نُزُولِ الأَيَاتِ مَعَ عَفْوٍ عَمَّا سَلَفَ.

3 ـ رَجُلٌ مُحَرَّمٌ عَلَيْهَا تَحْرِيمًا مُؤَقْتًا، لِحِينِ تَغَيُّرِ ظُرُوفِهِ.

4 ـ رَجُلٌ جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى كِتَابَهُ عَلَي المُؤْمِنَاتِ؛ لِتَكُونَ لَهُ الأوْلَوِيَّةُ فِى النِّكَاحِ.

5 ـ رَجُلٌ أحَلَّهُ اللهُ تَعَالَى لِلمُؤْمِنَاتِ إنْ لَمْ يَسْتَطِيعو أنْ يَنْكِحُوا الَّذِى كَتَبَهُ اللهُ لَهُنَّ.

وَهَذِهِ الخَمْسَةُ تُفْهَمُ ضَرُورَةً مِنَ النِّصُوصِ.

ثُمَّ إنَّ اللهَ تَعَــٰلَى قَدْ حَدَّ لِلمُؤْمِنِيِنَ المُحَرَّمَاتِ مِنَ النِّسَاءِ عَدًّا بِالتَفْصِيلِ حَتَّى لاَ يَقْرَبُوهُنَّ بِنِكَاحٍ. ثُمَّ بَيَّنَ اللهُ لَهُم (بِالتَفْصِيلِ أيْضًا) مَنْ هُنَّ النِّسَآءِ الأَوْلَىَ بِأنْ يَقْتَرِنُوا بِهِنَّ، وَالَّلوَاتِى جَعَلَهُنَّ كِتَــٰبَهُ عَلَيْهِم. كَمَا بَيَّنَ أيْضًا (بِالتَفْصِيلِ) مَنْ هُنَّ اللَّوَاتِى يَصْلُحْنَ كَبَدِيلٍ لِمَن جَعَلَهُنَّ كِتَــٰبَهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ، إنْ لَم تَتَيَسَّرَ لَهُم الأمُور، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا صَبْرًا.

كَذَلِكَ؛ وَبِخِلاَفِ بَيَانِ اللهِ لِلوِعَاءِ الصَالِحِ لِلنِّكَاحِ مِنْهُ، فَقَدْ بَيَّنَ تَعَالَى لِلمُؤْمِنِينَ ضَوَابِطَ هَذَا النِّكَاحِ، وَعَدَدَ الأزْوَاجِ المُصَرَّحِ بِهِنَّ، ثُمَّ ألْحَقَ اللهُ سُبْحَــٰنَهُ بِذَلِكَ مَجْمُوعَةً مِنَ الأَحْكَامِ، اللاَزِمَةِ لِتَنْظِيمِ العِلاَقَةِ، بَيْنَ الأطْرَافِ المُتَشَابِكَةِ فِى النِّكَاحِ، فَفَصَّلَ النَّوَاحِى المَادِّيَّةِ، وَالمَعْنَوِيَّةِ مِنْهُ، وَأَفْتَى المُؤْمِنِينَ فِى نِكَاحِ اليَتَامَى مِنَ النِّسَآءِ؛ فَأنَارَ الطَرِيقَ أمَامَ المُؤمِن لِكَىّ يَنْضَبِطَ بِحُدُودِ اللهِ وَأحْكَامِهِ، مُنْذُ بَدْءِ حَيَاتِهِ الزَوْجِيَّةِ إلَى نِهَايَتِهَا، فَيَتَحَصَّلَ مِنْهَا عَلَى مَا يَحْتَاجُهُ مِن إشْبَاعٍ لِرَغَبَاتِهِ، دُونَ وُقُوعٍ فِى ظُلْمٍ قَدْ يُلْحِقُهُ بِنَفْسِهِ، أوْ بِغَيْرِهِ، بِنَفْسِ الوَقْتِ الَّذِى يَحْصُلُ فِيِهِ أيْضًا عَلَى رِضَا اللهِ تَعَالَى عَنْهُ، وَعَلَى تَقْوَاهُ، فَيَصِيرُ النِّكَاحُ بِهَذِهِ الكَيْفِيَّةِ وَسِيلَةَ إشْبَاعٍ، وَوَسِيلَةَ تَقَرُّبٍ إلَى اللهِ تَعَــٰلَى، وَأيْضًا تَحِلُّ البَرَكَةُ عَلَيْهِ.

فَإِذَا مَا نَظَرۡنَا إِلَىٰ المُسْتَبْعَدَاتِ مِنْ الوِعَاءِ الصَالِحِ لِلنِّكَاحِ (مِنَ النِّسَآءِ) فَسَنَجِدُ أَنَّهُ قَدۡ جَاءَ ذِكْرَهِنَّ فِى كِتَــٰبِ اللهِ فِى أكْثَرِ مِنْ مَوْضِعٍ، وَبَدَأهَا اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:

“وَلَا تَنكِحُوا ٱلْمُشْرِكَـٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ . . ﴿٢٢١﴾” البَقَرَة.

فَخَرَجَت كُلُّ مُشْرِكَةٍ (حَتَّى تُؤْمِنَ) مِنَ وِعَاءِ الصَالِحَاتِ لِلزَوَاجِ، تَارِكَةً المَجَالَ لِلمُؤْمِنَاتِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:

“وَلَا تَنكِحُوا ٱلْمُشْرِكَـٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍۢ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ..﴿٢٢١﴾” البَقَرَة.

أيْضًا فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الوِعَاءِ خَمْسَةَ عَشْرَةَ حَالَةً مِنَ النِّسَآءِ (وَإنْ كُنَّ مُؤْمِنَاتٍ)، حَيْثُ حَرَّمَهُم اللهُ تَعَالَى تَحْرِيمًا مُطْلَقًا، وَاسْتَثْنَى مِنَ الإِطْلاَقِ حَالَتَيْنِ مِنْهُمَا، إذَا كَانَ النِّكَاحُ قَدْ سَلَفَ قَبْلَ نُزُولِ الأيَاتِ. حَيْثُ أبْقَى عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ زَوَاجٍ مِنْ مَن نَكَحَهَا الأبُّ (بِخِلاَفِ الأُمِّ)، وَمَا سَلَفَ مِنْ زَوَاجٍ جَمَعَ بَيْنَ أُخْتَيْنِ، وَحَرَّمَ أىّ نِكَاحٍ لَهُمَا يَقَعُ بَعْدَ نُزُولِ الأَيَاتِ. وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى أُوْلىَ الحَالَتَيْنِ فِى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:

“وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةً وَمَقْتًا وَسَآءَ سَبِيلًا ﴿٢٢﴾” النِّسَآء.

فَجَاءَ النَّهْىُ عَنْ نِكَاحِ أىَّ وَاحِدَةٍ مَنَ النِّسَآءِ اللَوَاتِى سَبَقَ وَأنْ تَزَوَّجَ بِهِنَّ الأَبُّ، وَقْتَ نُزُولِ الأيَةِ، مَعَ اسْتِثْنَاءِ مَا قَدْ يَكُونُ قَائِمًا مِنْهُ وَسَلَفَ قَبْلَ نُزُولِ النَّهْىِ، مَعَ بَيَانِ عِلَّةَ النَّهْىِ فِى كَوْنِ هَذَا النِّكَاحِ ضَرْبٌ مِنْ ضُرُوبِ الفُحْشِ وَالمَقْتِ، وسَآءَ سَبِيلاً، عَسَى أنْ يُرَاجِعَ نَفْسَهُ مَنْ كَانَ نِكَاحُهُ قَائِمًا قَبْلَ نُزُولِ الأَيَاتِ.

وَمِنَ البَدِيهِىِّ أنَّ هَؤُلاَءِ المُحَرَّمَاتِ يَقَعُ الخِطَابُ لَهُنَّ أيْضًا كَمَا هُوَ لِلذُكُورِ، فَالأُمُّ يَحْرُمُ عَلَيْهَا ابْنَهَا، والبِنْتُ يَحْرُمُ عَلَيْهَا أبِيهَا، والأُخْتُ يَحْرُمُ عَلَيْهَا أخِيهَا، ..وَهَكَذَا (كَمَا سَيَأتِى).

وَبِرَغْمِ أنَّ نِكَاحَ الأُمِّ، والبِنْتِ، وَالأُخْتِ، وَغَيرِهِنَّ مِنَ القَرِيبَاتِ، كَالعَمَّةِ، والخَالَةِ، هُوَ نِكَاحٌ مُسْتَهْجَنٌ بِالفِطْرَةِ، إلاَّ أنَّ الشَّارِعَ سُبْحَانَهُ نَصَّ عَلَيْهِنَّ، كَىِّ لاَ يَسْتَغِلُّ ضِعَافُ النُّفُوسِ غِيَابَ النَّصِّ، كَمَا يَفْعَلُ الأَنَ المُتَحَلِّلُونَ مِنَ الدِّينِ.

وَأيْضًا فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الوِعَاءِ خَمْسَةَ عَشْرَةَ حَالَةً مِنَ الرِّجَالِ (وَإنْ كَانُوا مُؤْمِنِيِنَ)، حَيْثُ حَرَّمَهُم اللهُ تَعَالَى تَحْرِيمًا مُطْلَقًا، وَاسْتَثْنَى مِنَ الإِطْلاَقِ حَالَتَيْنِ مِنْهُمَا، إذَا كَانَ النِّكَاحُ قَدْ سَلَفَ قَبْلَ نُزُولِ الأيَاتِ. حَيْثُ أبْقَى عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ زَوَاجٍ مِنْ مَن نَكَحَت ابْنَ زَوْجِهَا، وَمَا سَلَفَ مِنْ زَوَاجٍ بِزَوجِ الأُخْتِ وَهِىَ مَا زَالَت مَعَهُ، وَحَرَّمَ أىّ نِكَاحٍ لَهُمَا يَقَعُ بَعْدَ نُزُولِ الأَيَاتِ. فَصَارُوا سِتَّةَ عَشْرَةَ حَالَةً عَلَى التَّمَامِ

فَإذَا كَانَ هَذَا هُوَ حَالُ المُحَرَّمَاتِ مِنَ النِّسَآءِ، وَالمَنْهِىُّ عَنْهُ مِنْهُنَّ، فَإنَّ مَا عَدَاهُنَّ، فَهُنَّ يُمَثِّلْنَ الوِعَاءَ الَّذِى أحَلَّهُ اللهُ لِلمُؤْمِنِيِنَ، وَالَّذِى يَضُمُّ دَاخِلَهُ صَنْفَيْنِ، وَهُمَا كَالتَالِى: مَنْ جَعَلَهُنَّ اللهُ تَعَالَى كِتَابًا عَلَى المُؤْمِنِينَ، واللَوَاتِى أحَلَّهُنَّ اللهُ، فَقَالَ:

“۞ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ ۖ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَآءَ ذَ‌ٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَ‌ٰلِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَـٰفِحِينَ ۚ فَمَا ٱسْتَمْتَعْتُم بِهِۦ مِنْهُنَّ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَ‌ٰضَيْتُم بِهِۦ مِنۢ بَعْدِ ٱلْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٢٤﴾”.

وَذَلِكَ عَلَى تَفْصِيلٍ لاَحِقٍ فِى الأَيَةِ التَالِيَةِ، كَالتَالِى:

“وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُم مِّن فَتَيَـٰتِكُمُ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ ۚ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَـٰنِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّنۢ بَعْضٍۢ ۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ مُحْصَنَـٰتٍ غَيْرَ مُسَـٰفِحَـٰتٍۢ وَلَا مُتَّخِذَ‌ٰتِ أَخْدَانٍۢ ۚ فَإِذَآ أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَـٰحِشَةٍۢ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَـٰتِ مِنَ ٱلْعَذَابِ ۚ ذَ‌ٰلِكَ لِمَنْ خَشِىَ ٱلْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٥﴾”.

فَالكَلاَمُ فِى الأَيَــٰتِ ـ كَمَا هُوَ وَاضِحٌ بِلاَ عَنَاءِ ـ اسْتِئْنَافٌ لِمَا سَبَق، فَبَعْدَ ذِكْرِ المُحَرَّمَاتِ يَكُونُ المَعْنَى فِي السِّيَاقِ هُوَ:

وَالمُحْصَنَاتُ إِلاَّ مَا مَلَكَت أَيْمَانُكُم كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُم، وَأُحِلَّ لَكُم مَا وَرَاءَ ذَلِكُم، أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم، مُحْصِنِينَ، غَيْرَ مُسَافِحِينَ، وَلاَ مُتَّخِذِى أخْدَانٍ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعَ مِنْكُ م طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ هَؤُلاَءِ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ، فَعَلَيْهِ بِمَا أَحَلَّ اللهُ تَعَالَى لَهُ مِمَّا وَرَاءَ ذَلِكُم، مِنْ مَا مَلَكَت أَيْمَانُكُم، مِنْ فَتَيَاتِكُم المُؤْمِنَاتِ، ذَلِكَ لِمَن خَشِيَ العَنَتَ مِنْكُم، وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُم.

فَإذَا مَا انْتَهَيْنَا هُنَا مِنْ مَعْرِفَةِ أصْنَافِ النِّسَآءِ بِالنِّسْبَةِ لِلنِكَاحِ، وَعَرِفْنَا أنَّهُنَّ يَنْقَسِمْنَ إلَى ثَلاَثَةٍ، وَهُنَّ: المُحَرَّمَاتُ، وَالمُحْصَنَاتُ إلاَّ مَا مَلَكَتِ الأَيْمَان، وَمَا أُحِلَّ بِخِلاَفِ مَا سَبَقَ، وَهُنْ الفَتَيَاتُ المُؤْمِنَاتُ مِنْ مَا مَلَكَت الأَيْمَانِ، فَقَدْ حَانَ وَقْتُ الدُّخُولِ إلَى تَفَاصِيلِ النِّكَاحِ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ.

هَذَا وَقَدۡ جَعَلَ اللهُ لِلنِّكَاحِ شُرُوطًا، فَصَّلَهَا فِى كِتَابِهِ النُّورِ، لِيَهْدِىَ بِهِ المُؤْمِنِيِنَ إلَى صِرَاطِهِ المُسْتَقِيمِ. وَقَدْ نَظَرْتُ فِى كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ فَوَجَدْتُ أنَّ هَذِهِ الشُرُوطَ مِنْهَا مَا هُوَ مَعْنَوِىٌّ (كَالإيِمَانِ، وَالإحْصَانِ)، وَمِنْهَا مَا هُوَ مَادِّىٌّ (كَالأَجْرِ، وَالبُلُوغِ)، وَمِنْهَا مَا هُوَ تَنْظِيِمِىٌّ إحْصَائِىٌّ كَالعَدَدِ.

1 ـ شَرْطُ البُلُوغِ.

2 ـ شَرْطُ الإِيمَانِ:

وَقَدْ نَصَّ اللهُ تَعَالَى عَلَى هَذَا الشَرْطِ فِى أكْثَرِ مِنْ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ، وَبَيَّنَ فِى بَعْضِهَا عِلَّةَ هَذَا الشَرْطِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:

“وَلَا تَنكِحُوا ٱلْمُشْرِكَـٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍۢ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا ٱلْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍۢ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَـٰٓئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ ۖ وَٱللَّهُ يَدْعُوٓا إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِۦ ۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَـٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٢٢١﴾” البَقَرَة.

3 ـ شَرْطُ العَدَدِ:

بَيَّنَ اللهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ نِّكَاحَ الذُّكُورِ الإِنَاثَ، لَهُ سَقْفٌ عَدَدِىٌّ مِنْهُنَّ، لاَ يَصْلُحُ تَجَاوُزَهُ؛ فَقَالَ مُبَيِّنًا ذَلِكَ:

“وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِى ٱلْيَتَـٰمَىٰ فَٱنكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَ‌ٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ ۚ ذَ‌ٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُوا ﴿٣﴾” النِّسَآء.

وَبِالتَــٰلِى أصْبَحَ شَرْطًا فِى النِّكَاحِ (بِخِلاَفِ بَقِيَّةِ الشُرُوطِ الَلاَزِمِ تَوَفُّرِهَا) ألاَّ يَتِمَّ تَجَاوُزَ العَدَدِ المَنْصُوصِ عَلَيْهِ هُنَا مِنَ النِّسَآءِ، فَتَكُونُ المَرْأَةُ المُتَزَوَّجُ بِهَا فِى نِطَاقِ الأَرْبَعَةِ المَذْكُورَاتِ.

4 ـ شَرْطُ الأَجْرِ:

بَيَّنَ الشَارِعُ سُبْحَانَهُ أَنَّ النِّكَاحَ لاَبُدَّ وَأنْ يَكُونَ بِأجْرٍ، يَقَعُ عَلَى عَاتِقِ الزَوْجِ، وَيُؤَدَّى إلىَ الزَّوْجَةِ، فَقَالَ تَعَالَى فِى حَقِّ المُحْصَنَةِ:

“وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَـٰفِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِىٓ أَخْدَانٍۢ ۗ”.

وَقَالَ تَعَالَى فِى حَقِّ نِكَاحِ مِلْكِ اليَمِيِنِ:

“فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ مُحْصَنَـٰتٍ غَيْرَ مُسَـٰفِحَـٰتٍۢ وَلَا مُتَّخِذَ‌ٰتِ أَخْدَانٍۢ ۚ”.

وَقَالَ فِى حَقِّ المُهَاجِرَاتِ:

“..وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ .. ﴿١٠﴾” المُمْتَحَنَة.

وَالأَجْرُ هُوَ المُقَابِلُ المَادِّىُّ، وَهُوَ هُنَا غَيْرُ مُحَدَّدٍ، وَإِنَّمَا تُرِكَ تَحْدِيدَهُ (كَالدِيَةِ) لِلطَرَفَيْنِ، بِحَسَبِ ظُرُوفِهِمَا المَكَانِيَّةِ، وَالزَّمَانِيَّةِ، كَالعَادَاتِ وَالتَقَالِيدِ، وَالمَقْدِرَةِ، . . الخ.

5 ـ شَرْطُ الإحْصَانِ:

جَعَلَ اللهُ الإِحْصَانَ مِنْ شُرُوطِ النِّكَاحِ، وَألْصَقَهُ بِشَرْطِ الأَجْرِ، وَنَصَّ عَلَيْهِ فِى غَيْرِ مَا مَوْضِعٍ؛ فَقَالَ تَعَالَى:

“إِذَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَـٰفِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِىٓ أَخْدَانٍۢ ۗ”.

“وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ مُحْصَنَـٰتٍ غَيْرَ مُسَـٰفِحَـٰتٍۢ وَلَا مُتَّخِذَ‌ٰتِ أَخْدَانٍۢ ۚ”.

6 ـ شَرْطُ البَرَاءَةِ:

وَهُوَ أنْ يَكُونَ طَرَفَىِّ النِّكَاحِ صَالِحَيْنِ لِبَعْضِهِمَا البَعْضُ، فَلاَ يَحْرُمُ أحَدُهُمَا عَلَى الأَخَرِ، وَهُوَ مُوَضَّحٌ فِى الصَفَحَاتِ السَّابِقَةِ بِمَا يُغْنِى عَنْ الإعَادَةِ هُنَا.

7 ـ شَرْطُ التَرْتِيِبِ:

فَقَدْ قَدَّمَ اللهُ المُحْصَنَةَ عَلَى مِلْكِ اليَمِينِ، وَجَعَلَ النِّكَاحَ مِنْهَا حَلاَل يَأتِى فِى المَرْتَبَةِ التَــٰلِيَةِ حَالَ عَدَمِ الاسْتِطَاعَةِ، وَهُوَ وَاضِحٌ فِى قَوْلِهِ تَعَــٰلَىٰ:

“وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُم مِّن فَتَيَـٰتِكُمُ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ ۚ .. ﴿٢٥﴾” النِّسَآء.

فَإذَا كَانَت هَذِهِ هِىَ الشُرُوطُ الَّتِى يَجِبُ الالْتِزَامُ بِهَا عِنْدَ النِّكَاحِ فَإنَّ بَعْضَهَا يَحْتَاجُ إلىَ بَعْضِ البَسْطِ، فِى مَوۡضِعٍ ءَاخَر.

بَعۡدَ كُلِّ هَذَا ﭐلۡبَيَــٰنِ وَﭐلتِّبۡيَانِ، وَﭐلتَّفۡصِيلِ، فَقَدۡ جَآءَ أَمۡرُ ﭐللهِ سُبۡحَــٰنَهُ:

“وَلَا تَقْرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰٓ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةًۭ وَسَآءَ سَبِيلًۭا ﴿٣٢﴾” ﭐلۡإِسۡرَآء.

فَإذَا مَا قَالَ لَكَ أَعۡجَمِىٌّ: مَاذَا يَعۡنِى ﭐلزِّنَا، فَسَتَقُولُ لَهُ بِكُلِّ أَرِيحِيَّةٍ: هُوَ ﭐلۡعِلَاقَةُ ﭐلۡجِنۡسِيَّةِ بَيۡنَ ذَكَرٍ وَأُنۡثَىٰ خَارِجَ إِطَارِ مَا شَرَعَهُ ﭐللهُ فِى كِتَــٰبِهِ. ثُمَّ تَشۡرَع فِى شَرۡحِ مَا قُلۡنَاهُ هُنَا.

وَعِنۡدَمَا يَقُولُ ﭐللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَــٰلَىٰ:

“ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِى فَٱجْلِدُوا۟ كُلَّ وَ‌ٰحِدٍۢ مِّنْهُمَا مِا۟ئَةَ جَلْدَةٍۢ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌۭ فِى دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌۭ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ ٱلزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةًۭ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌۭ ۚ وَحُرِّمَ ذَ‌ٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾” ﭐلنُّور.

فَسَنَفۡهَمُ مِنۡ ﭐلۡأَيَةِ ﭐلثَّانِيَةِ مِنَ ﭐلسُّورَةِ هُنَا – إِضَافَةً إِلَىٰ مَا سَبَقَ مِنۡ بَيَــٰنٍ رَبَّانِىٍّ لِلنِّكَاحِ وَضَوَابِطِه- أَنَّ ﭐلزِّنَا يَقَعُ بَيۡنَ مُؤۡمِنَةٍ (ٱلزَّانِيَةُ) وَمُؤۡمِنٍ (وَٱلزَّانِى) دُونَ نِكَاحٍ، فَاسۡتَحَقَّا ﭐلۡعَذَابَ بِمِئَةِ جَلۡدَةٍ، وَبِمَحۡضَرٍ مِنَ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ.

وَفَهِمۡنَا مِنَ ﭐلۡأَيَةِ ﭐلتَّالِيَةِ أَنَّ نِكَاحًا يَقَعُ بَيۡنَ مُؤۡمِنٍ وَمُشۡرِكَةٍ، أَوۡ بَيۡنَ مُؤۡمِنَةٍ وَمُشۡرِكٍ، هُوَ زِنَا، وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ.

فَهَلۡ يَكُونُ ﭐللهُ سُبۡحَــٰنَهُ قَدۡ بَيَّنَ، وَفَصَّلَ كُلَّ مَا يَخُصُ ﭐلۡعِلَاقَةِ ﭐلۡجِنۡسِيَّةِ بَيۡنَ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ، وَغَيۡرِ ﭐلۡمُؤۡمِنِينَ أَمۡ لَا؟!

بِالطَّبۡعِ قَدۡ فَعَلَ، وَقَدۡ ﭐخۡتَصَرۡتُ ﭐلۡبَيَــٰنَ جِدًّا لِظُرُوفِ ﭐلۡمَقَالَةِ.

إِلَّا أَنَّ محمد مشتهرى يَقُولُ:

“وانتم يا أصحاب القراءات الشاذة للقرآن، هوه الزنا مش أيضا فعل

طيب معناه إيه في القرآن؟!

يعني عندما يقول الله تعالى:

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ،

فماذا تفعل المرأة ليكون اسمها زانية؟

وماذا يفعل الرجل ليكون اسمه زاني؟

ويُجلد كل واحد منهما مئة جلدة؟!

ثم عندما يقول الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا يَزْنُونَ، وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا .

نلاحظ هنا أن فعل يَزْنُونَ جاء مباشرة بعد النهي عن الشرك، وعن قتل النفس بغير حق، وأن فاعله إذا لم يتب سيموت كافرًا مخلدًا في النار، وسيضاعف له العذاب.

طيب دا الموضوع طلع خطير، الذين «يَزْنُونَ»، ويموتون دون توبة، مخلدون في جهنم..

وليس في كتاب الله تعريف لمن هم الذين يَزْنُونَ!!

فيا جهابذة القراءات الشاذة للقرآن، يا من تضحكون على أنفسكم، وعلى المساكين الذين يتبعونكم، والذين يعجبون بانحرافكم عن صراط الله المستقيم، أقول لكم:

أين فصّل وبيّن الله تعالى هذا الشيء، الذي هو «فعل» الزنا؟!” اهـ.

هَذَا هُوَ محمد مشتهرى، ﭐلَّذى لَمۡ يَرَ شَيۡئًا مِمَّا فِى كِتَــٰبِ ﭐللهِ مِمَّا سُقۡتُ مِنۡهُ نزۡرًا يَسِيرًا، ثُمَّ أَخَذَ عَلَىٰ عَاتِقِهِ أَنۡ يَنۡتَقِصَ كِتَــٰبَ ﭐللهِ مَا ﭐسۡتَطَاعَ إِلَىٰ ذَٰلِكَ سَبِيلًا.

بَلۡ إِنَّنِى أَزِيدُهُ حُجَّةً عَلَيۡهِ، وَأَقُولُ:

لَوۡ ﭐجۡتَمَعَت مَعَاجِمُ وَقَوامِيسُ ﭐلۡبَشَرِ، فَلَنۡ يَسۡتَطِيعُوا أَنۡ يَجۡتَمِعُوا عَلَىٰ تَعۡرِيفٍ لِلزَّانِى، وَذَاكَ أَنَّ ﭐللهَ تَعَــٰلَىٰ قَدۡ أَضَافَ لِلمَعۡنَىٰ ﭐلمَعۡرُوفِ عِنۡدَ ﭐلۡبَشَرِ، نِكَاحَ ﭐلۡمُؤۡمِنِ لِلمُشۡرِكَةِ، وَنِكَاحَ ﭐلۡمُؤۡمِنَةِ لِلمُشۡرِكِ.

كَمَا غَيَّرَ ﭐللهُ ﭐلۡحُكۡمَ لِلمُؤۡمِنِ وَﭐلۡمُؤۡمِنَةِ إِذَا زَنَيَا، عَمَّا إِذَا كَانَ طَرَفُ ﭐلنِّكَاحِ ﭐلۡأَخَرِ مُشۡرِكًا، وَكُلُّ ذَٰلِكَ فِى ءَايَتَيۡنِ.

فَأَيۡنَ أَنَّ ﭐللهَ لَمۡ يُبَيِّنُ ﭐلزِّنَا؟!

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x